}

فادي قدسي: أسعى لإظهار روح المكان عبر الصورة

مليحة مسلماني 21 أغسطس 2023
حوارات فادي قدسي: أسعى لإظهار روح المكان عبر الصورة
فادي قدسي (بعدسة خالد حبيب)

تمثل الفوتوغرافيا، منذ اختراع الكاميرا، ميدانًا للتحدّي الإبداعي للمصوّرين، والذين يسعون عبر أدواتهم الخاصة، كالكاميرا والعدسات والبرامج الرقمية، وتوظيف عناصر الضوء والظلّ والتكوين والموضوع المصوَّر، إلى ابتكار أعمال فنية متكاملة من حيث البعد البصريّ والتكوين العام، تمامًا كما يفعل الفنان التشكيلي عبر أدوات الفرشاة والألوان، وغيرها من المواد. وتحضر صور الفوتوغرافي المصري فادي قُدْسي ألبومًا بصريًا مميزًا في المشهد الفوتوغرافي الإبداعي المصري والعربي، لما تنطوي عليه صوره من ثراءٍ وعمق بصريّيْن، ورؤية مميّزة للصورة والموضوع المصوَّر، وتأمّلٍ في عناصر الزمان والضوء والظلّ.
برع قدسي في تصوير معالم مصر وأماكنها التاريخية والمعاصرة، بحسّ يأخذ الرائي إلى أبعاد وطبقات الزمن التي مرّت على المكان موضوع الصورة، لتبدو الأماكن في صوره وكأنها ناطقة، تسرد حكايتها عبر التاريخ، وحركتها ودراميّتها الخاصة بين نوره وعتمته. في حين ينقلنا قُدْسي في البورتريهات التي يلتقطها لرجال ونساء إلى عالم الذات الإنسانية، لتنطق الصورة، عبر براعة المصوِّر، بما هو كامن فيها متجلّيًا على ملامحها.
فادي قُدْسي مصور حرّ ومدرّب تصوير وإضاءة، متخصصٌ في التصوير المعماري، وتصوير التصميم الداخلي والبورتريه. عمل في عدد من المراكز القائمة على تدريب التصوير والإضاءة. كما يقوم بإلقاء محاضرات شهرية في التصوير الفوتوغرافي في "ساقية عبد المنعم الصاوي" في القاهرة. شارك في عدد من المعارض والمسابقات، وأقام معرضه الفردي الأول عام 2020 في غاليري "نوت" بالزمالك، تلاه معرضان عام 2022؛ نُظّم أحدهما في افتتاح Hyatt Regency في مدينة 6 أكتوبر، بينما أقيم الآخر في القنصلية الفخرية الإيطالية في الإسكندرية.
حول مفهوم الصورة، وعناصر التكوين، والضوء والظل، وتصوير الأماكن والوجوه، والمنطقة البينيّة بين الفن التشكيلي والفوتوغرافيا، كان هذا الحوار معه:

قبة مسجد قايتباي في مقابر المماليك 

 

(*) لعل الذي يتعمّق في أعمالك الفوتوغرافية يستطيع أن يستقرئ رؤيةً خاصة وراءها، راكمتَها عبر تجربتك في التصوير. ولعل هذه الرؤية قد تشكّلت قبل التقاط الصورة، وربما في أثنائها، وربما بعد التقاطها، إذ قد تدخل الصورةُ مرحلةَ معالجةٍ رقمية تنقلها إلى بعدٍ آخر؛ ما هي الرؤية الخاصة بك في التصوير؟
هذه الرؤية في التصوير لا تبقى ثابتة، فهي تختلف من مرحلة لأخرى؛ في بداياتي في التصوير كنت أسعى إلى محاولة توثيق الزمن، وبمعنى آخر: كنت أحاول خطف جزء من الزمن لتوثيقه داخل صورة ما. مع الوقت، تتطور المهارات، كما يصبح الفنان أكثر نضجًا من حيث البعد الثقافي في شخصيته، وبذلك اختلفت رؤيتي في التصوير، وأصبحت أتأمّل مسائل مثل: الضوء والظل، وتجسيد الموضوع، والإضاءة وتوقيتها وزواياها المختلفة.
مؤخرًا، أصبح لدي هاجس آخر؛ إننا نعتقد كمصوّرين أننا نخطف جزءًا من الزمن ونوثّقه، إلا أنها مكيدة يقوم بها الزمن ذاته، إذ أنه يحوّلنا لفعلٍ ماضٍ لالتقاطِ ذاته؛ نحن نهتم بالتوثيق وبزوايا الإضاءة والظل، وبتجسيد الشيء ورصد تفاصيله وتسجيلها بطريقة معينة، لنخرج بعمل إبداعي خاص ومميز، ولكن كل ذلك يصبح موثقًا في زمن ماضٍ هو زمن التقاط الصورة، حتى أن الناس يسألوننا عن الصورة بصيغة الماضي فيقولون مثلًا: كيف التقطتَ هذه الصورة؟ "التقطتَ" فعلٌ ماض. وبذلك يكتشف المصور أنه تم توثيقه هو نفسه في الزمن، أو أن الزمن قام بتوثيقه باعتباره تاريخًا، فتصبح العلاقة تبادلية: أنت تشكل الزمن أو تحبسه في صورة، وهو أيضًا يشكلك ضمنها وتكون جزءًا أساسيًا فيها، وهو جزء الماضي الخاص بالصورة. إذًا، بمجرد التقاط الصورة يصبح المصوّر جزءًا من ماضي هذه الصورة.
الفن، على اختلاف صنوفه، يقوم بعملية سرد لذاته من خلالنا، وهي سردية تختلف باختلاف وجهات نظر المبدعين ورؤاهم ومهاراتهم وأدواتهم. لذا، وفي هذه المرحلة، أهتم بالتأمل في فكرة الضوء ومواقيته المختلفة، وبتوثيق هذه الأوقات، وبتجسيده، أي الضوء، للأشياء. وأستطيع القول إن رؤيتي للتصوير اختلفت بشكل كبير عن مرحلة البدايات.

