Skip to main content
أفيال بوتسوانا ولغز الموت
عماد فؤاد
يتضاعف رقم الأفيال النافقة ليزيد عن 350 فيلاً (Getty)

لا يزال علماء البيئة يقفون عاجزين أمام لغز موت مئات الأفيال في دلتا أوكافانغو في بوتسوانا، إحدى أجمل المحميات الطبيعية في أفريقيا والعالم. ففي نهاية شهر مايو/ أيار الماضي، لوحظ موت أعداد كبيرة من الفيلة، ما دفع علماء البيئة إلى دق ناقوس الخطر أمام الجهات الحكومية في بوتسوانا، خاصة بعد العثور على 169 فيلاً ميتاً، وهو الرقم الذي تضاعف اليوم ليزيد عن 350.
في تقرير بيئي، كشفت صحيفة "ده فولكس كرانت" الهولندية أن الموت الجماعي لأفيال بوتسوانا على هذا المستوى لا يزال لغزاً، خاصة بعد استبعاد عدد من الاحتمالات، ومن بينها الجفاف، كما تم استبعاد الصيادين لأن أنياب جميع الفيلة الميتة لا تزال موجودة ولم تسرق.
ووفقاً للصحيفة، فإن العلماء لا يزالون يبحثون عن سبب هذا الموت الغامض للفيلة وحدها من بين حيوانات دلتا أوكافانغو، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما جعل الترجيحات تتضارب بين بكتيريا طبيعية غير معروفة، أو مرض جديد يصيب الفيلة وحدها، ولم ينج فيروس كورونا من الاشتباه فيه، إلا أنها جميعها تظل مجرد احتمالات غير مؤكدة، وتحتاج بحسب الصحيفة "إلى تأكيدات علمية ملموسة".
استشهد التقرير بتصريحات مديرة وكالة التحقيقات البيئية في لندن ماري رايس، التي نقلتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قبل أيام قائلة فيها: "المؤكد أنه يجب علينا أخذ عينات من جثث الأفيال النافقة، لكن حكومة بوتسوانا لا تفعل شيئاً يذكر، أو ربما ليست لديها الموارد الكافية"! وتضيف رايس: "يجب بذل الجهود لتحديد المشكلة واتخاذ الإجراءات السريعة اللازمة، وقد عرضنا على بوتسوانا المساعدة، لكننا لم نتلق آذاناً صاغية من المسؤولين حتى اليوم!".
وفي حين أن تقريراً آخر لصحيفة "ده مورخن" البلجيكية أكد أن حكومة بوتسوانا أرسلت بالفعل عينات من الفيلة الميتة إلى مختبرات زيمبابوي وجنوب أفريقيا وكندا لتحليلها، إلا أن انتقادات خبراء البيئة لا تزال كبيرة، فبحسب مارك هيلي من مؤسسة National Park Rescue، فإن "الحكومة البتسوانية لم تستجب بالسرعة الكافية لكارثة الموت الغامض لهذا العدد الهائل من الأفيال، وحتى بعد أشهر من تحذيرات علماء البيئة، لم نحصل على أية نتائج لهذه التحليلات".

لايف ستايل
التحديثات الحية

من جانبها، رصدت منظمة "فيلة بلا حدود" في تقرير لها أنه تم العثور في دلتا أوكافانغو على 169 فيلاً ميتاً في أواخر مايو/أيار الماضي، وعلى 187 جثة أخرى في منتصف يونيو/ حزيران الماضي. ولاحظ التقرير أنه "لا تزال العديد من الفيلة تعيش هناك في حالة سيئة للغاية، وتبدو بعض الفيلة مشوشة، وتواجه صعوبة في المشي أو تكون مشلولة جزئياً".
جدير بالذكر أن بوتسوانا هي جنة الفيلة في أفريقيا، حيث تملك اليوم ما يقرب من 160 ألف فيل، وكانت من الدول الأفريقية، إلى جوار جنوب أفريقيا وزيمبابوي، التي حاولت عبثاً رفع الحظر التجاري الدولي على العاج في السنوات الأخيرة، ويشتبه في أن حكومة بوتسوانا متورطة بشكل ما في لغز الموت الغامض للفيلة على أراضيها، خاصة مع سياسة الرئيس موكويتسي ماسيسي، الذي رفع الحظر على الصيد الجائر عام 2018، ليتم إحصاء 87 فيلاً مقتولاً في المحميات الطبيعية في بوتسوانا بعد ذلك بوقت قصير.