}

مايا وقصائد أخرى

يوسف الخضر 12 أكتوبر 2022
شعر مايا وقصائد أخرى
عصام المأمون، سورية

 

مايا

علّمِيني يا مايا 

كيف أهرب من نفسي،

علميني، وإن أخطأت احتويني.

ضعي يدك على كتفي. 

 

علّمِيني

كيفَ أعبرُ الطريق بلا خوف،

علّمِيني كيف أُربّي شاربي، حتى وإن بدا ناشزًا.

كيف أسهر مع الرجال في المقهى،

كيف أُقامر وأخسر وأتشاجر مع الخصم،

وأرجع إلى البيت بأنفٍ ممرغ بالإسفلت.

 

علّمِيني

كيف أجلس مقهورًا مثل يتيم،

وكيف أحيي عزيزًا مثل مغرور،

علّمِيني كيف أصحو غير مذعور.

ألا أختبئ وراء ذراعي عندما أجفل.

وكيف أتعامل مع خجلي.

علّميني كيف أهدأ، كيف أنام ولا أرى أحبتي عُراة يُساقون بالسياط.

 

علّمِيني كيف أكون عفويًا كنوبة بكاء مفاجئة،

شهيًا كابتسامة طِفل.

علّمِيني كيف أكون حزينًا كلحظة خذلان،

كيف أكون جبارًا كطعنةٍ في الظهر، كصفعةٍ من شخص عزيز.

 

علّمِيني كيف أفقد أعصابي،

فقط علّمِيني وانظري إليّ كيفَ

أُحطِّمُ الأشياءَ ببراعةٍ. ثقي بي،

لقد مارستُ هذه الهواية على قلبي مرارًا.

 

علّميني كيف لا أكون

مستلقيًا على ظهري متعبًا كأن روحي دُقَّت بِمطرقة.

كيف أتوقّف عن أن أكون

شاحبًا كزورق غارق.

تائهًا كشاخصة فارغة على طريقٍ مهجورة.

 

علّمِيني كيف لا أبدو من الخارج مثل برجٍ عملاق،

وفي داخلي روحي ذاوية مثل جروٍ أعمى.

 

علّمِيني كيف أحيا حُرًا كشيء لا وجود له،

كيف أبكي مثل فاقدٍ وأضحك مثل مجنون.

 

علّمِيني كيف أتلاشى حين يهجم القلق مع نوبات الهلع.

ألا أكون حاضرًا في المشهد عندما تمزق هذه الوحوش روحي.

 

مذلون مهانون

بين عيون مشوهة تحدق في سماء صافية، وسماء صافية تحدق في عيون مشوهة، تقبع مسترخيًا بلا اكتراث!

اللهم، كيف تحتمل أن تبقى هادئًا؟ وكل هذه العيون القلقة تحدق إليك!

ثمة مراهقة تدخن ويدها على خدها مثل أرملة،

تدخن وتذرف الدموع،

البارحة أغوتها الطرقات،

البارحة لوى عنقها الوقت وأخبرتها الحياة أشياء أفقدتها براءتها، 

لذا

تدخن 

وتذرف الدموع.

وثمة شابٌ في مقتبل العمر، ممدد على الرصيف

مهمَلٌ شاحبٌ

لا يعني لأحد شيئًا.

 

وثمة عجوز يربض وحيدًا،

يرقب بحذر،

تعز عليه سنينه الماضية،

يعض قلبه على اللحظات السعيدة التي عاشها في الماضي السحيق،

ربما يتذكر دفء صدر زوجته.

 

* "يلعن أختك"- يقول بائع الكمامات الصغير للرجل الذي صفعه، ويمضي مسرعًا.


العاهرة تراوغ، ثلاثة سائحين يراودونها عن نفسها علنًا، يحاولون إقناعها وترفض 

"حلّو عن ربي" تقول لهم!


الشحاذة البدينة في الرداء الأسود تحشر ثديها - منظرٌ لا يغري- في فم رضيعها وتستعطف المارّة،

تتوسل

تصغر

تتضاءل

حتى تختفي.

 

وثمة أنا

أنا يا الله

كاتب عشريني 

منسلخ عن نفسي،

أعبر تقاطع شارع عبد العزيز في الحمراء،

أسير فرحًا إلى درجة البكاء،

أسير مقهورًا، حتى إذا وجدت فأرًا سوف أحضنه وأبكي!

 

يُتم

أجلس على كرسي بلاستيكي بارد مثل قلبي وحيدًا،

أذرف الدموع

شاردًا، أُمزق بأسناني قطعة الكيك،

وذاكرتي

تمزقني بأسنانها.

 

خُردة

تتجلى مرارة الحياة في أوضح صورها، 

حين تمسك بالسعادة بين أصابعك، 

تتمعنها، 

تُقلّبها بين يديك، 

غير عارفٍ ماذا تصنع بها!

 

خُسران 


عشنا حياة رائعة، جعلتنا نبدو بعين الجحيم صفقة خاسرة، مضيعة 

للوقت!

أناسٌ مشوهون من كل جانب،

ينقصهم كل شيء،

باستثناء التعذيب.

 

شفافية 


إذا كنتُ 

غير مرئي

إلى هذهِ الدرجة،

فلماذا يا إلهي 

عندما أنظر في المرآة؟

أنا أرى نفسي!

 

*شاعر من سورية.

  

قصائد اخرى للشاعر

شعر
3 ديسمبر 2022
شعر
19 نوفمبر 2022
يوميات
25 أكتوبر 2022
شعر
12 أكتوبر 2022

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.