}

الزلزال الأبيض

صدام الزيدي صدام الزيدي 12 ديسمبر 2018
يوميات الزلزال الأبيض
لوحة للفنان البرتغالي جوستينو ألفيس

 

 

 

 

الزلزال الأبيض

صدام الزيدي

 

  9 ديسمبر 2018، سأختصر هذا اليوم على طريقتي. يومياتي لن تعيد طقوسها المجنونة بعد هذا اليوم. سئمت كل شيء تقريبًا، ولم أعد أقوى على المضي قدمًا. أكتب بإسلوب تتابعي لكي لا أترك فراغًا بين السطور، وأعانق نسائم هذا الفجر متمنيًا البقاء على الحافة الزرقاء. ينبغي على العالم ألا يلتفت لما أنا فيه. لم يعد يهمني هذا العالم (الوغد)، أصلًا. تقترب الروح، الآن، من رب الناس والملائكة، وتبتعد الروح، الآن، من إلهة الحرب. اقتراب يتوسل الرجاء، وابتعاد يشعل فتيل المواجهة. قررت -منذ الآن- أن أختصر أشياء ومستقبليات وعوالق كثيرة أثقلت كاهلي، بدءًا باختصاركم أنتم وتحويلكم إلى نفق معتم بينما ثقب أسود يلتهمني قاذفًا بي إلى كوكب ولد للتو، رأيته يكبر بحجم علكة صغيرة فيما زحف على مجرات بلمح العين إلى أن أمسى بثلاثة أضعاف كوكبنا العجوز (الأرض). الاختصار المريب، هكذا سأسميه. الاحتجاب الغريب، هكذا أتوقع له أن يكون. سئمت حتى الاختصارات التي ابتكرتها منذ يوليو الماضي، أدركت أنها مراوحة في المنعطف ذاته، وهذا يصيبني بالدوار. كيف يمكن لمجنون أن ينجز كارثة! كيف يمكن لكارثة أن يبدأ عدها التنازلي هذه اللحظة؟ كيف يمكن لـ 2018 أن يختصرني على هذا النحو الذي لم أتوقعه بينما توهمت أن 2019 عام الزلرال الأبيض المدمر. رايات بيض وأخرى  سود تموهت. منشورات بلا نهاية تفتتح مهرجان القيامة، لكني أدشن طقوسي الجديدة، الآن، أبدأ باختصار التاسع من ديسمبر ليصبح المحتوى فقط، الفاتن من وجعي الكبير. انتهى الترقيم والتدوين والتلميح وابتدأ الجنون الحقيقي.

 *كاتب من اليمن

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.