}

الجانب الآخر من الأوتوستراد

فريبا وفي* 14 ديسمبر 2015
ترجمات الجانب الآخر من الأوتوستراد
ريفيرا في عمل له(Getty)
دخل مهيار غرفته وأغلق الباب بقوة. ارتفع صوت المسجّل يليه صوت حوار. نقت فريدة بصوت عال: "ها قد بدأ"
فكرت أن الخط سيكون مشغولاً حتى منتصف الليل أو ربما حتى الصباح. غيّرت مكان بعض الأشياء في المطبخ، ثمّ جاءت ووقفت خلف باب غرفة مهيار، وأرادت أن تقول كعادتها "العشاء يا ابني"، لكنها اكتفت بقول "العشاء". انتبهت إلى أنها لا تناديه "يا ابني" منذ وقت طويل.
جاء الردّ: "لا أريد أن آكل شيئاً".
نقت فريدة: "عزّ المطلوب"
كانت متعبة إلى درجة تفوق صبرها على تدليله. بسطت فراشها أمام التلفاز. وضعت كأس ماء إلى جانبها قريباً من رأسها. دلّكت يديها ووجهها بالكريم. فحصت، كعادتها كل الليلة، مسمارَ اللحم في قدمها، ثم قالت لنفسها: سأشتري لنفسي غداً بالتأكيد حذاءً ليناً.
تمدّدت وغيّرت قناة التلفاز وتوقّفت عند قناة تبثّ فيلماً. كان الفيلم من الأفلام البوليسية. لم تكن تحب هذه الأفلام، فانتقلت إلى قناة تبثّ نشرة الأخبار. كانت الفيضانات قد ضربت مكاناً ربما كان في الهند أو بنغلاديش. ركزت عدسة الكاميرا على سطح ملوّن لبيت بقي خارج مياه الفيضان الموحلة. كانت رؤية هذه المناظر تثير شفقتها، لكنّها لم تكن أيضاً لتغفل عن فراشها الدافئ الناعم الذي يشبه عطاء مفاجئاً من الله. انتقلت إلى قناة أخرى تبثّ هي أيضاً فيلماً. حاولت أن تتابع موضوعه، لكنّها لم تقدر على التركيز. كان ذهنها يشبه كتلة من الغيوم الحائرة تنجرّ من مكان إلى آخر، من دون أن تستقر في مكان محدد.
كانت تعرف طريقة عمل ذهنها، فإعادة الترتيب الذهنية هذه ـ التي لا شكل لها ولا معنى ـ مقدمة لنومها. كانت هناك أشياء تنتقل في ذهنها من مكان إلى آخر، لتنمحي تدريجياً في النهاية. المتبقي الوحيد من وعيها هو مأمور يبقى يقظاً في ذهنها مثل حارس يؤدي مهامه المتأخرة. يخبرها المأمور أن تمد يدها لتضغط على زر أحمر لجهاز التحكم عن بعد للتلفاز، لتصبح عندئذ خارج الجماعة اليقظة في هذا العالم.
أما الليلة، فلم يكن مأمور الليالي السابقة المسالم، اليقظ الوحيد في عالمها الضبابي الناعس. كان
وكان ذلك يزعجها. واصل هذا العمل حتى عادت فريدة من النوم. رأته في طريقها للعودة إلى نقطة اليقظة، فقدّم المزعج الصغير الملح نفسه هكذا بجرأة.
"مازقامت".
كان هذا اسماً أطلقته زميلة فريدة عليه، لأنّه لا يمتلك اسماً، أو ربما له اسم نسيته أو لا تريد أن يعرف الآخرون شيئاً عنه. فتحت عينيها. كان النوم قد طار من رأسها. كانت يقظة تماماً. تدرك الآن أنها سعت طوال النهار إلى نسيان ما وضعه زميلها في حقيبتها بعيداً عن أعين الآخرين، وهي متأكدة إلى حدّ ما من فعاليته.

