}

حمدان طاهر المالكي: رسالة الشعر باقية

صدام الزيدي صدام الزيدي 19 سبتمبر 2023
حوارات حمدان طاهر المالكي: رسالة الشعر باقية
حمدان طاهر المالكي

حمدان طاهر المالكي هو شاعر عراقي من مواليد 1969 (محافظة ميسان/ قضاء الكحلاء)، هاجرت عائلته إلى بغداد قبل أن يكمل السادسة من عمره حيث استقر به المقام حتى الآن.

شعريًا، صدرت له: "نخلة الحلم"، 2013؛ "مجرد شجرة"، 2014، عن دار "عدنان للنشر" بغداد؛ "غرق جماعي"، 2015، عن دار "أدب فن" هولندا؛ "ما يضيئه الظلام ويطفئه الضوء"، 2017، عن منشورات أحمد المالكي- بغداد؛ "تمسك بجناح الفراشة"، 2021، منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

في 2021، صدرت له عن دار النشر السويدية "تأويل" (فرع بغداد)، سيرة روائية بعنوان "ظلال القصب". ترجمت له إلى الفرنسية مختارات شعرية بعنوان "قبل موتك بقليل" 2017، دار "أدليفر"، باريس، وإلى الإنكليزية مختارات أخرى حملت عنوان "نهايات"، 2019، دار "العصامي" بغداد، كما ترجمت له نصوص إلى الإيطالية والفارسية.

يحمل المالكي عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وله مشاركات في عدة ملتقيات ثقافية عراقية.

هنا حوار معه:

(*) لنبدأ حديثنا من "كتاب الأمهات"، وهو أحدث إصدار لك عن دار الشؤون الثقافية في بغداد. نصوص الكتاب تتمحور حول حب الأمهات إثر رحيل والدتك... أي تجربة عشتها فصارت نصوصًا؟

"كتاب الأمهات" تجربة إنسانية خاصة بدأت بكتابة نصوصها بعد وفاة أمي، لقد كانت أمي هي العزاء الوحيد لي في النظر إلى الحياة بطريقة ممكنة ومعقولة. من الصعب تفسير حب الأمهات لشخص مثلي فذلك ما لا طاقة لي به، ولهذا كتبته. أتأمل بأن من يقرأ هذه المجموعة يجد فيها بعض العزاء والقوة والضوء لطريق الأمهات الذي لا يشبه أي طريق آخر.

(*) قصيدة النثر العراقية التي تكتب اليوم، ما الذي تنجزه مشتبكة مع متغيرات جمّة في الحياة وفي أدوات التواصل مع العالم؟

قصيدة النثر العراقية مختلفة عن كل ما يكتب في البلاد العربية، وهذا ليس انحيازًا بقدر ما هو خصوصية نظير الفروقات التي مرت بها البلاد من حروب وانتكاسات كبرى قلّ مثيلها في كل دول العالم ناهيك عن الروح العراقية التي تمتلك روح التوثب والاستمرار والتجديد في كل مجالات الكتابة الشعرية وهو ميدانها التي بقيت محافظة عليه. يمكن أن تلتقي مناخات وأجواء هذه القصيدة هنا أو هناك، لكنها تبقى صاحبة خصوصية متفردة ومتجددة.

(*) هذا يقودنا للسؤال عن المشهد الثقافي العراقي الراهن... ما هي أحواله؟

ليست أحوال المشهد الثقافي العراقي على ما يرام بسبب الظروف والتغيرات الكثيرة التي تطرأ كل يوم. هناك جنوح نحو الإسهال في الكتابة الشعرية والسردية مع غياب المؤسسات الفاعلة التي تستطيع مسك الخيط لتعيد خياطة ما تمزق، ولعل غياب الأصوات الفاعلة في المشهد الثقافي هو ما جعل الأمور تسير بهذا الشكل.


