Skip to main content
فيلم سبليت.. الشيء الثاني الأكثر رعبًا (1 - 2)
ترجمة: صلاح سامح
( من فيلم سبيلت)


استضاف الصحافي يان بارتيز، في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، إم. نايت شيامالان، مخرج فيلم (سبيلت – Split)، وعَرَض عليه تغريدة تعود إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل، سخر فيها المخرج من دونالد ترامب. حيث أكد شيامالان أنه لا يجد صعوبة في الضحك منذ انتخاب ترامب رئيسًا في 8 نوفمبر/ تشرين الأوّل.

يواصل بارتيز حديثه مُشيرًا إلى أن فيلم Split سيصدر في الولايات المتّحدة في 20 يناير/ كانون الثاني، وهو يوم تولّي الرئيس المُنتخَب منصبه. يتندّر شيامالان بخصوص ذلك أيضًا: "فيلم Split سيكون الشيء الثاني الأكثر رُعبًا الذي ستشاهدونه في هذا اليوم".

المُخرج إذن لا يكنّ الحب لدونالد ترامب، ويبدو أن هوليوود قد تتبع المسار نفسه. ومع ذلك، فمُخرج هذا الفيلم، سواء كان واعيًا بذلك أم لا، قد يدشّن سلسلة أفلام ضدّ ترامب، من المنتظر أن تتزايد في أميركا خلال الأربع سنوات القادمة، هذا إذا أكمل "العميل البرتقالي" ترامب مدّة رئاسته.

عندما عُرض Split في مهرجان AFI بِـ لوس أنجليس، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، كان قد مرّ أسبوع واحد فقط على انتخاب ترامب رئيسًا. كان الحدث حاضرًا في أذهان كل الناس، إلى حدّ أن المقابلة التي تلت عرض الفيلم تطرّقت سريعًا إلى مشاعر شيامالان عن هذه المفاجأة المرعبة غير المتوقّعة: "ليلة الانتخابات، لم يتوقّف تلفوني عن تلقّي الإشارات، لأن الناس كانوا يغرّدون" أخبرونا من فضلكم أن الأمر برمّته حبكة من حبكات شيامالان والتي ستفاجئنا في النهاية".

المُخرج نفسه استمتع بالحديث عن العلاقة بين فيلمه الـ 12 وانتخاب ترامب قائلًا: "يُمكن النظر إلى Split على أنه تشبيه لبلادنا كما هي اليوم. إنها شخصيات مختلفة تحاول التعايش داخل جسد واحد، ولكنها لا تذهب إلى أي مكان. إن أفكار كل شخصية جامدة وغير منسجمة مع حاضرنا".

يروي الفيلم قصّة اختطاف رجل يُدعى كيفين لثلاث مراهقات، حيث يحتجزهنّ في مكان يُشبه المتاهة تحت الأرض، يعيش فيه بسريّة تامّة. إن إضفاء الطابع الجنسي على الضحايا يُثبت أن Split يتحدّث بشكل خاص عن العنف الذي تتعرّض له النساء، وليس فقط واقعة عنيفة: فمنذ الدقائق الأولى لاحتجازهن، يفتح المختطف الزنزانة ويختار واحدة منهن، وسنعرف لاحقًا في الفيلم (لأن المشهد كان يدور بعيدًا عن أعين الكاميرا) أنه أجبرها، من منطلق فيتشي، على الرقص عاريةً. ثم يستخدم شيامالان عناصر الديكور وَهوس المختطف البطل لتعرية البنات الثلاث شيئًا فشيئًا. ذلك لا يكفي لأن يجعل من Split فيلمًا سياسيًا، ولكن هذا مرتبط بمنظور ثانِ يجب أن ننظر من خلاله للفيلم: منظور متعلّق بحقوق الحيوان.

في هذا الفيلم، نرى بكثرة إشارات مبعثرة، وهناك أفكار مرتبطة بعالم الحيوان: فكرة الافتراس الجنسي نفسها، فكرة إجبار فتاة على التبوّل على نفسها، والاقتراب من النزيف الذاتي، وآليات حيوانية أخرى للدفاع عن النفس، ولعبة أدوار حيوانية يستخدمها بيدوفيلي للوصول إلى أهدافه، بل حتى مصطلح "بهيمة" مُستخدَم عن قصدِ، فضلًا عن جو الصيد والمطاردة العام الذي يلعب دورًا مهمًا في حبكة الفيلم، يجعله شبيهًا بحديقة الحيوان.

كما أن هناك أشياء أقل وضوحًا مثل المنحوتة التي تظهر في المقدّمة أثناء نقاش دار في حديقة، والزغب الكثير والرسومات في منزل كيفين، وملابس طبيبته النفسية (جلد التمساح)، وأخيرًا هذه المساحة، التي قد تبدو اعتباطية؛ حيث تستقرّ فيها الكاميرا على نفس الخط الذي نرى فيه سلّة فواكه ومنحوتة حيوانية، كما لو أن القضية الآن هي إثارة الاختلاف بين الكارنيزم (الذي يبرّر استهلاك الإنسان للحم الحيوان) والنباتية.

يبدو أن الفيلم يثير الفكرتين دون اختيار واحدة منهما، الأمر الذي قد لا يمنع بعض المشاهدين النباتيين من ملاحظة أن المختطف يقدّم خبزًا دون لحم أو طبق فواكه إلى "ضيفاته". ما يقترحه شيامالان إذن على المشاهد هو، بكل تأكيد، علاقة بين العنف المُرتكَب في حقّ الفتيات الثلاث، يراها في صورة وفكرة سوء معاملة الحيوانات.