(*) يبدو جليًا انعكاس تخصصك في التصوير المعماري في مواضيع صورك التي كثيرًا ما تستهدف الأماكن التاريخية؛ كما يتجلّى ذلك أيضًا في أسلوبك الذي يهتم بالتكوين، وتوزيع العناصر في الصورة؛ ماذا أضاف هذا التخصص إلى رؤيتك وتجربتك في التصوير الفوتوغرافي؟
التخصص في التصوير المعماري أفادني كثيرًا، وذلك من حيث البحث عن التكوين الخاص بي، والسعي إلى تكوينٍ بصريٍّ برؤيةٍ أو فلسفة معينة، وكذلك من حيث إظهار زوايا جديدة، والبحث المستمر عن التوقيت الجديد والمناسب، وإبراز تفاصيل قد تكون غير ظاهرة للناس؛ إنني دائم البحث عن ما كل هو جديد في الصورة. عندما يدخل الفنان مكانًا ما ويصوره، يدخله في المرة الثانية لتصوير ما لم تلتقطه عدسته في المرة السابقة، وبذلك يصبح في منافسة مع ذاته عدة مرات وفي ذات المساحة، أي المكان موضوع الصورة. هذه العملية الإبداعية الذاتية أضافت لي الكثير فيما يتعلق بمسألة التكوين البصري للموضوع المعماري. ومما رفد تجربتي أيضًا: تخصصي في تصوير التصميم الداخلي، وكذلك في تصوير البورتريهات، سواء في الاستوديو أو في الخارج، وخاصة فيما يتعلق بمسألة التأمّل في موضوع الضوء، والذي يساعدني في تجسيد ما أريد رؤيته في الصورة.

مسجد ابن طولون في القاهرة 


(*) تشتغل صورك، سواء تلك التي موضوعها البورتريه أو المكان، في العلاقات المتشكّلة بين الضوء والظل، كما وضعت عنوانًا لإحدى صورك هو "رقصة الحبّ بين الضوء والظلّ"؛ كيف يمكن أن يقوم الضوء والظلّ برقصة عبر الصورة؟
هناك بيت شعر رائع لأمل دنقل يقول: "يميل ظلّي في الغروب دون أن أميل"، والأمر تمامًا مثلما قال دنقل؛ فبينما هو ثابت، فإن ظلّه هو الذي يميل مع حركة الضوء من بداية الشروق لغاية الغروب، أو يطول أو يقصر وفق الأوقات المختلفة لسقوط الضوء حوله. وفكرة الغروب مرادفة لتوقيت اختفاء الظل، وتشبه فكرة لو أن الشيء قد تم غمره بالضوء، فيتلاشى داخله ويختفي ظله. الظل يجسّد وجود الشيء، بل ويثبت وجوده، فإن لم يوجد في الأرض ظلال، فذلك يعني أن الأشياء لا وجود لها.




هنالك رقصة دائمة بين الضوء والظلّ، وبين الظلّ والجسم ذاته ووجوده. وهذه مسألة تصبّ في عمق التصوير الفوتوغرافي الفني، فهو، في جانب رئيس منه، علاقات خاصة أو مختلفة يقيمها المبدع بين الضوء والظلّ، بحكم التكوين، وحيّز الصورة. في التصوير المعماري، على سبيل المثال، أحاول إيجاد العلاقات بين عناصر المكان المصوَّر، وذلك لإظهار تفاصيل أكثر، ولتجسيد المكان أو اللقطة التي أريد أن أصل إليها. كما تختلف الرؤية للمكان ذاته بحسب الضوء، وكذلك بحسب الإحساس الذي أريد أن أبعثه عبر الصورة. وتتداخل عوامل كثيرة أخرى يلعب كلٌّ منها دورًا في الشكل النهائي للصورة؛ مثل زاوية الرؤية، والعدسات المستخدمة، وغيرها، ما يؤثر على طريقة التكوين، ومحاولات إيجاد روحٍ جديدة للصورة.