(*) منذ الباكورة الأولى وحتى "كتاب الأمهات" (2023)، أين هو حمدان طاهر المالكي، شعريًا؟

لا يستطيع الشاعر أن يحدد وجوده الشعري، إنها مهمة النقاد والقراء والمؤسسات الثقافية. أنجزت العديد من المجاميع الشعرية مع سيرة روائية والحكم النهائي هو للزمن.

"ظلالُ القصب"

(*) على ذكر السيرة الروائية، حدثنا عن تجربة "ظلال القصب" (2021)، وهي أول سيرة روائية تكتبها... كيف هو تجريب هذا النوع من الكتابة؟

"ظلال القصب" هو سيرة روائية أنجزتها على مدى ثلاث سنوات. تجربة حقيقية عشت تفاصيلها في أهوار ميسان والناصرية في جنوب العراق، بدأت بشكل استذكار ثم تمت على هيئة كتاب.

الكتابة السردية ليست مهمتي لأنها مرهقة ومتعبة وتحتاج إلى تفاصيل كثيرة وتخطيط وتفرغ. ولهذا أقول بأن كتاب "ظلال القصب" لا أخوان له.

(*) كيف هي تجربتك مع منصات التواصل الاجتماعي، وما الذي قدمته هذه المنصات للكتابة والتدوين، برأيك؟

قدمت مواقع التواصل الاجتماعي خدمة إلى الكثيرين من ناحية الانتشار والمعرفة والتواصل مع الآخرين ولا سيما لمن لا يمتلكون العلاقات مع الوسط الثقافي أو الشلل الأدبية. تعرفت من خلال هذه الوسيلة على الكثير من الأصدقاء من عراقيين وعرب (كتاب وشعراء)، وتربطني بالكثير منهم صداقات نبيلة، لكن يبقى علينا التعامل بحذر ووعي مع وسائل التواصل لما فيها من هدر كبير للوقت، مع وجود أمر مؤسف وهو الاقتباسات أو السرقات التي تحدث في هذا الفضاء المفتوح.

(*) منذ 2017 وحتى الآن تُرجِم لك كتابان إلى الفرنسية والإنكليزية وهناك نصوص ترجمت للإيطالية والفارسية... حدثنا عن هذه التفاعلات، وإلى أي مدى الترجمة ضرورية لأن يقرأ الآخرون ما نكتب؟

تبقى الترجمة ضرورية لأنها تنقلك إلى فضاء أوسع وهذا أيضًا يعتمد على حرفيتها ودقتها. كانت هناك أصداء وقراءات جيدة للترجمة التي ترجمها الناقد الدكتور محمد صالح بن عمر (يرحمه الله) لمختارات "قبل موتك بقليل" إلى الفرنسية عن دار "أدليفر" من العديد من الأصدقاء الذين أخبروني بقراءتهم للكتاب بلغة جديدة، وهذه نقطة ضوء في طريق طويل.

مؤخرًا ترجم لي القاص والمترجم كاصد محمد عدة نصوص إلى الإيطالية ونشرت هناك. كذلك هناك ترجمات لنصوص أخرى أنجزها الشاعر والمترجم الإيراني صادق رحماني ونشرت في مجلات إيرانية.

(*) كيف عشت يوميات الكورونا (حينما كانت الجائحة في ذروتها) وما الذي كتبته في ظروف استثنائية من هذا النوع؟

أيام صعبة وقلقة، في تلك الجائحة لكنني استطعت تكملة سيرة "ظلال القصب"، وإنجاز العديد من النصوص رغم كل شيء.

(*) في واقع مباغت بالحروب والأوبئة والكوارث، ثمة من يسأل: ما جدوى الشعر في زماننا اليوم؟

إذًا، ما جدوى الحياة بدون شعر؟، الشعر الحقيقي يشبه الصلاة، إنه بوح الروح وعروج في مملكة الله والإنسان للإجابة عن سؤال الوجود. إنه الجزء الأساسي من الوجود الإنساني ورسالته باقية ما بقيت حياة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.