Skip to main content
سان سباستيان… درّة الساحل الإسباني
ميسون شقير
ستلاحِظ، وأنت تتجوَّل في مدينة سان سباستيان الخلابة، وهي مدينة سياحيّة مُتميّزة تقع شمال شرق شبه جزيرة إسبانيا، أن غالبيّة مبانيها، هي مبان جديدة. وذلك لأن هذه المدينة مرّت بحرائق كثيرة كانت قد التهمت معظم أبنيتها القديمة. وقد كان آخر هذه الحرائق، وأشدها، تلك التي اندلعت أثناء الاحتلال النابليوني لها.

لكنّ المدن مثل النساء، تعودُ وترمّم نفسها، وتنقذ كلّ من يسكن قلبها من الاندثار، وتبثُّ فيه الحياة من جديد. لذلك فقد عادت المدينة بفضل جهود أبنائها.
اشتهرت سان سباستيان أكثر وأكثر بفضل المهرجان السينمائي الدولي الذي يُقام فيها سنوياً، مما جعلها تتحوّل خلال فترة قصيرة إلى عاصمة السياحة الصيفية في إسبانيا، وما جعلها تعودُ وتمتلئ بالناس القادمين إليها من كل بقاع الأرض، كي يكحّلوا قلوبهم بالجمال وبالشمس وملح البحر الذي يغسل الروح.
اهتمَّت الدولة، مُؤخَّراً، بالمدينة بشكل كبير، وجعلتها ترتبط بشبكة القطارات الإسبانية التي توصلها لكل نقطة من إسبانيا. كما ترتبط المدينة بشبكة مواصلاتها بعدة مدن ودول مجاورة وقريبة منها، مثل ارتباطها بقطار سريع حديث بالبرتغال وفرنسا.
وقد أنشِئَت في المدينة لدعم السياحة عدّة مطارات تعمل كلها في محيطها، وبجودة رائعة، فهناك مطار "سان سباستيان" الذي يبعد عن مركز المدينة 20 كيلومترًا، ومطار Biarritz في فرنسا، ويبعد عنها 50 كيلومترًا. وهناك مطار بلباو (Bilbao) ويبعد عنها 100 كيلومتر. كما يبعد مطار "فيتوريا" عن سان سباستيان قرابة 114 كيلومترًا. وهذا ما يجعل الوصول اليها سهلاً وسريعاً من أي اتجاه، ويجعل السماء تتباهي بالقلوب التي تحملها كل هذه الطائرات القادمة لكي تحط فيها.
إنّ مناخ سان سباستيان المعتدل على طول السنة، شكّل عاملاً جذاباً جدًا للسياحة طيلة أشهر السنة. لكن تبقى أشهر الصيف الأفضل للسياحة، وذلك لاعتدال صيفها وطوله، ولكثره شواطئها التي تروي عطش الروح.