(*) تقترب بعض صورك؛ خاصة تلك التي بالأبيض والأسود والتي موضوعها الأماكن التاريخية، من كونها أشبه بلوحات رُسمت بالرصاص، ومن بينها صورة لمسجد ابن طولون في القاهرة، لتبدو هذه الصور وكأنها تقف في منطقة برزخية بين الفوتوغرافيا والفن التشكيلي؛ حدِّثنا عن هذه المنطقة البرزخية.
الفوتوغرافيا فنٌّ من الفنون البصرية يختلف عن الفن التشكيلي بأدواته والوسيط المستخدم في العملية الإنتاجية للعمل الإبداعي، وهي الكاميرا والعدسات التي نقوم عبرها إمّا بعملية توثيق، أو بإنتاج عمل إبداعي، أو بخلق عمل فني من مجموعة صور تحوي أشياء كثيرة لنسرد عبرها حكاية معينة. وفي المحصّلة، أحاول كمصور إيصال إحساسٍ ورسائل بصرية معينة عبر الصور، كما أحاول خلالها سرد قصة ما. أما حول فكرة الأبيض والأسود في الصور التي ألتقطها للأماكن التاريخية، وميل بعضها للاقتراب في بصرّيتها من كونها لوحات رُسمت بالرصاص، فأقول إن الأسود والأبيض هما ثيمة أساسية أشتغل عليها ضمن عناصر الإضاءة والظلّ والعتمة، فهذه مناطق بصرية يتم التعامل معها لتكوّن صورة وكأنها رسمت فعلًا بالرصاص، ولكنها تبقى صورة فوتوغرافية، هذه الصور تنطوي على شكل وإحساس مختلفيْن. ويبقى التكوين هو المرجعية في الفنون التشكيلية والبصرية بعامة، إضافة إلى طريقة التكوين والرؤية له، واستخدام العلاقات في المكان المصوَّر ليتم إبرازها في الصورة بطريقة إبداعية.
في هذا السياق، أذكر أنه، وبعد دخولي في مسار تعلّم بعض أدوات الفن التشكيلي، مثل رسم الاسكتش، والرسم بألوان الأكريليك والأكواريل والأحبار، طُرح عليّ السؤال التالي: أيّهما الأقوى فنيًا، التصوير الفوتوغرافي، أم الفن التشكيلي؟ كما سُئلت عمّا إذا كنت أنحاز إلى أحد المجالين. أقول هنا: أرى أننا ما زلنا ننظر بطريقة تقليدية إلى مجالات الفنون البصرية المتعددة، في حين ربما قد تجاوز المجتمع الإبداعي في الغرب هذه النقاشات. فمن ناحية، يسعى المصور إلى إبداع صورة تقترب من اللوحة التشكيلية في هيئتها العامة وإحساسها، وفي المقابل يسعى بعض التشكيليين إلى خلق لوحات واقعية لتبدو وكأنها صور فوتوغرافية. أرى أن الحدود بين العالمين قد تضاءلت، كما أنها اختلفت كثيرًا عبر مراحل التاريخ. والفنون البصرية كلّ منها يشكّل بعضه البعض، فيوظّف التشكيلي الصورةَ في عمله الفني، مستخدمًا مواد مختلفة أو أسلوب الكولاج وغيره، كما يوظف المصوّر المعالجات الرقمية للاقتراب بصورته من عالم التشكيل. ربما هذه هي المنطقة البرزخية التي ذكرتِها في سؤالك، والتي يقف فيها الفنان ليمارس إبداعه وقدرته على الدمج بين ضفتيّ الفوتوغرافيا والتشكيل. والنتيجة هي عمل فني باسم الفنان يمثّل رؤيته وروحه وثقافته ومهاراته.

