Skip to main content
إسرائيل و"مراقبة" الاتحاد الأفريقي: صمت مصري وفيتو جزائري سوداني
العربي الجديد ــ القاهرة
نتنياهو في جولته الأفريقية (سيريل أنديغيا/فرانس برس)

ظلّ صمت الأنظمة الرسمية العربية الأفريقية، سمةً بارزة حيال الاقتراح الإثيوبي ــ الإسرائيلي، بمنح دولة الاحتلال صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، بينما يكشف دبلوماسي مصري، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "دولتي الجزائر والسودان تقودان محوراً يقف في وجه حصول إسرائيل على هذه العضوية"، لافتاً إلى أن "موقفيهما كان من بين الأسباب الرئيسية التي تسببت في عدم استقبال الاتحاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش زيارته الأخيرة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا".

في هذا السياق، يوضح الدبلوماسي المصري، أن "الجزائر قادت اتصالات دبلوماسية، بالتنسيق مع السودان، مع بدء جولة إسرائيل بدول شرق إفريقيا، التي شملت إثيوبيا وكينيا ورواندا وأوغندا، تحديداً مع تردّد أنباء عن استقبال الاتحاد لنتنياهو على هامش زيارته لأديس أبابا، قبل القمة الأفريقية المرتقبة التي ستستقبلها العاصمة الرواندية كيغالي".

يحصل كل ذلك في ظل صمت مصري رسمي عن تغلغل النفوذ الإسرائيلي في القارة السمراء، بعد فقدان القاهرة الجزء الأكبر من نفوذها التاريخي. وهو صمت أثار استغراب كثر، لناحية أن الموقف الداعي إلى إعطاء إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، صدر تحديداً عن أثيوبيا، التي تتنازع مع مصر حول قضية سد النهضة. وكان مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقي، عثمان نافع، قد اعتبر في تصريحات صحافية أن "الرفض لاستقبال نتنياهو بالاتحاد، ينطلق من الثوابت والمبادئ وميثاق الاتحاد، الذي يعتبر إسرائيل دولة احتلال وعنصرية".

وحاول المسؤول في رئاسة الجمهورية، أحمد شعبان، الردّ على الانتقادات الموجهة للصمت المصري الرسمي تجاه زيارة نتنياهو للدول الأربع، وطرح إثيوبيا منح الدولة العبرية صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، من خلال مقال أقرب إلى المقاربة الأكاديمية تحدث فيها بشكل عمومي عن أن "إسرائيل لها علاقات مستمرة من سنوات مع الدول التي التقى نتنياهو زعماءها"، مكتفياً بالقول إنه "مثلما تحاول إسرائيل البحث عن فرص استثمار وعقود تجارية ووساطة، فإن مصر مصالحها أكثر عمقاً، وتقوم ليس فقط على المصالح التجارية، وإنما على بناء استراتيجيات أفريقية تضع صوت أفريقيا عالياً في التجمعات الدولية وتسعى لبناء تحالفات تمكنها من إعادة بناء الأطر الفاعلة والدائمة".