}

لي رهبة الموتى وزيتون المقابر

إسلام سمحان 26 أبريل 2016
شعر لي رهبة الموتى وزيتون المقابر
لوحة للفنان بيتر سيكلس (Getty)
1

أيتها الخطايا
تعالي مرة واحدة
لا أريد أن أراك وحيدة
في عيون الأصدقاء
هؤلاء الذين قطفوا
زهرة شبابك.

2

مصابيح بيتنا القديم
في ذمة الريح يحركها
لتؤنس العتبات المهجورة
وقلبي هناك عند الباب
حيث يرد الروح مقبضه
في العراء..
ما أضيق الأبواب
حين نغادر البيت
ما أوسعها عندما
نعود ميتين.

3

ماذا في الحديقة
كي نجلس فيها فرحين؛
أنستلذّ بكائنات مقيدة
ومكبلة من كل مكان؟
حتى الأشجار تود لو أنها تطير.


4

ذات نهار بلا شمس
مثل لوحة صماء
مرّ من فوقنا القطار؛
كنا نجلس تحت الأقواس
بجانب حقائبنا المحشوة
بالملابس القطنية والعطور
وعندما أوشك أحدنا
على الرحيل تحدثنا
بلا هدف بغير وضوح.

لوحات الفنان بيتر سيكلس - ملحق الثقافة 

5

أنهرُ الغراب كي لا يصمت
أنفخ على طواحين الهواء حتى تدور
أضيء جسدي لحشد الفراشات
أفتح طاولة للشمس كي تستريح
أروي شجر الطرقات وورد الشرفات
أرتق حذاء الأرض بمسامير النعوش
أرتب الفوضى الخلاقة والشرق الجديد
أهتف للحياة وللموتى في آن معاً
أكنس جثث الرصاص الحي
وأغلق فم المذياع بروب الاستحمام.


6

للحب زمن آخر؛
هذا وقت سابق
من عمر الإنسان
البدائي عاد على
شكل صدفة
من جديد.


7

الجبال التي تحيط بي
مثل جدران المنزل
لو أستطيع أن أعلق
صورك عليها.

8

الصباح ليس خيرًا،
الصباح بداية وجع جديد.

9

على المنحدرات
يقف قلبي؛
في هذه الأثناء
كانت عصافير
صدرك تخطف
عمري وتطير
هناك حيث قساوة
حبك تذوب تحت
شمس الندم،
تعالي قبل أن يسرقنا
الشتاء من آثامنا
ثم نوايا كثيرة
بلا جدوى إن لم
تشرّعي بابك
للدم المتدفق مثل
الأمازون.

لوحات الفنان بيتر سيكلس - ملحق الثقافة 


10

ألتهمُ المنحدر
مثل كرة الثلج
تحت القمر،
وأحوش الأمنيات
في سلة
المهملات
كي لا يلتفت
أحد إليها.

11

لمحنا السعادة؛
كانت مجلجلة بكامل أبهتها
وعظيمة بسرعتها
مثل مواكب الأمراء؛
لم نرها
لكن تحدثنا عنها كثيرًا.

12

تحدّق
في المرآة؛
تلك الأشكال
المتداخلة
في بعضها البعض
وجوهك المتعددة،
دمعك الخائن
في النظرة البلهاء.

13

حين متُ
رأيت المدينة من السماء؛
كانت مثل لوحة رمادية حزينة
رغم الكرة الملونة التي كانت
تتدحرج بين المنازل الثكلى
مثل خبر سار.

14

الماء وحش
يطارد الناجين من الغرق
والمفاتيح قلادة على عنق الزجاجة.

15

يا إلهي لقد خطفوني
وسرقوا عيوني
وحين سألتهم عنك
عرفوك؛ لكنهم ما عرفوني.

16

ماذا يريد مني الليل
وأنا مكسور الظهر
وقلبي مبتور الأطراف
ورأسي تتأرجح فيه الغيلان؟
ماذا يريد مني الليل
وعيوني تسكنها الأشباح
ووجهي مخطوف الألوان؟


17

أنا كلّ الجياد
ولستُ مع أحد؛
أخوض المعارك كلها
وليس لي بلد.

18

بلا وداعٍ ودّعتُ البلاد
وتركت عند مصطبة
الروح في عمّان روحي،
ها قلبي اليوم
ينتفخ كرغيف الخبز
ويكاد زيت حنيني يضيء
ومسّته النار.


19

إنه الصباح
عين الليل
التي ابيضّت
من الحزن.

20

منذُ صار لي أقدام
مشيت إلى الحب.


21

طريق البريد لم يكن معبّدًا
حتى الساعي كان غليظ القلب
ورسائلك جارحة.


22

دمعتي كريمة؛
قماشة القلب لا تجفّ.


23

الضحية لا تحدق
في عين القاتل
لكنها تنظر إلى السماء
حيث الله قد سمح
في كل ذلك.



24

حين أكتب عن السلام
ينمو بداخلي الوهم
كأشجار شعثاء
حول بحيرة الألم؛
الأمل الذي كان يكبر
مثل دوائر في الماء
لم يعد ممكناً
حتى الحجارة ويد الفتى
لا تقويان على صنع دائرة واحدة.



25

وجهي كنائسي الصمت
رائحتي أوّل الشتاء
لي رهبة الموتى
وزيتون المقابر.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.