رقصة الحب بين الضوء والظل 


(*) يبدو جليًا إدخالك المعالجات الرقمية على صورك؛ الى أي مدى ممكن أن تتدخل هذه المعالجات في الصورة الخام؟ وماذا يمكن أن تضيفَ، إبداعيًا، للصورة؟

هنالك نوعان من المعالجة الرقمية؛ الأولى تتم داخل الكاميرا وأثناء عملية التقاط الصورة، وذلك لتحويلها إلى ملف مضغوط يتم استخدامه مباشرة، خلافًا للصورة الخام التي تمثّل في وقتنا الحالي بديلًا للنيجاتيف قديمًا. وبذلك نعيد تحرير الصورة من جديد، وقد نستغني عن المعالجة الرقمية التي تمّت من خلال الكاميرا. وهذه العملية تختلف باختلاف الكاميرات، كما تختلف باختلاف خبرات المصورين، وتعتمد على مدى معرفة المصور بتفاصيل الأداة/ الكاميرا التي يستخدمها. تمامًا كالفنان التشكيلي الذي يستخدم الريشة والألوان، ويوظف خبراته ومهاراته بها لتكوين لوحته. وكذلك الكاميرا لها إعدادات معينة تتيح لي القيام بعملية تحرير Edit، أو إبراز تفاصيل معينة. أما النوع الثاني من المعالجة الرقمية فيتمّ في مرحلة ما بعد التقاط الصورة، وعبر برامج مثل الفوتوشوب، وغيره، وهي برامج تساعدني في الذهاب بالصورة إلى منطقة بصرية وفنية أخرى مختلفة عن الصورة الخام، وهذا يعتمد على الإحساس والرؤية اللذين يريد المصور بثّهما عبر صورته.




في كثير من الأحيان ألتقط الصورة وأنا مدركٌ، وبتعبير أدقّ متخيّلٌ، النتيجةَ النهائية التي أريد الوصول إليها، موظِّفًا أدوات المعالجة الرقمية عبر الكاميرا، أو عبر البرامج. وهنالك أيضًا خيار المسار التجريبي، بحيث تخضع الصورة لعمليات تعديل تنقلها إلى منطقة بصرية أخرى مختلفة عن الصورة الأصلية. وفي المحصّلة تعود هذه المعالجات إلى رؤية الفنان وفلسفته في التصوير، وإلى رؤيته للنتائج البصرية التي يسعى لتقديمها.

(*) ما الفرق بين تصوير المكان، وتصوير البورتريه؟
كلّ من تصوير المكان، أو الوجوه، يحتاج إلى الدخول في عملية إبداعية معقّدة، والسعي لإظهار روح كل منهما. أسعى عبر تصوير المكان إلى العمل على إبراز روحه في الصورة، وذلك من خلال إحداث علاقات بين عناصره، وإيجاد تكوين جديد غير مرئيّ بالعين العادية. أما البورتريه فأحاول إظهار روح الشخص برؤية جديدة، وبإحساس مختلف، للخروح بصورة لملامحه ولذاته قد يكون الشخص ذاته صاحب الصورة غير مدرك لها، وذلك يتم ضمن سيناريو الإضاءة، وزوايا سقوطها، والعلاقات التي تشكّلها مع ملامحه، وتفاعل الشخص أثناء عملية التصوير، كل ذلك قد يُنتج صورة لشخصية مختلفة، أو خفيّة، أو يؤكّد الشخصية التي نعرفها.

بورتريه للكاتب المصري عماد سالم (يمين) وبوترريه للمغني المصري عز الأسطول


(*) ما هي الصورة التي لم تلتقطها بعد؛ فلسفةً ورؤيةً وموضوعًا وشكلًا؟

الصورة التي لم ألتقطها بعد: لم ألتقطها بعد؛ ما زلت أبحث عنها، أو هي تبحث عني، فكلانا يبحث عن الآخر في مسار الزمن. ولكن أقول هنا إن على الفنان ألّا يقف عند صورة جميلة، أو مشروع معين أنجزه، إذ لو وقف عند ما تم إنجازه ورضي به، يقف إبداعه، ولا يعود قادرًا على إنتاج ما هو جديد، فالفن ما هو إلا عملية بحث مستمر، كما أن الفنان يشبه العنقاء في إعادة انبعاثه بعد كل مرحلة، فحينما يُتِمّ معرضًا، أو مشروعًا استنفد فيه كل طاقاته ووجدانه وخبراته ومهاراته، يقف متسائلًا عما يريد أن يفعله مستقبلًا، إو إذا كان سيقدر على إبداع شيء جديد آخر، وبذلك يُبعث من جديد بأفكار وأعمال إبداعية مختلفة كما تُبعث العنقاء من رمادها بعد الاحتراق. وهكذا يستمر بعد كل مرحلة، فالأمر مُجهد وصعب، ويحتاج إلى مثابرة ودراسة وتطوّر دائم، وإلى بحث مستمر عن وجودنا في العمل الفني. كل الفنانين لديهم أسئلة وجودية، تلك الأسئلة هي موضوع بحثهم داخل العمل الفني، سواء كان صورة أو لوحة أو غيره، فالصورة التي لم ألتقطها بعد لم ألتقطها بعد، وهي بعدُ لم تلتقطني، كما لم يلتقطني الزمن فيها بعد.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.