}

تقريرٌ أخير

سلمى عمارة سلمى عمارة 28 نوفمبر 2019
شعر تقريرٌ أخير
(Getty)
كان من الممكنِ أن تمرَّ كليلةٍ دافئةٍ أخرى، لولا الشياطينُ التي تقفز فوق التفاصيل

لا عليك يا رفيق 

لن أذرف دمعةً واحدةً

ولن تضطر إلى معاينة ما ارتكبتَه من خراب

وهذه الروح التي غرستَ شوكتَك في مكمنِها

ستغلق أبوابها على كل ما تضمره من خيبة وخذلان

 

لست ساديةً لألعبَ معك لعبةَ الذنب 

ولن ينفعني أن تنهشَ رأسَك رباتُ الانتقام

وإثباتاً لحسنِ الطوية، سأترك لك جسدي مفغوراً لتسديدِ طعنةٍ أخيرة

وإن أسعفني الوقتُ سأحرص على أن تنزَّ المتعةُ من سكينِك كما تنز ُّ الدماء

وبعد أن ألعقَ آخرَ قطرةِ يقينٍ بك من على جلدِ روحي

سأمنحك نظرةَ امتنانٍ لا تقاوم

وربما قبلتُ أصابعك الآثمة عرفاناً بالجميل

 

صحيح أن بي رغبة لإعمال نصال كلماتي في دماغك المحدود

ولكن هذا أضعف الإيمان

 

لا جرح هنالك.. لا إهانة

ولا ألومك مطلقاً

إني أنا الخطأ الخام في تلك الحكاية

لم أكن ربة ً لأطالبك بعبادتي من دون الأخريات

من أنا، أصلاً، لأراقبَك من عليائي، وأعدَّ عليك خائنة الأعين والأحرف والأعضاء 

من أنا لأرسلَ في إثرك توعدي ونذيري 

حين تغفلُ عن جنتي واحتراقي

لا تليق بي هذه اللعبة يا رفيق

ولا أصلح كبطلةٍ لقصة البريئة والنذل 

دعنا، إذن، نبدِّل الأدوار 

افتح قوسين واكتب:

أنا "شمس" وهي "نور" والمسافة بيننا تتسع لما شئت من الأسماء

وأنت صائد فراشات عجوز 

جذبتك شهوة الألوان كما جذبني اللهب 

وبينما كنتَ مشتتاً بين تعددِ أطيافها، كنتُ أحترق، بإخلاصٍ تام، في جحيم عيونِك المسكونةِ بالطمع

 وفي النهاية، لم أخسر شيئاً..

لم أمتلك شيئاً منك يوماً لأخسرَه

ولم تتعرف حتى على ملامحِ وجهي لتفتقدَها

كل ما في الأمر 

أنك صائد فراشات لا يشبع

وأنني نحلةٌ ضلت طريقها إلى المعنى

وهذا ليس أكثر من فراقٍ بيني وبينك

 

قصائد اخرى للشاعر

شعر
28 نوفمبر 2019
شعر
14 نوفمبر 2019

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.