Skip to main content
اللاجئ السوري في الإعلام الغربي... "إرهابي" هارب من الإرهاب!
لبنى سالم
تحول اللاجئ السوري إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الغربية، ليس بسبب المأساة الإنسانية التي عاشها وفرّ منها، إنما كمُتَّهم افتراضي بالإرهاب حاضراً ومستقبلاً. 
صورة اللاجئين في العديد من وسائل الإعلام الغربي لم تكن أكثر من انعكاس لما يروج له السياسيون اليمينيون في خطاباتهم العنصرية، عن علاقة المهاجرين واللاجئين بأحداث الاعتداءات التي تضرب مناطق مختلفة في أنحاء العالم مؤخراً. ولعلّ أبرز هذه الخطابات هي لمرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الذي اعتبر أن طرد المهاجرين واللاجئين ومنع استقبالهم "هو الحل الأمثل لمنع الاعتداءات".

بدءًا من اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، مروراً بتفجيرات بروكسل في مارس/آذار، إلى اعتداءات أورلاندو في أميركا، كان الإسلام عامةً المتهم الأبرز في وسائل الإعلام عقب حدوث كل منها. وبالنسبة للكثير من وسائل الإعلام ورواد وسائل التواصل، فاللاجئون هم الإسلاميون القادمون إلى أوروبا، وبذلك هم متهمون بشكل غير مباشر. وكنتيجة لهذا الخطاب الإعلامي، يشعر اللاجئون في هذه الدول أنه بات من واجبهم تبرئة أنفسهم وإبداء تعاطفهم بأسرع وقت ممكن مع الضحايا ليبعدوا الشكوك والشبهات.

في مقاربتها بين اللاجئين والإرهاب تقع وسائل الإعلام في سلسلة من المغالطات المنطقية والمهنية، أولها أنها تتناسى ما كانت تتكلم عنه في تقارير وأخبار سابقة عن أن اللاجئين هم من هربوا من الإرهاب الذي كان يمارس ضدهم وجاؤوا يبحثون عن الأمان والسلام، كما أنها تضعهم جميعاً في خانة واحدة، معتبرة أن جميع اللاجئين مسلمون، وجميع المسلمين متطرفون، دافعة المتلقي إلى تبني موقف عنصري معاد لهم.

حالة مشابهة من الصد والرد تسود وسائل التواصل الاجتماعي، عقب كل اعتداء أو تصريح سياسي معاد أو مؤيد لاستقبال اللاجئين في دول العالم، بين من يدعو لطرد اللاجئين وبين من يدافع عنهم، هذا ما حصل مثلاً حين دعا مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، إلى دعم اللاجئين حول العالم، فتلقى العديد من الردود العنصرية التي حملت اللاجئين مسؤولية ما يحدث في من اعتداءات وتدهور اقتصادي.