الفن التشكيلي الأردني: محاولة تعريف
لم تلق الفنون التشكيلية والبصرية المعاصرة اهتماماً حكومياً أردنياً، على عكس مجالات أخرى خصّصت لها وزارة الثقافة تظاهرات منتظمة ودعماً أكبر نسبياً، مثل المسرح الذي يشهد ثلاث مهرجانات سنوياً، إضافة إلى مشروع المختبر المسرحي الجوّال، أو النشر الذي خصصت له سلاسل إصدارات عديدة.
يعود ذلك إلى أسباب مختلفة، منها التوجّهات التقليدية للمؤسسة الرسمية، وعدم توفّر ميزانيات كافية تتيح لها تنظيم معارض دائمة أو فعاليات تستضيف خلالها فنانين من الخارج، لذلك اكتفت بتأسيس "مركز تدريب الفنون" الذي يقدّم دورات مكثفة في حقول فنية عدّة، كما اقتنت الوزارة لوحات لفنانين أردنيين على مدار السنين الماضية.
تسعى الوزارة إلى إلقاء الضوء على راهن الفن الأردني وتاريخه ضمن مبادراتها التي أطلقتها منتصف الشهر الجاري عقب وقْف جميع الأنشطة والفعاليات لمدة أسبوعين قد تمدّد إلى إشعار آخر، كإجراء احترازي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، الذي أصيب به أكثر من مئة وخمسين شخصاً في الأردن حتى اليوم.
كما عرضت الوزارة عملين لرفيق اللحام (1931) ومهنا الدرة (1938)، اللذين يعتبران من مؤسسي الحركة الفنية المعاصرة في الأردن، وقد استمدا مواضيعهما من البيئة التي تحيط بهما ومن رموزها الشعبية، إلى جانب أعمال لكلّ من محمود طه (1942)، وفاروق لمبز (1942)، وعبد الرؤوف شمعون (1945)، ومحمود صادق (1945)، وغازي انعيم (1960)، ومحمد نصر الله (1963)، وسلام كنعان (1963)، وغسان أبو لبن (1964)، وكمال أبو حلاوة (1974)، وغيرهم.
من جهة أخرى، احتوى التعريف الذي وضعته الوزارة على موقعها الإلكتروني إضاءة على بدايات التشكيل الأردني في خمسينيات القرن الماضي، وابتعاث عدد من الفنانين لتحصيل دراسة أكاديمية في الخارج، قبل تأسيس كلية الفنون الجميلة في "جامعة اليرموك" عام 1980، واستعراضاً لأبرز المؤلّفات في النقد الفني، وواقع الحركة التشكيلية الأردنية.
كان من الأفضل، أن تتاح تلك الكتب التي أصدرتها الوزارة نفسها حول الفن الأردني، بنسخة إلكترونية يمكن تصفّحها أو تحميلها، مثل "بانوراما الفن التشكيلي في الأردن" (1990) لـ محمد أبو زريق وأحمد كواملة، و"معجم التشكيليين الأردنيين" (2006/ مؤلّف جماعي) و"الفن التشكيلي النسوي الأردني" (2014) لـ نور الرشدان.