Skip to main content
عودة "الأخوة جوناس"
سلام أبو ناصر
صُورت الأغنية على شكل فيديو كليب في قصر (Getty)
منذ إطلاقها ألبومي "Jonas" عام 2007 و"alittle bit longer"عام 2008، عرفت فرقة البوب روك الأميركية "الأخوة جوناس" الشهرة والانتشار، وكان لانضمامها إلى قناة "ديزني" بروزها الأكبر من خلال فيلم "kamb rock" بجزأيه الأول والثاني.
وقد أصدرت الفرقة المكونة من ثلاثة أخوة (كيفن ونيك وجو) ألبومات أخرى ناجحة، آخرها "ALIVE" عام 2013، وصلت مبيعات المجموعة إلى ما يزيد عن 200 مليون ألبوم حول العالم قبل إعلان انفصالهم بعد شهر من إصدار الألبوم الأخير، شأنها شأن كثير من الفرق العالمية التي ما أن تتذوق طعم النجومية حتى تصاب بالخلل والسقوط لأسباب تقليدية كعدم الانسجام والاتفاق بين أعضاء الفرقة، أو الإفراط في تعاطي المخدرات، فضلًا عن الارتباطات العاطفية وتأثيراتها، مثلما حصل مع كل من "البيتلز"، و"تيك ذات"، و"إن سينس" و"باك ستريت بويز"، وغيرها.
تفكّكت الفرقة وانسحب الأخوة الثلاثة إلى العمل الفردي واحدهم بعيدًا عن الآخر مدة ست سنوات، ولكن مع نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، مهدت الفرقة لعودتها عبر نشر مقاطع فيديو على صفحتها الرسمية إنستغرام. وبعد أن تم تأكيد عودتهم، نشر أعضاء الفرقة أيضًا خبرًا عن إطلاق أغنية جديدة بعنوان "SUCKER"، وهي من تأليف الأخوة جوناس والكاتب والمغني الأميركي ريان تيدر. تم إصدار الأغنية بواسطة "republic records" في الأول من مارس/آذار الحالي، وصورت على شكل فيديو كليب في قصر "هاتفيلد هاوس" الشهير في بريطانيا، فهو نزل الطفولة والمكان المفضل للملكة اليزابيث الأولى، بُني على زمن الملك هنري السابع، ومع تعاقب السنين أصبح هذا المنزل معلماً سياحياً شهيراً يستقطب السائحين والزوار الأجانب نظراً لتصميمه المميز، ولارتباطه بالملكة اليزابيث، واحتوائه مقتنياتها وإكسسواراتها الخاصة.
إضافة إلى ذلك، يعتبر القصر محط اهتمام المخرجين السينمائيين لما يملكه من مواصفات مناسبة من حيث المساحات الكبيرة والإطلالات المناسبة والمقتنيات التاريخية الموجودة فيه، هناك عدة أفلام شهيرة مرت من خلاله مثل هاري بوتر، ذا فيفوريت، شكسبير إن لوف، هالّوس. وهذا على ما يبدو ما دفع الأخوة جوناس لاختياره مكانًا لتصوير الأغنية نظرًا لاقترانه بشهرة بعض الأفلام السالفة الذكر، واذا ما نظرنا أعمق من ذلك سيبدو منطقيًا اعتماد الأخوة جوناس هذا المكان للبدء من جديد والانطلاق بقوة بعد قطيعة دامت ست سنوات.

تُعتبر الأغنية ناجحة قياساً بمعطياتها، إذ سجّلت أكثر من 40 مليون مشاهدة في غضون أربعة أيام، كما أن انضمام الممثلة صوفي تيرنر "سانسا ستارك" نجمة مسلسل صراع العروش، وخطيبة جو جوناس، إضافة إلى ممثلة بوليود الشهيرة وملكة جمال الهند والعالم سابقًا بريانكا شوبرا زوجة نيك جوناس، إلى الفيديو، ساهم ذلك بشكل عفوي ومتوقع إلى دفع الأغنية الجديدة للمجموعة نحو النجاح المرتقب لها. أخذ شكل الفيديو كليب طابعًا عائليًا من حيث الشكل ورومانسيًا من حيث المضمون. الأسرة تتجه لقضاء إجازة عائلية في قصر هاتفيلد كما هو واضح في بداية الفيديو، هرج ومرج واحتفالات صاخبة داخل القصر، ارتداء ألبسة وأزياء دمج فيها المعاصر مع الموروث من أنماط تعود للقرن السادس عشر، وإشارات تدل على العائلة الملكية خصوصًا ملكة إنكلترا الحالية جسدتها زوجة كيفن، الأخ الثالث، الممثلة دانييل جوناس وهي تمشي مع سرب من الجراء من فصيلة الكورغي التي تمتلكها الملكة اليزابيث الحالية.
كلمات الأغنية تعبر عن الافتتان والتفاؤل، وهو ما اعتاد الأخوة تقديمه سابقًا في ذات السياق، إذ لم يختلف الأمر كثيرًا عما كانوا عليه قبل 2013، بل توجهت المجموعة إلى التركيز على غنائهم أكثر، تأكيدًا على عودتها ولم شملها في المسار الظاهري للأغنية، وإشارة إلى السعادة المفرطة التي تعيشها عائلة جوناس ضمن قالب تصويري ملكي يلائم ما اختاروه كبداية استعراضية تعيد فتح الطريق إلى الجمهور الخاص من الفئات الشابة والمراهقة التي تستسيغ هذا الشكل الموسيقي والتصويري.