Skip to main content
البنك المركزي الأوروبي يفتح الباب أمام تعديل سياساته مع تعافي الاقتصاد
توقعات التعافي الاقتصادي لمنطقة اليورو تحسنت(Getty)
فتح ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي اليوم الثلاثاء الباب أمام تعديل سياسة البنك التحفيزية الجريئة وهو ما أذكى توقعات في السوق بأن المركزي سيقلص برنامجه التحفيزي بحلول سبتمبر/ أيلول.

وقال دراغي في مؤتمر للمركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال وفقا لوكالة "رويترز"، إن "انتهاج سياسة ثابتة سيصبح أكثر ملاءمة ويستطيع البنك المركزي التجاوب مع التعافي من خلال تعديل معايير سياسته، ليس بهدف تشديدها وإنما للإبقاء عليها بشكل عام بدون تغيير".

ودفعت تعليقات دراجي اليورو للصعود 0.5% حيث اعتبرها المستثمرون علامة على أن المركزي يعد للإعلان عن خفض ضخم في مشتريات السندات بحلول سبتمبر/ أيلول.

ومع مشتريات أصول بنحو 2.3 تريليون يورو حتى نهاية العام، سيكون على المركزي الأوروبي أن يقرر في الربع الثالث ما إذا كان سيمدد أجل المشتريات أو سيقلصها لحل تعارض واضح بين نمو صحي وتضخم ضعيف.

وقلل دراغي أيضا من شأن التوقعات بسحب سريع للحوافز، وهو ما يشير إلى أن أي عودة للوضع الطبيعي ستستغرق وقتاً طويلاً.

كان رئيس المركزي الأوروبي قد قال في وقت سابق إن الرأي المضاد لمنطقة اليورو قد تلاشى على مدار العام الماضي منذ استفتاء بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.


وأوضح دراغي في تصريحات مساء الإثنين في المنتدى السنوي الذي ينظمه المصرف أنه اكتشف "اختلافا كبيرا في هذا الاتجاه مقارنة بالعام الماضي".


وتابع دراغي وفقا لوكالة "فرانس برس" أنه تذكر إحساسه بـ "الحزن" بعد صدمة التصويت لصالح انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي (بريكست).


وصوت البريطانيون في 23 حزيران/يونيو 2016، بنسبة 52% من الأصوات مقابل 48% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث كان النمو الاقتصادي في أوروبا حينها بحسب دراغي "لا يزال ضعيفا والغموض السياسي كان عاليا... ومن كانوا دائما ضد اليورو والمشروع الأوروبي وهم أقلية من المواطنين الأوروبيين كان صوتهم مسموعا أكثر من أي وقت"، مضيفا أنه منذ ذلك الوقت فإن "الأغلبية الصامتة في أوروبا أصبح لديها صوت جديد".


وتابع دراغي "توقعات التعافي الاقتصادي تحسنت والنداءات بزوال الاتحاد الأوروبي أصبحت بالكاد همسات"، حتى وإن لم تكن مشكلات منطقة اليورو الاقتصادية اختفت تماما، "لكن توقعات التعافي أفضل".


وشدد دراغي على أن سياسة البنك النقدية لعبت دورا في ذلك. ولا تزال منطقة العملة المنفردة تواجه المشكلات التي نتجت عن الأزمة المالية، ولم تزد الإنتاجية خصوصا مع تقدم عمر السكان.


وقال دراغي إن المسألة الأساسية الآن مع معطيات موقف اقتصادي أفضل هي "كيف تجعل هذا النمو مستديما ويعتمد بشكل أقل على التحفيز النقدي".


وكشف البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه الاستثنائي في تالين عاصمة استونيا بداية الشهر الحالي عن ثقة أكبر في اقتصاد دول منطقة اليورو.


ويدعو البنك كل عام رؤساء البنوك المركزية والأكاديميين والمحللين والمصرفيين لحضور منتدى سينترا قرب لشبونة، ومن المقرر ان يلقي دراغي كلمة خلال الجمع لاحقا اليوم الثلاثاء. 


(العربي الجديد)