غزة قبل الإفطار.. سِباق الوصول إلى المائدة

غزة قبل الإفطار.. سِباق الوصول إلى المائدة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
28 مارس 2023
+ الخط -

تتحوّل شوارع قطاع غزة في ساعتي ما قبل الإفطار إلى سِباق حقيقي، وتشهد حالة نشطة للمواطنين وسيارات الأجرة، والسيارات الخاصة، إذ يبدأ الجميع بتجهيز مستلزمات الإفطار، بالإضافة إلى متطلبات السحور لليوم التالي، حيث تُغلق الكثير من المتاجر أبوابها بعد أذان المغرب.

وتظهر تفاصيل هذا الإيقاع السريع في الحركة على المفترقات العامة، والتي تضم المتاجر الكبيرة والمخابز والمطاعم والمطابخ، والتي يقف على أبوابها في اللحظات الأخيرة قبل أذان المغرب باعة المخلل والأوراق الخضراء.

ويتسبب تدافع المواطنين أمام المخابز والمتاجر والمولات في اللحظات الأخيرة لكل يوم من أيام الصوم بضجيج تزيد وتيرته مع ارتفاع أبواق السيارات، التي يُطلقها السائقون، أملاً في فتح المجال والطريق للمرور، إلا أنها تخفت نسبياً بعد أذان المغرب.

وتتضاعف سرعة السيارات، وتتسارع وتيرة حركة المواطنين كُلما اقترب موعد الإفطار، لقضاء حوائجهم قبل أذان المغرب.

الصورة
سِباق الوصول إلى المائدة في قطاع (عبد الحكيم أبو رياش)
تتسارع حركة المواطنين قبل موعد الإفطار (عبد الحكيم أبو رياش)

وتتشارك بالمشهد ذاته مُحافظات قطاع غزة الخمس، إلا أن تلك الضجة تظهر بوضوح أكبر في مدينة غزة، على اعتبار أنها مركز القِطاع، ومكان وجود كل المؤسسات والشركات التجارية والغذائية، وتزداد حِدتها قُبيل أذان المغرب، وهو الوقت الذي يشهد حركة كبيرة لسيارات الجنوب والشمال، التي تقل المواطنين من غزة إلى بيوتهم، ويرجع سبب الازدحام إلى رغبة الجميع بالعودة في وقت واحد.

الصورة
سِباق الوصول إلى المائدة في قطاع (عبد الحكيم أبو رياش)
يرجع سبب الازدحام إلى رغبة الجميع بالعودة في وقت واحد (عبد الحكيم أبو رياش)

ويعود نشاط الحركة في الفترة ما بين صلاة العصر وأذان المغرب إلى تفضيل المواطنين في قطاع غزة شراء المأكولات الساخنة في اللحظات الأخيرة، مثل القطايف الطازجة، أو الفلافل والفلافل المحشية، كذلك شراء الأوراق الخضراء كالجرجير والبقدونس والمُشهيات الطازجة، إلى جانب الرغبة في شراء علب المرطبات المثلجة، والتي يلزم أن تبقى كذلك، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي، ما يدفعهم إلى الخروج في وقت واحد، لشراء تلك الحاجيات.

يقول محمد البهتيني، وهو يعمل في مطعم شعبي يقدم الحمص والفول والفلافل وفتة الحمص، إن التجهيزات تبدأ في شهر رمضان بعد أذان العصر، إلا أن الإقبال الفِعلي يبدأ بعد العصر بساعة، للحصول على الحمص الذي يدخل في وجبتي الإفطار والسحور، مُرجِعاً سبب الازدحام في لحظات ما قبل الإفطار لرغبة المتسوقين بالحصول على مستلزماتهم في وقت محدد.

بينما يقول جاره محمد القطاطي، وهو بائع حلويات مُتنقل في سوق الزاوية، "على مستوى بيع الحلويات فإن الناس يرغبون بالحصول على حلويات ساخنة قُبيل الإفطار، وتحديداً الحلويات العربية والإسطنبولية"، وكذلك باقي أصناف المأكولات التي لا يُمكن تقديمها باردة، فيحصل الازدحام، والحركة النشِطة.

ويزداد توجه المواطنين للمطاعم الشعبية، ومطابخ المأكولات الشرقية، والتي يُباع فيها الأرز بمختلف أنواعه، واللحوم المشوية، والشاورما، وتكتظ تلك الأماكن بالمواطنين، قُبيل أذان المغرب، للحصول على الطعام ساخناً وطازجاً، فيما تدفع رغبتهم للوصول إلى مائدة السفرة في الوقت المناسب للاستعجال في الطريق.

وتنشط كذلك حركة الدراجات النارية التي توصِل الطلبات إلى المنازل، والتي تغلب عليها طلبات الطعام، وعن ذلك يقول الفلسطيني علاء ادعيس، ويعمل سائق "ديليفري"، لـ"العربي الجديد"، إن الطلب يزداد خلال شهر رمضان في الفترة ما بين العصر والمغرب، وتتركز الطلبات على الطعام، أو مستلزمات الطعام، موضحاً أن ضغط العمل في الساعتين الأخيرتين قبل أذان المغرب يرجع إلى الازدحام في الشوارع، وأماكن الحصول على طلبات الزبائن، واستعجال الزبائن أنفسهم في الحصول على طلباتهم.

ويتزايد عمل السائقين قبل موعد الإفطار، بعد ساعات من الركود خلال فترة الصيام، فيما يؤثر الازدحام على سلاسة حركتهم، ويدفعهم إلى أن يسلكوا طرقاً فرعية، لضمان سرعة الوصول.

ويرى الستيني موسى البهتيني أن الازدحام في الأسواق لا يعني بالضرورة أن يعود بالنفع على الباعة، إذ إن الأوضاع العامة صعبة في غزة، ونسبة كبيرة من الناس يذهبون إلى الأسواق قبيل المغرب للتسلية، أو لرؤية الأجواء، وشراء بعض الحاجيات البسيطة، ما يتسبب بحالة من الازدحام والتدافع.

وفي الدقائق الأخيرة قُبيل الإفطار تنشط المجموعات الشبابية وأصحاب المُبادرات الفردية، لتوزيع الماء والتمر في الأماكن والمفترقات العامة على الأشخاص المُتأخرين عن موعد الإفطار، لمُساعدتهم على إكمال طريقهم، فيما توزع مجموعات أخرى وجبات الطعام.

ذات صلة

الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
طلاب مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

مجتمع

تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء..
الصورة

سياسة

حصل "العربي الجديد" على نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبلغت حركة حماس قطر ومصر موافقتها عليه مساء اليوم الاثنين.
الصورة
عائلات تغادر رفح بعد التهديدات الإسرائيلية (جهاد الشرافي/الأناضول)

مجتمع

بدأ الفلسطينيون النزوح من مناطق شرقي مدينة رفح إلى المناطق الجنوبية الغربية من القطاع، بعد مطالبة جيش الاحتلال بإخلاء المنطقة تمهيداً لعملية عسكرية.

المساهمون