Skip to main content
أبو غوش: تقنية جديدة لتشخيص السرطان
يوسف أبو وطفة ــ غزة
حصل أبو غوش على تمويل بسيط(عبد الحكيم أبو رياش)
قادت الصعوبات التي تعترض الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة أثناء تشخصيهم مريضات سرطان الثدي، الباحث الفلسطيني محمود أبو غوش (24 عاماً)، إلى ابتكار نظام خاص يعمل على معالجة صور الأشعة الطبية "الماموغرافي"، والذي يهدف إلى تحديد نوع السرطان، سواء كان حميداً أم خبيثاً.

ويمنح النظام، الذي عمل الباحث أبو غوش على تطويره طيلة الأشهر الماضية، القدرة للطبيب على الحصول على تقرير شامل يحتوي على توصيات محددة بأخذ علاج معين. بالإضافة إلى أنه يعطي للطبيب، مستخدم النظام، معلومات وافية عن عدد التكتلات والتكلسات السرطانية الموجودة في الثدي والتوقع بمدى خطورة الحالة.
ويعطي النظام الخاص الذي طوره أبو غوش، توصيات خاصة للطبيب تتمثل في التوصية بإجراء عملية استئصال بعد التأكد من البيانات، بتحليل البيانات أو التوصية بالتصوير عن طريق أشعة "الألتراساوند"، كمكمل للتشخيص المتوفر عن المريضة لدى الطبيب.

ويقول أبو غوش، لـ "العربي الجديد"، إنه عمل على تطوير النظام الخاص بتشخيص صور الأشعة الخاصة بمريضات السرطان منذ أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ولمدة تجاوزت 8 أشهر متتالية، تضمنت جمع معلومات وبيانات وإحصائيات وصور جرى دمجها وبرمجتها داخل النظام.

وعن أبرز الصعوبات والعقبات التي اعترضته، يشير الباحث الفلسطيني في أمن المعلومات إلى صعوبة إقناع الجهات الرسمية بأهمية الدراسة في بدايتها، بالإضافة إلى قلة الأطباء المختصين في مجال تشخيص سرطان الثدي، وقلة الأجهزة الحديثة الرقمية الخاصة بالأشعة في غزة، عدا عن صعوبة جمع الصور الطبية ومطابقة البيانات مع سجل المرضى، نظراً لخصوصية بعض المعلومات.

ويلفت الباحث أبو غوش، إلى أن دراسته والنظم الخاصة بها، تتميز عن غيرها بنوعيتها واستخدامها تقنيات وخوارزميات حديثة، مثل استخدام تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
وتعتمد الدراسة على نظام التوصية للطبيب، إذ إنها بعد التشخيص تعطي تقريراً طبيّاً، وعند وجود خطأ في التشخيص، يتم تصوبيه من قبل الطبيب المشخص، وإدخال معلومات ومعاملات جديدة للحاسوب لإجراء التحسين عليها، ويتم تأكيدها بإدخال الحالة مرة أخرى، والتأكد من صحة التشخيص.

وعن إمكانية استخدامه كوسيلة تشخيص معتمدة، يؤكد أبو غوش أنه يستخدم خلال الفترة الحالية كمكمل في التشخيص، لأن النظام تحت التطوير والدراسة، ويعتمد على التعلم الذكي للمعلومات المدخلة، إذ إن نسبة الخطأ في التشخيص حالياً لا تتجاوز 8 في المائة.

وحصل الباحث أبو غوش على تمويل مبدئي وصغير، لتغطية تكاليف الأجهزة الخاصة بمعالجة الصور، عدا عن الدعم المعنوي الذي قُدم من قبل وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز والأطباء في قطاع غزة، بعد الحصول على نتائج مبشرة من قبل النظام الذي جرى العمل على تطويره.

ويضيف أنه، خلال الدراسة، تم إجراء مقارنة لـ300 حالة مختلفة ومتنوعة، تشملُ حالات لا تعاني من السرطان، وحالات مصابة بالسرطان الحميد، وحالات مصابة بالسرطان الخبيث، بين حالات جرى تشخصيها من قبل الطبيب وتشخيص المختبر وتشخيص النظام.

ويطمح الباحث أبو غوش إلى أن يتمكَّن، خلال الفترة المقبلة، من اعتماد نظام الدراسة الخاصة به بشكل كبير في التشخيص بالمستشفيات، بعد تطويره وتحسين نسبة دقة التشخيص، وأن تشمل جميع المستشفيات الفلسطينية المحلية، وصولاً إلى المشافي العربية والعالمية.