Skip to main content
أولياء تلاميذ تونس غاضبون: "أبناؤنا خط أحمر ولا مجال لسنة بيضاء"
بسمة بركات ــ تونس
رفضوا المساس بحقوق أبنائهم (العربي الجديد)

نظم أولياء التلاميذ في تونس، اليوم الخميس، وقفة احتجاج بشارع الحبيب بورقيبة للمطالبة بإجراء الامتحانات لأبنائهم، وإبعادهم عن الخلافات الدائرة بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي بالبلاد، مؤكدين أنه لا سبيل لسنة بيضاء برغم كل هذه التجاذبات.

ورفع المحتجون خلال وقفتهم الاحتجاجية عدة شعارات من قبيل "أبناؤنا خط أحمر"، "لا سبيل لسنة بيضاء"، "نريد الامتحانات"، "التعليم موش مزية" و"يا مواطن يا ضحية شارك في القضية".

وقال الشريف السعيدي، وهو أب لـ3 أبناء يدرسون في التعليم العمومي لـ"العربي الجديد"، إنّ مطلبهم الأساسي هو عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة وإجراء الامتحانات لهم، لأنه لا سبيل لسنة بيضاء، مضيفاً أن الدستور يلزم رجال التعليم بإجراء الامتحانات.

وبيّن أن الإشكال قائم بين وزارة التربية والنقابة، والتلاميذ لا ذنب لهم في مثل هذه الخلافات، فهم ضحايا سياسة التعليم ومطالب الأساتذة، ومن ثم على الطرفين النأي بهم عن تجاذباتهم، وخاصة أنهم يحصلون على منح ورواتب مجزية، وعليهم رفع مطالبهم إلى سلطة الإشراف، حسب تعبيره.

بدوره أكد نبيل الجبالي موظف وأب لتلميذين في التعليم الثانوي، أنّ رسالتهم اليوم موجهة بالأساس إلى نقابة التعليم الثانوي، فهم تحملوا العديد من المشاقّ والصعاب من أجل تدريس أبنائهم، ومن ثم فالمساس بمستقبلهم خط أحمر، مضيفاً أن التهديد أصبح يطاول جيلاً بأكمله، لأن مستوى التعليم بتونس في انحدار بسبب الأزمة القائمة.

وأوضح الجبالي أنهم يريدون تدريس أبنائهم، بدلاً من أن يبقوا في الشارع عرضة للانحراف والجهل، مؤكداً أن التجاذبات والخلافات سياسية، وعليهم حلّها بعيداً عن مستقبل التلاميذ.

من جهتها، ترى مباركة المناعي أمّ لثلاثة أبناء، أنه لا سبيل لسنة بيضاء، فالأولياء يتكبدون عدة نفقات لتأمين دراسة أبنائهم وضمان مستقبلهم، ولا ذنب لهم في الصراعات الدائرة بين النقابة والوزارة، فالأساتذة طال الزمن أم قصر سيحصلون على مطالبهم، لكن التلاميذ هم الضحايا وسيدفعون الثمن.

وأوضحت المناعي أنه يجب النأي بأبنائهم عن التجاذبات الحاصلة، وخاصة أنّ جودة التعليم في تراجع، ومثل هذه الصراعات من شأنها أن تؤثر على التلاميذ وتفقدهم الرغبة في الدراسة، وهو ما تلمسه من أبنائها عندما تطلب منهم التركيز أو القيام بواجباتهم.

وحذرت التونسية هدى من بقاء التلاميذ خارج أسوار المعاهد، فأغلب الأساتذة والمديرين يطلبون من التلاميذ المغادرة، فيكونون بذلك عرضة لعصابات النهب والانحراف والمخدرات، مشيرة إلى أنها تحمّل الإطار التربوي المسؤولية في ما قد يحصل للتلاميذ.

وبيّنت المتحدثة أنه يمكن للأساتذة الاحتجاج أو التعبير عن مطالبهم، لكن بشرط مواصلة التدريس وعدم ترك التلاميذ خارج الفضاء التربوي أو أقسامهم، لأنهم بذلك يعرضونهم لعدة مخاطر.



ولفتت إلى أن الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لا يحق له التحكم في مصير جيل كامل، والتصريح بالذهاب لسنة بيضاء، غير مبال بمعاناة الأولياء والمشاقّ التي يتحملونها من أجل تأمين دراسة أبنائهم وتكاليف النقل والطعام، ومن ثم لا مجال لسنة بيضاء، أو لأن يتحمل التلاميذ والأولياء ضريبة مثل هذه الصراعات والتجاذبات.