العراق: العبادي يصل الفلوجة بعد إعلان السيطرة عليها بالكامل
أحمد الجميلي ــ الفلوجة

وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى الفلوجة، اليوم الأحد، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن تمكن قوات الأمن العراقية من فرض سيطرتها على جميع مناطق المدينة، بعد دخولها حي الجولان، والذي كان يمثل آخر معاقل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقد أعلنت فضائية العراقية الرسمية عن وصول رئيس الوزراء إلى الفلوجة وبرفقته وزير الداخلية وعدد آخر من المسؤولين العراقيين، ويتوقع أن يعلن العبادي، بشكل رسمي من داخل الفلوجة، سيطرة قوات الأمن العراقية على كامل المدينة، بحسب مصادر أمنية من قيادة العمليات المشتركة.

وأشار مصدر أمني محلي إلى أن العبادي وصل للفلوجة عصر يوم الأحد، وتجول في شوارع المدينة، بينما كانت شوارع الفلوجة مليئة بعناصر الجيش ومليشيات "الحشد الشعبي"، التي شرعت بعمليات تفتيش لكافة منازل وبنايات المدينة، بحثاً عن عناصر التنظيم، الذين يعتقد أنهم مازالوا يتحصنون في بعض المنازل والبنايات.

وقد أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، صباح اليوم الأحد، سيطرتهما الكاملة على الفلوجة، في الوقت الذي أعلنت فيه مليشيات "الحشد الشعبي" استمرار عملياتها العسكرية في غرب وشمال غرب المدينة، بحسب قائد مليشيا " قوات بدر"، هادي العامري، الذي أكد في تصريحات صحافية استمرار العملية العسكرية للسيطرة على منطقة النساف والحصي غرب الفلوجة، وأجزاء من منطقة الأزركية، في الشمال الغربي.

كما كشف المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عن تلقي العبادي لمكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بارك له فيها ما أسماها بـ"الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في معارك تحرير الفلوجة"، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للحكومة العراقية في النواحي العسكرية والإنسانية والاقتصادية.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن بان كي مون أثنى على إجراءات الحكومة وتصريحات المرجعية و"الحشد الشعبي" بخصوص حماية المدنيين، مؤكداً على أهمية تفعيل دور الشرطة المحلية في المناطق المحررة للسيطرة على الأمن.

وتأتي مباركة الأمم المتحدة لحكومة العبادي ولمليشيات "الحشد الشعبي" في الوقت الذي أكدت مصادر محلية ومسؤولون من الفلوجة حدوث انتهاكات كبيرة على يد قوات الأمن العراقية والمليشيات خلال معركة السيطرة على الفلوجة، تمثلت بإحراق المنازل ونهب محتوياتها، بينما لا تزال حتى الآن أعمدة الدخان تغطي سماء المدينة.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت عن بدء عملية عسكرية بتاريخ 23 مايو/ أيار الماضي للسيطرة على  الفلوجة، وقد استمرت العملية العسكرية أربعين يوماً، مخلفة آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، فضلاً عن تهجير حوالى 90 ألف شخص من أهالي الفلوجة، كما أسفر القتال داخل أحياء المدينة عن تدمير وإحراق مئات المنازل بعد سرقة محتوياتها على يد مليشيات "الحشد الشعبي"، التي اجتاحت المدينة أمام أنظار قوات الأمن العراقية والشرطة المحلية.