ابتلعت كوب الماء. بلّل الماء فمها، لكنه لم يهدئ دقات قلبها. كان من الأفضل لها أن تنساه. كانت تنام من دون أن تفكر به. لم يكن ذلك الهاجس يطرق رأسها هذه الليلة فقط، إذ منذ فترة وهو يشغل بالها، وانتبهت إلى ذلك زميلتها، واقترحت لها حلّاً.
"لست أنت فقط. جميع الأمهات في عصرنا هذا يعانين من هذه المشكلة".
كانت حزينة على دخولها غير المقصود جماعة من ملايين الأمهات الحائرات، فحاولت محو اسمها من قائمتهن.
"ليست القضية جدية كما تظنين".
غمزتها زميلتها بعينها غمزة متعاطفة.
"أعرف ذلك. لكنها ستصبح جدية".
ثم ركضت وراءها لتذكرها بشيء.
"تسوء حالك في المرة الأولى. كذلك في المرة الثانية، وربما الثالثة. تتفاجئين. تصطدمين".
"لماذا؟".
"لا أعرف السبب. ربما لأنك لا تتوقعينه. لا تصدقينه. لم تكوني تتصورينه. في البداية هكذا. عليك ألا تظهرينه أو ألا تغضبي. عليك بالهدوء. سوف تتعودين".
كانت فريدة تعرف مدى الألم الذي يثيره الوعي. كانت تفضل أحياناً الجهل. لم تكن لتستطلع أسرار الآخرين. كان يخيفها هذا العالم الذي لا يستطيع التكتم على سر صغيرٍ لا قيمة له. أرادت إعادته. كان عليها رفضه منذ البداية. ضحكت زميلتها، ثم وضعت يدها على حقيبة فريدة لتبقيها مغلقة.
"لا تخافي. قلت لك ذلك لتكوني مستعدة. ربما لا يتحقق أي مما قلت".
نهضت متجهة خلف باب غرفة مهيار. كان الباب مغلقاً. منذ فترة ومهيار يغلق باب الغرفة. ربما بدأ كل شيء من إغلاق الباب هذا.
انغلق الباب أمامها. كان وجودها شيئاً زائداً. لم تكن ضرورية. لم تكن موضع الثقة. حتى أسئلتها البسيطة، كان مهيار يرد عليها بنفاد صبر. إذا سألت فريدة عن اسم صديقه، كان الجواب الذي تتلقاه اسماً مختلقاً يتفوّه به متذمراً، كأنه يريد أن يقول لها ماذا تريدين من الاسم؟
دربت فريدة نفسها على ألا تسأله عن شيء. كانت قد أدركت أن مشكلة مهيار الجديدة تتعلق بالسؤال. كان السؤال يخيفه. لم يكن يُجب عن أي سؤال يوجّه إليه إجابة سليمة. كان يأكل شيئاً في المطبخ، ثم يذهب مباشرة إلى غرفته. كان واضحاً أن الجلوس معها أمام التلفاز والتفرّج عليه لم يعد يرضه. لم يكن يخرج للمشي أو التسوق. يريد البقاء وحيداً. يقول لدي درس. لكن فريدة ترى بأم عينيها أن كتبه في مكانها، لم تمسها يد.
غضب مرة بشدة حين رأى دفتراً على طاولته، وقد تغير مكانه. لكنه طلب بهدوء من فريدة ألّا تقترب من أغراضه. أرادت فريدة أن تمزح معه، فبعثرت أوراقه على الطاولة كطفل مشاكس: "ماذا يحصل مثلاً لو اقتربت منها؟".
وضحكت، لكنّ مهيار لم يضحك. بل بدأ يشد شعره بطريقة عصبية كرجل فقير له أولاد كثيرون، كما عض شفتيه، وربما فعل ذلك ليمنع نفسه أن يقول كلاماً أسوأ: "يا والدتي
المحترمة أنا لست بحاجة إلى الحارس".
