Skip to main content
تركيا ترحب بالضربة الأميركية وتستعد لإطلاق عملية عسكرية جديدة
عدنان علي

رحبت تركيا بالضربة العسكرية الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري في ريف حمص، وذلك وسط معطيات عن نية أنقرة إطلاق عملية عسكرية جديدة في سورية، أو على حدود العراق.

ووصف بيان للخارجية التركية استهداف القاعدة الجوية بـ"الإيجابي للغاية"، مؤكدة دعم تركيا الكامل لـ"أي خطوات رامية لمعاقبة المسؤولين عن جرائم مشابهة لمجزرة خان شيخون الكيمياوية".

وأكدت تركيا عزمها على "مواصلة التعاون مع المجتمع الدولي بشأن أي خطوات تهدف للحد من إرهاب، ومبدأ العقاب الجماعي الذي يتبعه النظام السوري تجاه شعبه، إلى جانب دعمها سبل الحل السياسي في سورية".

بدوره، طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، بضرورة "الإطاحة برئيس النظام بشار الأسد في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة انتقالية".

وقال في تصريحات صحافية "إذا لم يكن يريد الرحيل، وإذا لم تكن هناك حكومة انتقالية، وإذا واصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فينبغي اتخاذ الخطوات الضرورية للإطاحة به"، مشيراً إلى أن "إقامة مناطق آمنة للمدنيين في سورية أصبحت أهم من أي وقت مضى".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد، الخميس، استعداد بلاده للقيام بكل ما يقع على عاتقها حيال أي تحرّك بخصوص الملف السوري، وذلك تعليقاً على تصريحات دونالد ترامب بخصوص الإجراءات المحتملة ضد بشار الأسد، على خلفية هجوم خان شيخون.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تركية لـ"العربي الجديد" إن أنقرة ستطلق قريباً عملية عسكرية في سورية، أو على الحدود السورية العراقية، تستهدف المسلّحين الأكراد في تلك المنطقة.

وفي هذا السياق، قال المحلل التركي أوكتاي يلماظ، لـ"العربي الجديد"، إن العملية العسكرية المرتقبة، والتي ستحمل اسم "سيف الفرات"، قد تستهدف مسلّحي حزب "العمال الكردستاني" على الحدود التركية السورية في محيط سنجار في العراق. لافتاً إلى وجود تعزيز للمسلحين الأكراد في تلك المنطقة، حيث تستهدف العملية التركية قطع الصلة بين عناصر التنظيم في سورية والعراق.

وشدد المتحدث على "جهوزية القوات التركية للقيام بتحركات عسكرية في شمال سورية أيضاً"، مشيراً إلى أن "ذلك غير مرتبط بالضربة الأميركية الأخيرة في سورية".

 وحول انعكاس هذه الضربة على علاقات تركيا مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، رأى يلماظ أن "هناك قنوات حوار مفتوحة مع الإدارة الأميركية، وثمة مزيد من التفهم من جانب واشنطن لمصالح وهواجس تركيا في سورية والعراق، على عكس العلاقة مع روسيا، التي تسير نحو الفتور بسبب تمسك روسيا بالتعاون مع عناصر "الاتحاد الديمقراطي" وعدم الاهتمام بمصالح تركيا في هذا السياق". وأشار إلى أن "محادثات أستانة التي تتم برعاية روسية تركية قد تتأثر سلباً، بسبب فتور العلاقات ين الجانبين، وعدم تمكن هذه المحادثات من إلزام النظام السوري، وروسيا نفسها، باتفاق وقف إطلاق النار".

ولاحظ المتحدث تزامن إعلان تركيا عن توقيف الطيار السوري المحتجز لديها في اليوم نفسه للضربة الأميركية على مطار الشعيرات.

وكانت السلطات التركية قد أعلنت، أمس الجمعة، اعتقال الطيار السوري العقيد محمد صوفان، والذي أسقطت طائرته في 4 مارس/ آذار الماضي، بعد انتهاء علاجه في مستشفى بمدينة أنطاكيا الحدودية.

ونقلت صحيفة "ديلي صباح" التركية، عن مصادر أمنية، تأكيدها أن علاج صوفان اكتمل، وغادر مستشفى هاتاي الحكومي، وقد نُقل إلى القصر العدلي بالولاية، مشيرة إلى أنه أدلى بإفادته أمام النائب العام التركي، خلال محاكمته بتهمة "خرق حدود الجمهورية التركية، والتجسس".

وكانت السلطات التركية قد ألقت القبض على قائد المقاتلة التابعة للنظام السوري، والذي قفز منها قبل أن تتحطم بريف قضاء أنطاكيا في ولاية هاتاي جنوبي البلاد.






مواد الملف