}

ظلال الحبّ وأضواء الوداع

مصطفى أمين مصطفى أمين 9 مايو 2024
شعر ظلال الحبّ وأضواء الوداع
جزء من لوحة "العصفور الأزرق"، سمعان خوام

 

أنا المكسور مثل ظلّ الشمس

أسير نحو الضوء...

جسدي المخترق يمدح النور

تاريخ الظلّ معي كان منذ بدء الخليقة

ظلالي تسقط إلى أعلى

جرحي عتمة يتماوج بالضوّء

في ظلّ منحنٍ على مقعد الشمس

لا شيء يربطني بذاتي

لا شيء يدفعني لأكتب هذه القصيدة عداك...

 

الضوء امتدّ من البحر إلى حقول المجزرة

ليس ثمّة جزء واحد

لا يستطيع الضوء

أن يلج منه:

فأنا مصفاة للضوء.

يفتّتني وهو ينفذ، دون أن يلحظه أحد،

من دفّة نافذة مواربة

تلقين إصبعًا مقتلعًا فأشدّك إليّ

تصبحين مثلي مخترقة بالضوء...

 

الحب غير الآمن

هو العبور بلا ضوء

كل الذين مشوا طريقي

ضاعوا، احتاروا، فقدوا أنفسهم

أصبحت ظلّهم

ولا شيء أكبر من ظلّي... لا شيء

أنت إمرأة بظلّ رجل؛ بظلّي أنا

لا أريد لهذا الظلّ أن ينتهي

ليس لأنّه الذهاب أو البقاء

بل لأنّه نحن...

عندما تخالين نفسك بالفيء

فأنا قد ربطت ظلّي برسن لئلّا يهرب مرّة أخرى...

 

حبّ أشبه بحلم

قانونك فيه؛

يستنطق الحجارة

تحاكمين السماء

تعبثين بالأشياء

تسقطين الأيام في يدي

فتقتلع أصابعك

كطفلة تلعبين بالحبّ 

لعبة الغميّضة...

 

على جثث العاشقين تحوم النسور

على قمم الجبال تنتئ القلوب المحطّمة

من القلب المحتلّ منذ زمن

كل شيء تحوّل إلى حجر ورمل ودخان...

وفراق دون هدف أو لون

وسباق مع زمن يجتاز الأبدية

وتجميد زمن لا يمكن العودة إليه

فراق مجنون...

 

شهدت المشهد ولم أَمِل إليه

فقط رسّخت نفسي بعيدًا عنه

لأنّني أعلم أنّه حالة جمود

ضجيج أصوات

انحسار عواطف

وأحوال من العزلة والحجر

فغدا المشهد ضبابيًا

يؤرّخ لشعرية الهزيمة والرّفض...

 

لنعد ونتخيّل المشهد

لنقم بمشهد أخير

مشهد مقاومة

وأنت لا تكونين فيه الشاهدة الصامتة

وأنا شهيد وقلبي مستباح...

ولا تلوح أصابعك الطويلة خاوية على الجانبين

وكأنّك تعرفين التقوى في الهجر

سيّدتي:

في الحبّ كلّنا خاسرون حتّى ذواتنا...

 

تشرين المستقبل

شهر الحبّ المجهول

وليد شتاء الفراغ

يؤرّخ لزفرات النار

شتاء ضائع

أنا أطلق فيه نداءات الحبّ

من حناجر من الفولاذ...

 

قريبًا يتساقط الشتاء

وتفوح رائحة الموت

وتقفز الجثث البيضاء

تلبّي نفخة الصور

ويمرّ كانون كبرد ثقيل

وعسى شباط لا "يلبّط" فينا

فيهيّئ لنيسان لا يُنسينا...

 

متّ خلسة كجثّة هامدة

حركّتُك ولكنّك بلا كلمات، بلا نبض

غدًا ستتغذّين بالدّماء وستنتفضين

وتسألين الزمن ما الذي حصل؟!

فترين قصائد قلبي تموت وتتساقط واحدة تلو الأخرى

هنا تعرفين أنّ الوقت قد فات...

في حديث جرى من دون إيقاع كلحن جنائزي

أقول وداعًا أيّها الحبّ...

وهذه القصيدة لترويض الحبّ!

 

الرفاق كلّهم بكونا عشّاقًا

خنت العهد والوثاق؛ أممية العشّاق

فاستبعدت من الرّفاق...

لا أعرف أيّ مبدأ هو لك!

 

أقول: ليس ثمة ما اقترفناه في حقّ بعضنا نعجز أن نغفره سأرحل،

لكنّك تعلمين:

"الحقّ أنّه لن يحبّني رجل يومًا كما أحببتني".

 

عندما أقول لك "أُحبّكِ"

تكتفين بقول "وأنا..."

لم أجد تفسيرًا واضحًا لكراهيتك لهذه الكلمة الملعونة:

"أُحبّك!"

غير أنّنا حين نتفوّه بها - ببساطة - تبدأ نهايتنا!

 

آمنت مؤخّرًا؛

أنّ المرأة هي قدر الرجال العظماء

ليعلّمنا كيف نتحمّل القدر في أسوأ حالاته

خاصّة عندما يكون امرأة!

قصائد اخرى للشاعر

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.