أصيبت فريدة بصاعقة في رأسها. كان كلام ابنها صدمة لها. كانت الحراسة الدور الوحيد الذي لم ترد تأديته أبداً. كانت تكره الحراسة، ولم تكن تتصور يوماً أن يراها أحد وهي تؤدي هذا الدور. نظرت إلى ابنها. لم تكن تعرفه. لأوّل مرة انهارت كل علاقة تربطها بابنها، كما تنهار واجهة صنعتها يد الإنسان، فرأت أمامها رجلاً غريباً. كانت عينان جديدتان تنظران إليها. كان الإنسان الجديد يعبر عن كلمات جديدة أيضاً. لم تكن تعرف طريقة تعبيره هذه، أجرأة أم شجاعة؟. مهما كان ذلك، ارتأت أن تلزم الصمت وتخرج من الغرفة.
عند الفطور، جلسا صامتين. متضايقين. كانت فريدة تبحث عن سكين انزلق من يدها وسقط تحت الخزانة، لكنّها لم تجده، فوضعت سكيناً إلى جانب الزبدة بغضب. صفر مهيار. لكن لم يكن لصفيره تأثير. بدأ هو أيضاً يبحث عن السكين، لكنه لم ينجح في العثور عليه. انزلق إناء السكر أيضاً، وسقط. كان من المستحيل أن يأكل المرء شيئاً في هذا الجو المشحون بالاستياء والعداوة.
شغّلت فريدة المذياع. كانت تخاف من الانزلاق في حضيض الاستياء والحقد الذي من شأنه جلب مزيد من الظلمة والصمت. سبق أن انزلقت فيه مرة، والآن تحذر من الوقوع فيه ثانية. رفع صوت المذياع. كان الحديث عن الأتوستراد.
"بماذا يذكرك الأتوستراد؟".
كان مهيار مشغولاً بموبايله.
"ذكرى الأتوستراد".
لم يسأل مهيار : "ماذا أنت؟".
كان منشغلاً جداً. انطحن الخبز اليابس تحت مرفقه. جمعته فريدة وقالت: "إنه يذكرني بمدرستك. تذكرت؟ كانت على الجانب الآخر من الأوتستراد".
وضع مهيار موبايله على الطاولة، ونظر إلى الساعة.
"نعم. كان علي أن أعبر الجسر. كنت أكره ذلك".
"لذلك كنت أطالبك بعبوره".
"كنت أخاف. وأنت بدلاً من أن ترافقيني، كنت تلقين علي محاضرة عند الجسر. إلى الآن أكره الجسور كلها".
"كنت أريدك أن تكون مستقلاً. خفت أن تصبح مثل أبيك. إلى الآن أمه تربط حذاءه".
صحّح مهيار كلامها: "ليست أمه، بل زوجته".
نقت فريدة: "ما الفرق؟ هو جعل من زوجه أمّاً له أيضاً".
نهض مهيار.
"اليوم جرّدت سيفك يا ماما. انظري أنا استسلمت".
ورفع يديه الاثنتين، وأنزلهما وبدأ يمسّد على كرشه ضاحكاً، ثم هرب من المطبخ بسرعة.
لم تتحرك فريدة. لم تزل في مكانها على هذا الجانب من الأوتوستراد، لا تريد صعود السلالم. بدأت تحاكي حركات النساء العجائز. انحنت وهي تمشي مشية الأعرج بضع خطوات.
"انظر رجلي تؤلمني. لا أستطيع صعود هذه السلالم مرّتين في اليوم. مهيار باشا سيذهب بنفسه".
أما مهيار فلم يذهب. بقي متشبثاً بقضبان الجسر مثل فأر. ربما كان يظن أن فريدة تغادره إلى الأبد. كانت هذه القضية محور نزاعات البيت كلها، ففريدة دائماً مشغولة بالتخطيط لانفصال عن أسرة زوجها، ثم الانفصال عن زوجها نفسه، ثم الذهاب، والهروب. انحنت فريدة لتصبح قامتها في مستوى قامة مهيار.
"أبقى هنا حتى تذهب إلى المدرسة. كما أنتظرك هنا عند الظهر تماماً. كن مرتاحاً. اذهب الآن".
