Skip to main content
فنانات اعتزلنَ وتحجّبنَ.. ثم عدنَ إلى الفنّ
حنين عمر
اعتزالات وهمية (العربي الجديد)
تألقت الممثلة المصرية صابرين في أداء دور كوكب الشرق "أم كلثوم" في مسلسل حمل اسمها عام 1999، ثم قررت فجأة الاعتزال وارتدت الحجاب، وغابت سبعة أعوام عن الساحة الفنية.

لكن صابرين تراجعت عن قرار الاعتزال لتظهر ثانية في مسلسل "كشكول لكل مواطن" الذي أخرجه عادل قطب في عام 2006، واستمرت في تقديم الأعمال الدرامية مثل "الفنار"، "العمدة هانم"، و"شيخ العرب همام" و"الشك". كما عادت إلى المسرح من خلال مسرحية "خالتي صفية والدير".

ورغم أن صابرين لم تخلع حجابها، إلا أنها واجهت انتقادات شديدة بسبب ارتدائها الشعر المستعار في بعض أعمالها.

لم تكن صابرين وحدها التي اعتزلت وتراجعت، فالممثلة حنان ترك من أشهر الفنانات اللواتي ارتدين الحجاب وترددن في الاعتزال. إذ تحجبت في 2006، وواصلت التمثيل بالحجاب. ثم فاجأت الجميع باتصال هاتفي العام 2012 مع برنامج "أنا والعسل" أعلنت خلاله اعتزالها النهائي. 


لكنها ما لبثت أن ظهرت رغما عنها مرة أخرى في فيلم "حائط البطولات" العام الماضي. إذ إن هذا الفيلم كان قد صوّر في العام 1999 قبل تحجّبها، ومنع من العرض، ليتم الإفراج عنه العام 2014 ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ومن أشهر المعتزلات العائدات الفنانة سهير البابلي التي تركت الفن العام 1997، لكنها عادت من خلال مسلسل "قلب حبيبة" العام 2006، وهي السنة التي شهدت عودة زميلتها سهير رمزي بعدما اشتهرت كرمز للإغراء.

وارتدت سهير رمزي الحجاب واعتزلت عام 1993 بعد فيلم "أقوى الرجال". ومنذ ذلك الحين توارت عن الأنظار، غير أنها حنّت ثانية إلى التمثيل بعد 13 عاما وعادت من خلال مسلسل "حبيب الروح".


وفي حين نجد فنانات كثيرات قررن العودة إلى التمثيل دون خلع الحجاب، ومنهنّ منى عبد الغني وعفاف شعيب اللتان تألّقتا في الأدوار الدينية، فإننا نجد بالمقابل فنانات قررن الاعتزال وارتدين الحجاب ثم خلعنه لمواصلة مسيرتهن.

وأشهر المتخليات عن الحجاب عبير صبري التي ارتدته عام 2002 بعد فيلم "فلاح في الكونجرس" الذي شاركها بطولته شعبان عبد الرحيم، ثم ظهرت كداعية إسلامية على شاشات القنوات الدينية. لكنها فجأة عادت من جديد بعد ثمانية أعوام إلى عالم التمثيل من خلال فيلم "عصافير النيل". وقد خلعت الحجاب وغيّرت توجهها الفكري بشكل تام، لتقدّم أدوارا اتسم بعضها بالإغراء، ما شكّل صدمة لجمهورها ومتابعيها.

كما نجد في القائمة نفسها الفنانة غادة عادل التي تحجبت لفترة قصيرة عام 2002، والفنانة سوسن بدر التي اعتزلت عام 1994، وتحجبت ثم تراجعت عن القرار بعد عام واحد لتؤدي دورا بحجابها في المسلسل الديني "عمر بن عبد العزيز". وما لبثت أن خلعت الحجاب بعد ذلك وواصلت التمثيل.

وهو ما قامت به الممثلتان إيمان العاصي وميرنا المهندس. والأخيرة تحجّبت واعتزلت بسبب مرضها ثم عادت إلى الفنّ. أما حلا شيحة فقد ارتدت الحجاب عقب وفاة الفنان علاء ولي الدين ثم خلعته ثم ارتدته مجددا، وعادت بعدها إلى التمثيل وقدمت دورا في مسلسل "كامل الأوصاف" قبل اعتزالها النهائي.

ولعل آخر العائدات إلى الفنّ كانت الممثلة موناليزا التي ارتدت الحجاب والنقاب أيضا، وغابت عن الأنظار منذ عام 2002. لكنّها صدمت الجميع حين أطلّت فجأة بدون خمارها عبر برنامج "إنت حرّ" على قناة cbc قبل بضعة أشهر، وأعلنت رغبتها العودة إلى الفنّ بعد أن وجدت صعوبة في نسيانه على حدّ تعبيرها.

وكانت موناليزا اعتزلت بعد دورها في مسلسل "حديث الصباح والمساء"، وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ولعلّ هذه الظاهرة التي انتشرت على نطاق واسع، تجعل قرارات الابتعاد عن الساحة الفنية التي تتخذها بعض النجمات قابلة دائما للمراجعة وغير نهائية في أذهان الجمهور. خصوصاً في ظلّ ذلك الصراع الخفي الذي سيظلّ مشتعلا، في الغالب بين شغفهنّ بالفنّ والأضواء وبين رغباتهنّ في الاعتزال والاختفاء.