Skip to main content
إلى عبد الأمير جرص
نجوان درويش
جرص في "مقهى السنترال" في عمّان نهاية التسعينيات

اليوم عثرتُ على دفترك في غرفة الغسيل
وقد طاله الغبار في بيت "صديقك الوفيّ"
إذاً ما حالها كلماتك في بيوت الانتهازيين - أولئك الذين كنتَ تطلع عليهم طلوع الشمس على الخديعة؟

أَرأيت ماذا فعلت السنين بوفائي؟

*

شهامتك في البال حبلٌ من العصافير
ولستَ الذي يطويه قبرٌ
أَنا خَجِلٌ من الحياة خجلي من الموت
خَجِلٌ من العشب فوق قبرك لا يعرفُ من أَنت

تعال أُشاطرك خجلي.

*

العمّالُ يُغسِّلون بالفجر
بالماء البارد
بالعتمة
ونحن مصدِّقون يا رب أَنَّ الشّقاء هديةٌ منك
وذات يوم سنجيئك ضارعين:
أَرجع لنا سنوات الشّقاء
أَعد لي حتى الكذب الذي كذبناه على أَنفسنا.

*

قصائدك في الفجر أَشجارٌ مهشَّمةٌ
ودفترك طيرٌ يَرِفُّ في هذه الحجرات
المُقْفَلَة
تعال أُشاطرك غياب الهواءِ
والأَمل المتسلِّلَ بلا رجعةٍ وراء الحدود.

المزيد في ثقافة