تعلق مهيار بكمّ ثوب فريدة. تحدثت فريدة معه. قالت له إن عليه تعلم كل شيء من الآن. كانت قد طلبت منه أيضاً قبل عدة أيام الذهاب إلى المتجر لشراء الجبنة، من دون أن تعير اهتماماً لاحتجاجه. قال مهيار، إن الصبية الأكبر سناً يهددونه ويريدون سلبه نقوده، لكن فريدة لم تكن ترحمه مثقال ذرة.
"لا توجد أية مشكلة. دعهم يأخذون النقود. وإن لم يأخذوها، اشتر الجبنة وعدْ، لأننا لا نملك شيئاً آخر للفطور".
أحكمت رباط الحقيبة على كتفي مهيار، ودفعته مشجعة على أن يصعد سلالم الجسر. صعد مهيار السلالم بصعوبة وتذمر. بلغ أخيراً سطح الجسر المستوي. ونظر إلى الطرف الآخر من الجسر، وهو يتضرع إلى أمه من دون أن يقول شيئاً. كان ينتظر إشارة أو مجاملة من أمه ليعود. ورجع فعلاً بضع خطوات، لكن أصابع فريدة كانت تشير إلى الجانب الآخر من الأوتوستراد. لم يكن أمام مهيار حلّ، فركض بأقصى سرعته على الجسر. وقفت فريدة على حافة الجدول، ليستطيع رؤيتها إن أراد وهي تلوّح له بيديها علامة التشجيع والوداع. لكنّ مهيار لم ينظر إليها، وغاب في زقاق مدرسته.
كان مهيار واقفاً إلى جانبها.
"ماذا تقولين لنفسك؟"
أرادت فريدة أن تعبّر عما يدور في رأسها بصوت عال، لكنّ ابنها كان على عجلة من أمره. شرب مهيار نصف كأس الشاي، وألصق "الاستكانة" إلى جلد يد فريدة، كدليل السلام معها. ثمّ قال لمن يتحدّث معه بالموبايل:
"اصبر دقائق أخرى. الآن آتيك".
ابتسمت فريدة لتخفي تشويشها. تذكرت أن انفصالها الحقيقي عن زوجها بدأ بهذه الأشياء، بأوقات الصمت التي لم تكن لها أي مبرّر، بتمسك بذرائع واهية. بدأت منذ لحظة لم يستطيعا فتح طريق الحوار مع الآخر. سوّت بيدها تجاعيد جبينها وحاجبيها، ثم نهضت بسرعة لتذهب إلى العمل خوفاً من أن تهجم عليها أفكار تعرف أنها لا محالة تشلّها.
بعد ذلك اليوم، ازداد التوتر بينهما. لم يكن لدى مهيار الوقت الكافي للاعتذار. كان منشغلاً. ما سبب انشغاله؟ السبب غير معروف. فكرت فريدة بجميع الانشغالات التي من شأنها أن تشغل شاباً في سنه. لو كانت لها بنت، لاستطاعت أن تفهمها بطريقة أفضل.
لو كانت تنقصها معلومات، لاستطاعت زميلتها تدارك النقص بمعلوماتها الواسعة. منذ يوم انتبهت فيه إلى حزنها، بدأت تكتب لها السيناريوهات المتاحة كلها، من وقوع ابنها في فخّ شريرة، إلى إدمانه المخدرات.
كانت فريدة تهز رأسها.
"لا، مهيار ليس من هذا النوع".
"إذن لماذا أنت قلقة؟".
لم تكن قلقة إلا من الصمت الذي ران في البيت منذ مدّة. كانت قلقة من الباب المغلق. كأنّ باباً آخر يُسد في وجهها. قالت إنها تبحث عن طريق للعلاقات بينها و بين ابنها. هكذا ترتاح.
ابنها صار رجلاً. هذا ما كان الآخرون يقولونه، لكنها، وهي التي أرادت أن تجعل منه رجلاً قبل أوانه، يبدو كأنها لا تصدّق ذلك. وها هي مضطربة لرؤية كائن تكون شيئاً فشيئاً عبر زمن سائل مجهول، وتحوّل فجأة إلى كيان متكامل. صوت مستمرّ يرنّ بهدوء في أذنيها: هذا ابنك. ابنك. ذلك الطفل المتذمر الذي كان يتشبث دائماً بتنورتك رافضاً الذهاب إلى أحضان الآخرين.
