Skip to main content
الشباب يخافون التطرّف والإرهاب والحروب
كاتيا يوسف ــ لندن
التكنولوجيا المتطورة باتت جزءاً من حياة هذا الجيل (Getty)
التفاؤل والثقة لدى الشباب اليافعين وشعورهم بحبّ الآخرين تجاههم، عناوين بحثت فيها دراسة شملت 20 دولة وما يزيد عن 20 ألف شاب يافع تراوحت أعمارهم بين 15 و21 عاماً. وقد تناولت الدراسة الاستقصائية التي نشرتها "مؤسسة فاركي" التعليمية الخيرية، بلداناً متقدّمة ومجتمعات ميسورة ومتوسّطة الحال وفقيرة، مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا والهند والصين والأرجنتين واليابان وبريطانيا، من خلال وجهات نظر وتوقّعات ما يسمّى بالجيل "Z"، وهو جيل الذين ولدوا في السنوات التي تدخل من ضمن الألفية الجديدة. وأظهرت الدراسة عدم وجود علاقة واضحة بين الرفاهية أو الحالة المادية والصحة العقلية أو النفسية.

الخوف من التطرّف والإرهاب والحروب أتى أكبر لدى هؤلاء الشباب، بالمقارنة مع مخاوفهم من تغيّر المناخ أو اللامساواة بين الأغنياء والفقراء، خصوصاً في بريطانيا، حيث عُدّ الإرهاب والتطرّف أكبر سببَين للخوف من المستقبل، يليهما التهديد بالصراعات والحروب.

أمّا في ما يتعلّق بمبدأ حرية التعبير عن الرأي، فقد ظهرت اختلافات كبيرة في المواقف، لجهة حمايتها والدفاع عنها مهما كانت، حتى لو تضمنّت وجهات نظر قد تسيء إلى البعض. في نيجيريا على سبيل المثال، دعم ثلث الشباب فقط الحق في حرية التعبير حتى لو كان يسيء إلى جماعات عرقية أو معتقدات دينية، بينما أيّد أكثر من ثلثَي الشباب في الأرجنتين حرية التعبير بغض النظر عن نوعها. إلى ذلك، ظهر اتجاه عالمي مشترك لهؤلاء الشباب الذين يحملون وجهات نظر ليبرالية على نطاق واسع، مثل قضايا الهجرة والتسامح الديني والمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء وقبول الزواج بين المثليين جنسياً.

وبيّنت الدراسة أنّ إندونيسيا والهند ونيجيريا تصدّرت قائمة البلدان حيث يتمتّع الشباب بصحّة نفسية جيدة، بينما جاءت بريطانيا في آخر مراكز هذا الترتيب، إلى جانب دول مثل كوريا الجنوبية واليابان التي حلّت في المرتبة الأخيرة. يُذكر أنّ شباب كوريا الجنوبية اليافعين عبّروا عن كراهيتهم للمكان الذي يعيشون فيه، ربّما نتيجة الضغوط الشديدة للنظام التعليمي في البلاد، وفق ما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على موقعها. وتطلّعات الشباب في هذه البلدان، جاءت أكثر تشاؤماً بشأن المستقبل، في حين خالف شباب من الصين والهند توقّعات هؤلاء القاتمة ونظروا إلى المستقبل بإيجابية أكبر.

في سياق متصل، أشارت الدراسة إلى أنّ 15 في المائة فقط من الشباب في بريطانيا يحصلون على القسط الكافي من النوم وممارسة التمارين الرّياضية.