شلل

لم أكن قادرةً على التحرّك

شخصٌ غريبٌ ظهر 

في الغرفة المعتمة

كانت ملامحه غامضة

في السّقف 

ظلالٌ تصنع أشكالاً

تتحرك بانتظام

على الحائط

ظل عنكبوت كبير

أغمضت عينيّ

علّني أهرب من كل ذلك

وحين فتحتهما

كان الشخص قد اقترب أكثر

كنت خائفة

ولم أكن قادرةً على التحرك

أخيراً

تحركت يدي نحو الضوء

فاختفى كل شيء

إنّها الخامسة فجراً

بحثت عن أحدٍ مستيقظٍ

أحكي له ما حدث

كنت مرعوبةً من النّوم

مرة أخرى

بحثت في الإنترنت 

عن اسمٍ لما حدث لي

وجدته

لكنّ ذلك لم يغير شيئاً

كنت خائفةً

لم يكن ثمة أحدٌ غيري

لأخبره بذلك

شبابيك

لا أريد بيتاً

بشبّاكٍ يطلّ على شارعٍ

أو على حديقةٍ

أو على بحر

أريد بيتاً

بشبّاكٍ

يطلّ على مبنىً

بشبابيك كثيرة

لكي أمضي المساءات

متلصّصةً على الآخرين:

الغرباء الّذين

بعد وقتٍ قصير

لن يظلّوا غرباء

أسرارنا

تفضحها الشّبابيك

ولو كانت مخبّأة

وراء ستارة

فالخيال صديق الشّبابيك

يخبّر ما يدور خلفها

بحماسة حكواتيّ قديم

ونحن

الوحيدين

الجالسين خلف شبّاكٍ يطلّ

على شبابيك كثيرة

نستمع إلى الحكايا

ونصدّقها لبعض الوقت

غير مدركين

أنّنا نراقب أنفسنا

من خلف شبابيك الآخرين

*شاعرة من فلسطين