لأنه لم يذهب إلى الحج في ذلك العام، ليقرأه أمير الحج، أبو بكر الصدّيق، هناك على الملأ فيعلمه المشركون. وهذا موقف حليم وحكيم، لم يطلب من المسلمين مباغتتهم والانقضاض عليهم على حين غرّة، كما تقضي قواعد الحرب، بل أعطاهم فرصةً لحقن الدماء، ناهيك عن عدم وضعه كل المشركين في سلة واحدة، حيث استثنى من القتل، بعد انقضاء مدة الهدنة، المشركين الذين دخلوا مع المسلمين في عهد ولم ينقضوه أو ينحازوا ضدهم بدعم أعدائهم. فالآيات، وضمنها الآية التي يتكئون عليها، مثالٌ على الرحمة والحكمة والتسامح. كما أن إصدار حكمٍ حول موقف الإسلام من حرية الاعتقاد ومعاملة غير المسلمين يستدعي، وفق قواعد المنهج العلمي مرة ثانية، من الباحث، كي يكون حكمه دقيقا وموضوعيا، أخذ كل ما قيل في الموضوع في القرآن الكريم ودراسته والحكم عليه بعد ذلك.
تعرّض القرآن الكريم لقضية حرية الاعتقاد والموقف من المشركين في آيات كثيرة مبثوثة بين صفحاته، مثل قوله تعالى عن حرية الاعتقاد: "لاَ إِكْرَاهَ في الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِنَ الغي فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".(البقرة 256). وخاطب رسوله محدّدا طبيعة المهمة التي كلفه بها "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا" (الفتح 8)، و"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" (الأحزاب 45 -46)، و"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" (البقرة 119)، و"إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" (الزمر41) و"فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ، إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" (الغاشية 21 - 26)، و"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص 56)، و"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس 99)، و"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ" (يونس 108)، و"مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا" (الإسراء 15). وخاطب المسلمين محدّدا موقف الإسلام من المشركين الذي عليهم إتباعه بقوله تعالى "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" (التوبة 6)، وقوله "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة 8)، وقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (المائدة 105). وقوله جل شأنه "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (الأنعام 68)، جاء التوجيه بصيغة أخرى، بقوله "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗإِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" (النساء 140)، لم يطلب منهم الاشتباك مع الخائضين، المجدفين، بآياته، أو قتالهم واكتفى باعتزالهم حتى يغيروا
الموضوع، وقوله "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة 48)، وقوله "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود 118)، وقوله "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (النحل 93). ونبه الرسول، عليه الصلاة والسلام، أن مهمته البلاغ بقوله "فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين"(النحل: 82). وقال في سورة قصيرة قولا جامعا مانعا "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" (الكافرون:1 - 6).
وقد زاد الطين بلة ما يطرحه إسلاميون، السلفيون على وجه الخصوص، حول الآية موضوع النقاش، يسمّونها "آية السيف"، حيث جعلوها قاعدة لتصرّف المسلمين مع غير المسلمين، بالاستناد إلى فرضية النسخ التي قال بها فقهاء مسلمون وفق تفسيرهم الآية "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 106)، وعزّزوا حجتهم بقوله تعالى "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (النحل 101). وهو قول (النسخ) متعسّف وغير منطقي لسبب جوهري، هو عدم وجود نسخ في القرآن الكريم؛ وإن من قال بالنسخ من قدماء الفقهاء قال به لأنه بنى حكمه على فهم حصري وخاطئ لمفردة آيةٍ في قوله تعالى "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ"، حيث اعتبرها الفقرة القرآنية التي تحمل رقما في سور القرآن الكريم؛ وأن الآية كلها تعني وجود نسخ في القرآن الكريم، وراحوا يضعون قواعد للنسخ، تنسخ فيها الآية المتأخرة الآية المتقدّمة، واستبعاد العمل بأحكام الآيات التي اعتبروها منسوخة؛ فهي تتلى ولكن لا يعمل بمحتواها، وعليه أطاحوا كل الآيات التي تتعلق بتعامل المسلمين مع غير المسلمين، ويتعارض محتواها مع محتوى آية السيف، واعتبروا حكمها ساقطا لأن آية السيف نسختها؛ نسخوا بها 124 آية. وقد تكرّس هذا الفهم الخاطئ لدى فقهاء في المراحل اللاحقة ووصل عصرنا فتبناه فقهاء كثر؛ مع أنه معلول ويتعارض مع دلالة مفردة آية؛ فقط لأن القول به جاء من الأسلاف، المسلمين الأوائل الذين اعتبروا أفضل الأجيال، وما ترتب على ثقافة تقديس الأسلاف، من تجذّر لعقلية النقل والتقليد وتحوّلها في ظروف الانحدار والتخلف الفكري والاجتماعي إلى ثابت ديني لا يمس ولا يراجع، وتنزيههم، الأسلاف، عن الخطأ واستنكار مخالفتهم أو الرد عليهم إلى درجة استهجان فقهاء وعلماء دين كبار لمخالفة ابن تيمية فتوى عمر بن الخطاب حول قول طلقتك بالثلاثة، اعتبرها عمر ثلاث طلقات، بينما اعتبرها ابن تيمية واحدة، إلى درجة اعتبارهم ابن تيمية ضالا لأنه خالف إجماع المسلمين الذين التزموا بفتوى عمر سبعة قرون (مات الأول عام 728 هجري والثاني عام 23 هجري)، وهي قضية فرعية، فكيف لو خالفه في قضية جوهرية.
علما أن مفردة آية وردت في القرآن الكريم 82 مرّة بصيغة المفرد بمعنى علامة، دليل، برهان،
إثبات، معجزة، مثل قوله تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (البقرة 118). وقوله "وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة 145). وقوله "سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (البقرة 211). وقوله تعالى "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (البقرة 248). وقوله عن النبي زكريا، عليه السلام، الذي أصابته الدهشة لما بُشر بيحيى وزوجه كبيرة في السن: "قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" (آل عمران 41). وقوله عن دلائل الكون "كَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ" (يوسف 105)، وعن النبي نوح، عليه السلام، ومن معه في السفينة: "فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ" (العنكبوت 15). وقوله عن منحه موسى، عليه السلام، معجزة بياض اليد بعد ضمها: "اضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ" (طه 22)، وقوله للعذراء مريم عن ولادة عيسى المسيح، عليه السلام، دون أب: "قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا" (مريم 21). ولم تأت كلمة آية بصيغة المفرد بمعنى فقرة قرآنية ولو لمرة واحدة، حتى الآيتان اللتان استند إليهما القائلون بالنسخ لا تفيدان، كما يقضي السياق، فقرة قرآنية. وقد أطلق لفظة "آية" على الفقرات لأنها برهان على حقيقة إلهية أو وجودية أو أخلاقية أو سياسية أو اجتماعية.
لم يكن الإسلام في القرآن الكريم ضد حرية الاعتقاد، ولا كان مع قتل المشرك فقط لكونه مشركا، بل كان كما قال شيخ الأزهر، الشيخ محمود شلتوت، في كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة"، "وأن الكفر بنفسه ليس مبيحاً للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وإن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه على الدين".