رياضات سياحية شتوية... سحر التزلج في دول عربية وإقليمية
عادة ما تجذب الرياضات الشتوية، خاصة رياضة التزلج العديد من السياح حول العالم. فهي من الرياضات الشعبية، التي يقبل عليها الصغار والكبار. فماذا تعرف عن أبرز المواقع الصالحة لهذا النوع من السياحة الرائعة؟
في دول أوروبا، تكثر مراكز التزلج، وتجذب المشاهير من كل حدب وصوب، ولكن نظراً لارتفاع أسعارها، يصعب على الكثير من محبي التزلج الوصول إليها، إلا أن هذا لا يعني أن الاستمتاع بالسياحة الشتوية غير ممكن، فهناك العديد من مراكز التزلج في منطقة الشرق الأوسط ولعل أبرزها جبال لبنان.
إضافة إلى ذلك، فهناك أيضاً وجهات شتوية في دول المغرب، وتركيا وقبرص، التي باتت وجهة محببة خاصة على مرتفعات جبال أولمبوس، حيث الحلبات الأولمبية، والمصاعد الكهربائية التي تنقل السياح إلى أعالي القمم الجبلية.
كفرذبيان - لبنان
يصف الكاتب فرانك كول في مقال نُشر في صحيفة الغارديان، عن المغامرات الاستثنائية للمحبي التزلج في مزار كفرذبيان. يقول الكاتب "لطالما عُرف لبنان بقممه الثلجية، ولطالما شكل نقطة جذب لعشاق رياضات التزلج، فقرب المسافة بين الأماكن والمناطق، يجعل السياحة الشتوية في البلاد أكثر من ممتعة".
تستقبل منطقة فاريا-كفرذبيان العديد من السياح، خاصة من الدول العربية، و تضم نحو 42 منحدرًا و80 كيلومتراً من مسار التزلج. كما تضم المنطقة قمماً جبلية تصل إلى أعلى من 24500 متر.
يضيف كول "تخلق المنحدرات التي لا تشوبها شائبة منظراً طبيعياً للكثبان البيضاء المتداولة التي تشترك فيها بصريًا مع الصحراء أكثر من جبال الألب المكسوة بالصنوبر التي نعرفها".
إضافة إلى ممارسة رياضة التزلج، فإن سلسلة المطاعم والمقاهي والفنادق ذات التراث اللبناني التقليدي من مواطن السياحة في المنطقة. تتراوح تكلفة الإقامة في الفنادق ما بين 70 و150 دولاراً.
أوكايمدن - المغرب
يبدو أن عبارة "المغرب" و"التزلج" لا تتماشيان معاً. لكن هل تعلم أن المغرب موطن لأعلى منتجع للتزلج في إفريقيا؟ فإن كانت رياضة التزلج هواية تستمتع بها، فكر في منح سفوح جبال المغرب فرصة لتحقيق هذه التجربة"، بهذه العبارات تصف الكاتبة أماندا متقي، والمتخصصة بشؤون السياحة في المغرب، تجربة زيارة مزار أوكايمدن.
تقول الكاتبة في مقال نشر في مدونة journeybeyond travel "يقع هذا المنتجع على بعد حوالي 30 ميلاً إلى الجنوب من مراكش وهو أكبر منتجع للتزلج في المغرب، يشبه إلى حد كبير منتجعات جبال الألب، إلا أن التكاليف اليومية أقل بكثير من تلك الأوروبية، إذ لا تتجاوز تكلفة الإقامة سوى 10 دولارات.
جبال الشريعة - الجزائر
لطالما شكلت جبال الشريعة في ولاية البليدة مصدر إلهام الكاتب الفرنسي فرانتز فانون، حيث تميزت بطبيعتها الخلابة، وجبالها المرتفعة، التي تغطي قممها الثلوج. يتوافد العديد من السياح إلى ممارسة رياضة التزلج في ولاية البليدة، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن العاصمة.
تتسم الطريق المؤدية إلى جبال الشريعة، بالخطورة، حيث تزداد المنعرجات الخطيرة التي تتخللها أشجار الصنوبر الطويلة، وما أن يقترب الزائر من مراكز التزلج، يلاحظ كثافة الضباب، ما يزيد من جمال المنطقة.
تتنوع النشاطات الرياضية والترفيهية، إذ يمكن للزوار الصعود في التلفريك الخاص، والانتقال بين قمم الجبال والتي يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 1500 متر. كما تضم المنطقة أيضاً غابات كثيفة لأشجار الأرز، ومئات الأنواع النادرة من النباتات، ولا عجب بأنها لقبت بمدينة الورود.
تنتشر البيوت الخشبية الخاصة باستقبال السياح، فبعد ممارسة رياضة التزلج، يمكن للسائح قضاء ليلته في هذه الفنادق، إذ تقام سهرات ليلية ذات طابع فلكلوري جبلي، كما تقدم العديد من الأطباق المحلية.
أولوداغ - تركيا
باتت تركيا وجهة سياحية استثنائية في فصل الشتاء، حيث تغطي الثلوج القمم الجبلية المرتفعة. تتنوع مراكز التزلج في البلاد، لكن أشهرها وأكثرها شعبية هو مركز أولوداغ في المنطقة الجبلية جنوبي محافظة بورصة. سنوياً ملايين السياح، يتوافدون إلى تلك المنطقة، التي ترتفع نحو 2.543 متراً، ويصل ارتفاع الثلج الى أكثر من 3 أمتار.
تتميز المنطقة بكونها مركزاً هاماً للرياضات الشتوية، حيث يشمل المنتجع، اكثر من 13 مساراً للتزحلق، بطول 200 كيلومتر، اضافة الى وجود حلبات التزلج، والتلفريك.
وتبلغ تكلفة التزلج نحو 30 دولاراً، ويمكن للسياح المبيت في الفنادق المخصصة، وبأسعار تبدأ من 150 دولاراً في الليلة الواحدة. إضافة الى منتجع أولوداغ، يعتبر مركز بالاندوكن جنوب إرزوروم من المراكز السياحية الهامة، لممارسة رياضة التزلج.
ويوفر المركز أدوات ومعدات التزلج مقابل 20 دولاراً يومياً. ويقصده العديد من المشاهير لممارسة رياضتهم المفضلة.