مهرٌ أبيض
يخرج من الضَّباب
ويختفي
في الضباب.
* * *
مائةُ جنديٍّ،
منصتين إلى الأوامر،
يمضون نحو المهجع
في بداية ليلةٍ مقمرة.
أحلامٌ متمرّدة.
* * *
الرّيحُ الرّبيعيّة
تقلّبُ أوراق دفتر مدرسيٍّ،
طفلٌ غافٍ
على يديه الصّغيرتين.
* * *
نحلةٌ حائرة
وسط الآلاف
من أزهار الكرز.
* * *
يدان مرتعدتان..
قوسٌ مشدود..
لحظةُ الانطلاق،
للطائر...؟
* * *
العنكبوت
تتوقفُ للحظةٍ عن العمل
لمُشاهدَة شروق الشّمس.
* * *
مائةُ شجرةٍ قويّة
انكسرت في الرّيح
ومن شجيرةٍ صغيرة
أخذت الرّيحُ
ورقتين فقط.
* * *
العنكبوتُ
تُبعَدُ برفقٍ
عن قبّعة الرّاهبة العجوز.
* * *
بالمجرفة
تُرمى الثلوجُ
عن سطح الدَّار،
كم بلا قيمة!
* * *
الزّلزالُ
دمّرَ حتى
مخزن حبوب النّمل.
* * *
فاكهةٌ ملوّنةٌ
وسط صمت المعزّين المتشحين بالسواد.
* * *
وسط حشد المعزّين المتشحين بالسواد
طفلٌ
يُحدِّقُ في ثمرة الكاكي.
* * *
حفّارُ القبور
يتوقّفُ عن العمل
لتناول لقمةِ
خبزٍ وجُبْن.
* * *
امرأةٌ يقظانة
يائسةٌ من الملاطفة
إلى جوارِ رجلٍ نائم.
* * *
دويُّ الرّعد
يقطعُ
نُباحَ الكلب
فوق القرية.
* * *
امرأةٌ على وشك الولادة
يقظانةٌ
وسط خمس بناتٍ ورجلٍ نائم.
* * *
الذّبابُ
يحومُ حول رأس حصانٍ نافقٍ
وقتَ المغيب.
* * *
داخل المزار
بألف شيءٍ فكّرتُ،
وعندما خرجتُ
كان الثلجُ
قد غطى الأنحاء.
* * *
الكلبُ السَّائبُ
يستحمُّ
تحت مطر الرّبيع.
* * *
في نهاية الزّقاق
الكلبُ يتربّصُ
بالمتسوّل
القادم للتوّ.
* * *
ارتطامُ البَرَد
ببيضة عصفورٍ صغيرة،
تحليق طائرٍ صغير.
* * *
فزّاعةٌ وحيدةٌ
في أرضٍ بلا زرعٍ
أوائلَ الشتاء.
* * *
حصيلة يومين
من عمل العنكبوت
تقوِّضُها مكنسة الخادمة العجوز.
* * *
دفتران من المائة صفحة
قلمُ رصاصٍ مبريٌّ
جُعبةٌ من الوصايا
طفلٌ على الطريق.
* * *
الطّفلُ المحمومُ
يحدّقُ بتحسّرٍ
عبر زجاج النّافذة
إلى رجل الثلج.
* * *
تتوقّفُ السّاعة
في معصم الأعمى.
* * *
مزارعٌ
يعودُ إلى أرضه
لأجل الزّراعة الربيعيّة
من دون أيّة التفاتةٍ إلى الفزّاعة.
* * *
عندما أُمعِنُ في التفكير
لا أفهمُ
سببَ كلّ هذا البياض للثّلج.
* * *
عندما أُمعنُ في التفكير
لا أفهمُ
سببَ كلّ هذا التنظيم والجلال
في عمل العنكبوت.
* * *
عندما أُمعنُ في التفكير
لا أفهمُ
سبب كلّ هذا الحنان الذي تحملهُ الأمهاتُ
للأبناء.
* * *
عندما أُمعنُ في التفكير
لا أفهمُ
سببَ مرارة الحقيقة.
* * *
عندما أُمعنُ في التفكير
لا أفهم
سبب كلّ هذا العلوّ للمجرّة.
* * *
عندما أُمعنُ في التفكير
لا أفهمُ
سببَ كلّ هذا الخوف من الموت.
* * *
تُرى
هل ستسمعُ أُذنايَ مرّةً أُخرى
هديرَ فيضان النّهر المجاور
عند ذوبان الثلوج؟
* * *
عندما هببتُ من النّوم
كانَ الوقتُ بداية الربيع تماماً
لا أقلّ
ولا أكثر.
* * *
الأفعى
تقطعُ عُرضَ الشارع
دونَ نظرةٍ إلى اليمين أو اليسار.
* * *
يئنُّ القطارُ
ويتوقّف،
فراشةٌ نائمةٌ على سكّة الحديد.
* * *
كلبٌ بعيدٌ
يردُّ على عواءِ أنثى ابن آوى
في ليلةٍ مُقمرة.
* * *
ظلّي
يرافقني
في ليلةٍ مُقمرة.
* * *
الحصانُ
يسحقُ بحافره زهرةً غريبةً
وسطَ آلاف الأعشاب والأزهار.
* * *
الحصانُ المُحمّلُ
يتريَّثُ
لدى عبوره
بحقل البرسيم.
* * *
ألفُ طفلٍ عارٍ
في الثلج،
كابوسُ ليلةٍ شتائيّة.
* * *
داخلَ المزار
بألفِ شيءٍ فكّرتُ
وعندما خرجت
لم يبقَ في بالي شيء.
* * *
أين هو الآن؟
ماذا يفعلُ؟
ذلك الذي نسيته.
* * *
بصحبة الرّيح أتيتُ
أوّل أيّام الصّيف،
ستأخذني الرّيحُ معها
آخر أيّام الخريف.
* * *
أنفجرُ باكياً
عندما لا يكون ثمّة أمرٌ
يدعو للبكاء.
* * *
دوماً أترقّبُ مجيء
شخصٍ
لا يأتي،
ولا أتذكّرُ اسمه.
* * *
ضائعٌ أنا
منذُ سنواتٍ
كقَشَّةٍ
بين الفصول.
* * *
خلفَ السّراب
وصلتُ إلى الماءِ
من دون إحساس بالعطش.
* * *
ناقصاً يبقى
على الدّوام
كلامي مع نفسي.
* * *
سامحوني
وانسوا أخطائي،
لكن ليس بشكلٍ
يجعلني أنساها بأكملها.
اختيار وترجمة عن الفارسية؛ ماهر جمو