"مسيرة العودة" في النقب جنوب فلسطين لأول مرة
أمير أبو قويدر ــ النقب
شعار مسيرة العودة بالنقب "يوم استقلالهم يوم نكبتنا" (Getty)
تنطلق، غدا الخميس، مسيرة العودة التاسعة عشرة في الداخل الفلسطيني، إحياء للذكرى الثامنة والستين للنكبة الفلسطينية، غير أن ما يميز مسيرة هذا العام أنها ستقام، ولأول مرة، في النقب، في الجنوب الفلسطيني المحتل، على أراضي قرية وادي زُبالة المهجرة.

وتعكف لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، بدعم من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، على تنظيم مسيرة العودة التاسعة عشرة، تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وذلك بالتزامن مع احتفال دولة الاحتلال الإسرائيلي بما تسميه "عيد الاستقلال".

ومنذ تسعة عشر عاماً، يتجه الفلسطينيون كل عام صوب قرية مهجرة، تأكيدا وترسيخا لحق العودة الذي "لا يسقط بالتقادم".

ووقع الاختيار هذا العام على قرية وادي زُبالة المهجرة، الواقعة بين وادي الخزّان جنوباً ومنطقة ضحيّة شمالاً، والتي تضم بقايا بنيان رجيم الذيب، الواقعة إلى الشرق من مدينة رهط في الجنوب الفلسطيني المحتل.

 
ويأمل المنظمون تسليط الضوء هذا العام على النقب بمعاناته وصموده، حيث يعيش أكثر من مائة ألف من سكانه الفلسطينيين في قرى لا تعترف بها إسرائيل هي أشبه بمخيمات اللجوء، فيما تمعن دولة الاحتلال في سياسة هدم البيوت ومصادرة الأراضي، التي باتت تهدد أكثر من 800 ألف دونم.   

وتأتي مسيرة العودة هذا العام في ظل متغيرات سياسية محلية وإقليمية ضيقت الخناق على حق العودة، أبرزها محاصرة مخيم اليرموك في سورية وإفراغه من سكانه، وما نجم عن ذلك من موجات لجوء جديدة، وتشتت قاطنيه بين قوارب الموت ومخيمات لجوء جديدة، حيث كان المخيم يعتبر بثقلة الديمغرافي والثقافي رمزا للشتات الفلسطيني وحاملا لثقافة حق العودة.

كما تسعى إسرائيل إلى تعزيز وبسط كامل سيطرتها على أراضي فلسطين التاريخية مع تزايد وتيرة الاستيطان والتنكر للحقوق الفلسطينية، في ظل حالة الانقسام الداخلي، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.