رحلة اللجوء الفلسطينية

إغلاق

نكبة اللجوء الفلسطيني

7.5 ملايين شهادة حية على حق العودة


حين وقعت نكبة فلسطين عام 1948، تم تهجير الفلسطينيين من 534 قرية ومدينة وخربة، منها ما مُحي ودُمّرت آثاره بالكامل ومنها ما أصبح غير مسكون. كان عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا وقتها من ديارهم 950 ألف لاجئ، ليصبح حالياً 7.5 ملايين لاجئ، من بينهم 6.2 ملايين لاجئ مسجلون في سجلات "الأونروا"، والبقية غير مسجلين، ليبقوا الشاهد الحي على حق العودة وقضية اللجوء الفلسطيني، من بين عدد الفلسطينيين البالغ في العالم 13 مليوناً (بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني).

اللاجئون الفلسطينيون هُجّروا إلى أماكن عدة، فمن كان منهم يعيش في شمال فلسطين هُجّر مباشرة إلى سورية ولبنان، وهم في غالبيتهم من مناطق الجليل الأعلى وعكا، فيما هُجّر جزء كبير من أهالي حيفا إلى العراق أو إلى مخيمات ومناطق الضفة الغربية، بينما من كان في يافا هُجّر قسم منه إلى غزة والضفة، وهاجر بعضه إلى خارج فلسطين، فيما هُجّر أهالي اللد والرملة وعسقلان والمجدل إلى قطاع غزة.

ويشير مدير عام دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد حنون، إلى أن اللاجئين الذين هُجّروا إلى الضفة الغربية عام 1948، أصبحوا عام 1967 نازحين جدداً، وبلغ عددهم 350 ألفاً، ولم يسجَّلوا كلاجئين، وصاروا يسمون نازحين لأنهم انتقلوا في إطار الإقليم نفسه الأردن، والذي كان مسيطراً على الضفة آنذاك.

ويوضح حنون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أولئك اللاجئين (7.5 ملايين لاجئ) موزعون في أماكن عمل وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين" الخمسة، "سورية، لبنان، الأردن، قطاع غزة، والضفة الغربية"، وموجودون ضمن 58 مخيماً معترفاً به رسمياً من قبل "الأونروا" في مناطق عملها الخمس، مشيراً إلى أن "الأونروا" تقدّم خدماتها للاجئين في المخيم المعترف به ويكون له مدير، أما المخيم غير المعترف به من "الأونروا" فيتلقى خدماته من مخيم آخر.

يبلغ عدد المخيمات المعترف بها من قبل "الأونروا" 58 مخيماً، منها 10 مخيمات في الأردن، و9 في سورية، و12 في لبنان، و8 في قطاع غزة، و19 في الضفة الغربية، فيما توجد 5 مخيمات في الضفة الغربية غير معترف بها، علاوة على توزع اللاجئين في تجمعات غير المخيمات، كما في بعض المدن والبلدات.

عائدون
أصوات

حق العودة هو هدف اللاجئ الفلسطيني الذي لن يقبل بديلا عن وطنه، مها تحسنت ظروفه وطال الزمن فلا بديل عن فلسطين، رغم معاملة اللاجئ كجزء أصيل من المجتمع الأردني.

لا يوجد لاجئ ينسى وطنه، فلسطين أرض عربية واحدة ولن نقبل بدولتين في فلسطين.

حق العودة حق فردي لا يستطيع أي شخص أو جهة في العالم إسقاطه، وسنعود إلى وطننا.

العودة إلى فلسطين هي الهدف، ولن ننسى فلسطين، نحن قدمنا من هناك وسنعود إلى بلادنا، وسنبقى متمسكين بحق العودة.

كل القرى الفلسطينية هجرت في العام 1948 إلا بلدنا الفالوجة؛ فقد صمدنا سنة كاملة، لكن بعد ذلك فوجئنا بسيارات كبيرة هجرتنا من البلد، أخذتنا هذه السيارات إلى المسكوبية في الخليل، هناك أكلنا القمل والجوع، ثم انتقلنا إلى الكرامة.
قبل أن تهاجمنا العصابات اليهودية، كانت حياتنا هادئة؛ نتاجر ونزرع القمح والذرة، ونربي المواشي، مكتفين ذاتيا، فلم يكن أحد من الفالوجة مضطرا لشراء أي شيء من القرى المجاورة.
وتابعت، خرجنا بعد حرب العام 67 إلى هنا، إلى مخيم البقعة، من الكرامة وعشنا أيضا في الخيام لمدة عامين وفي الثالثة بنينا براكيات من ألواح الإسبست والزينكو، ها نحن حتى اليوم ننتظر العودة إلى بلادنا.

جاء الإنكليز واليهود الغاصبون إلى بلادنا، ونحن في منطقة الدوايمة أجبرنا على الخروج والانتقال في البداية إلى الخليل، ومن ثم إلى محافظة الكرك، ثم العودة إلى وسط الأردن إلى منطقة الكرامة.
لم يكن لدى الفلسطينيين السلاح، بعكس المحتلين، وعندما استقررنا في الأردن جلسنا في الأغوار على أمل العودة سريعا، خاصة في ظل التحشيد من قبل الجيوش العربية التي كانت تعد بتحرير فلسطين في أسرع وقت.

من دول اللجوء
رسومات عماد حجاج
المصادر:

* تم إجراء المقابلات في 2020