لكن ابنها لم يكن ليتّجه إليها خطوات، إلا إذا استثنينا الخطوات المترددة التي خطاها نحوها على الجسر.
مع ذلك، كأنها هي أيضاً كانت تمر بتحول غامض مماثل، فهي لا تفهم تصرفات ابنها، والأهم من ذلك مشاعرها تجاهه. لم تكن تريد مثل السنوات الماضية أن يكون ابنها منشغلًا بشؤونه. بالعكس كانت تريد تَعامله. كانت تطيل عبر التشبث بذرائع مختلفة، اللحظات القصيرة التي تمضيها معه.
أمّا في هذه الأيام، فقد كانت مضطرة أن تفتح عينيها لتراه من دون أن تفهم جيداً عالمه الحقيقي. كانت زميلتها تضحك من ديمقراطيتها التي لا فائدة منها. برأيها أنه من الممكن الكشف عن الحقيقة عبر الكلام. اصطياد الحقيقة هي الطريق الأمثل، ولو كان ذلك مباغتاً بعض الأحيان. الطريق الوحيد هو حفر ثقب في ذلك الباب المغلق، ورؤية ما يجري خلف الباب.
بدا لها للحظات أن لا معنى لشيء في العالم. وضعت نفسها مكان ابنها. لم تكن تفضل التسكع المريض والتجسس خلف الباب. جعلتها هذه الفكرة تعود إلى فراشها. فكرّت أن تضع رأسها على الأرض، وتنام مثل المرأة المتعبة التي لا تبالي بشيء، لكن فراشها بدا لها وكأنه مليء بالأشواك. لم يكن آمناً مهدئاً يزيل التعب، بل عدواً لها، ومسكنًا لسوء الظن. تذكرت زوجها والتشويش الذي كان يثير جنونها تلك الأيام. قالت بيأس إنّ من حقّ ابنها أن يسميها بتلك الطريقة المحقرة حارسة. من دون أدنى شك كانت هي حارسة. حارسة بناية قديمة. دثرت نفسها باللحاف، وجلست على الفراش، وفكّرت أنّها هكذا أشبه بالحراس.
تمددت وهي تقول في نفسها إنّها ستعيد غداً "مازماقت". لا تحتاج إليه. أغمضت عينيها، وبدأت تطرد بابتسامة هاجس هذه الشراكة، ثمّ فكّرت أنّ عليها أن تصبر حتى ينفتح الباب، وتعود الصداقة المهدورة بطريقة أكثر نضجاً وصرامة. تقلبت في الفراش وأدركت بسرعة أنها لا تستطيع محاربة نزوتها الداخلية المريضة. أدركت أنها طُردت من عالم النوم، وليس بإمكانها البقاء يقظة مع نفسها التي تملي كل لحظة شيئاً.
كانت تعرف نفسها جيدًا. فهي إنسانة لا تستطيع مقاومة الوساوس. خاصة حين تقترب الوساوس منها كثيراً مجتازة حدّاً معقولاً. وكانت قد أصبحت قريبة الآن، فـ "مازماقت" في حقيبتها.

اقرأ أيضا: منزل الجثث
نهضت، وبدت كأنها توضّح لشخص مجهول أنها تبحث عن حبة دواء في حقيبتها. كان "مازماقت" في يدها بدلاً من الحبة. قرّبت فراشها قليلاً من مقبس الهاتف وأدخلت القابس في المقبس، وقالت في نفسها هذه المرة فقط، ثمّ رفعت السماعة في هدوء وحذر.

* الترجمة عن الفارسية يدالله ملايري وسمية آقاجاني

مقالات اخرى للكاتب

ترجمات
14 ديسمبر 2015
قص
30 نوفمبر 2015

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.