}

مفكّرة الحفرة السعيدة: آذار – مارس 2024

منذر مصري 2 أبريل 2024
هنا/الآن مفكّرة الحفرة السعيدة: آذار – مارس 2024
"باب رزق"، تصوير منذر مصري


(منذريوس: أذكر أني التقيت ببولس، في الوقت الذي يكون في الظلّ شتاء بارد، وفي الشمس صيف قائظ)

***

بما أنّي، ومنذ 12/9/2023، أكتب وأنشر /3/ مقالات شهرية في موقع (ضفة ثالثة)، واضعًا نصب عيني، أن يكون موقعي داخل سورية بمثابة نقطة انطلاق، كمكان وكفكرة بآن، لكل ما أكتب. فقد رأيت أن أخصّ متابعي مقالاتي بمقال كلّ آخر شهر، أكتب فيه عمّا يجري معي أو مع الناس حولي من أحداث يومية، وكذلك عمّا يتبادر إلى ذهني من أفكار وصور، منها، ما أطلق عليه إحضاراتي الشعرية، المواد الأوّلية التي أصنع منها قصائدي! وكذلك، من حين لآخر، لا بدّ من بعض الذكريات! ما آمل أنّه سيكون أكثر متعة للجميع! أمّا ما أخشاه، فهو أن يتسلل شيء من ذلك الكلام المكرّر الذي سرّ لي البعض أنهم عافوه وسئموا منه، حول النظام والثورة والمعارضة وما إلى ذلك! ولكن ماذا أفعل؟ ماذا نفعل؟ إذا كنّا جميعًا، قريبين أو بعيدين، ما نزال نرتع في... حفرته؟

 

1/3/2024:

بولس: أعتبر قصيدتك الأخيرة سقطة مدوية لتجربتك الشعرية!

منذريوس: بينما انا أعتبرها قفزة!

بولس: نعم قفزة نهايتها سقطة!

منذريوس: ربّما.. المهمّ أنّي قفزت.

2/3/2024:

- رحل (م. م). كان مثقّفًا حقيقيًا. في حياته كلّها لم يره أحد يدخل ويخرج من التواليت إلّا ويحمل بيده كتابًا أو صحيفة.

- أوه.. الكلب لا ينتظرك حتى تلتقط له صورة.

3/3/2024:

- لا نبوءات! ولا نعي للحضارة! ولا تأمّلات شاعرية، ولا مدائح للعزلة! أقول لكم، عرفت أناسًا جعلتهم عزلتهم وحوشًا.

4/3/2024:

- مشكلتي معه، هي نبرة الثقة الزائدة التي يتكلّم بها أكثر من الكلام الذي يقوله. اليوم في جلستنا الصباحية راح يعيد علينا مقولاته ذاتها: "سورية بلد لا يحتمل الثورات، الثورات الحقيقية أقصد. بلد هشّ، معدوم المناعة، قلت لكم، وظننتموني أتكلّم شعرًا، كلّ جرح في سورية يتحوّل إلى غرغرينا". يلتفت لي ويقول: "اسمع يا منذر.. علينا أن نعترف، أنّنا نحن السوريين فشلنا في أن نعمل لأنفسنا من سورية وطنًا. تقول إنّنا حاولنا، نعم، ولكن فشلنا".

5/3/2024:

- يكتب صديقي (ع. م) منشورًا على الفيسبوك يقول فيه إنّه قد استوقفته عبارة قالها فنان سوري معروف (ح. ف) في مقابلة تلفزيونية أجريت معه، عن أنّ بيان /99/ مثقفًا سوريًّا الصادر في 27/9/2000، كان عبارة عن فخ نصبه النظام لمعرفة معارضيه. وبأنّه يوافقه على استنتاجه ذلك! فأساء هذا الكلام صديقة مشتركة لنا، كونه يعني، من دون لف أو دوران، أنّ الذين، ومنهم زوجها الراحل، أعدوا وشاركوا في صياغة البيان وأرسلوه للمثقفين إيّاهم للتوقيع عليه، قد فعلوا هذا بطلب من النظام! أي أنّه تخوين لهم! الأمر الذي بالتأكيد لا يمكن أن يتقصّده (ح)، الذي هو أحد موقعي البيان، ولا (ع) الأبعد ما يكون عن هكذا تفكير! لذا كان تعليقي بالمختصر، ذلك أنّي أفكر بالعودة إلى للموضوع لاحقًا، بأنّ بيان /99/ مثقفًا سوريًّا، وأنا أيضًا أحد موقّعيه، نقطة مضيئة في النفق المعتم الذي كان السوريون يحاولون عبوره نحو حياة حرة وكريمة.!

7/3/2024:

- حفل فني لاذقاني، في مقر النادي الموسيقي! حيث أعادنا الكمنجاتي حسن طحان وفرقته إلى الأيّام التي بات من الصعب أن تستعاد، سوى بالذكريات والصور! ملاحظتي أنّه لم يكن هناك داع لمكبرات الصوت في مكان ضيق كهذا، كما لم يكن هناك داع لبعض الأغاني الحديثة! نعم أكره الحداثة في مناسبات كهذه! مع الشكر والامتنان للجميع!

9/3/2024:

- سعدت بفوز جورج غالاويه في انتخابات البرلمان الإنجليزي عن مدينة روتشديل بغالبية أصوات كبيرة! ليس لسبب سوى لأنّه حمل شعار (هذا من أجل غزّة). مع أنّي، أعترف، قاطعته دهرًا! كما تصالحت مع روجرز ووترز، مؤلف الألبوم الأسطوري (الجدار- 1979) وأحببته من جديد، وأيضًا استعدت تولّعي بأريك كلابتون، عازف جيتار فرقة (كريم) في ستينيات القرن الماضي، مع جاك بروس وجينجر بيكر، بعد رؤيتي له يغني (دموع في الجنة) في حفل أقامه خصيصًا لدعم غزة، وهو يعزف على جيتار كهربائي طلي بألوان العلم الفلسطيني!

- كما أسعدني وفاجأني، أنّي ما أزال أمتلك روحًا حرّة، تستطيع أن تتنقّل بمشاعرها حيثما يبرعم الأمل وتزهر الحقيقة!

10/3/2024:
- أقف في صالة جامع (حورية) متلقّيًا التعازي بوفاة (ي. د) زوج أختي الصغرى، عن عمر لا يزيد عن /46/ سنة. باحتشاء قلبي حاد، أخبرني صديق عائد من أمريكا بأنّه يدعى هناك: (صانع الأرامل). ورغم وجود العديد من اللوحات المعلّقة على أعمدة الصالة، تناشد المعزّين عدم المصافحة، إلّا أنّ أغلبهم يصرّون على مدّ أيديهم ومصافحتك!

- أيد باردة أيد ساخنة. أيد كبيرة أيد صغيرة. أيد قوية أيد واهنة! ولكن العيون جميعها مطفأة، الوجوه جميعها تعبة، الأجسام مهدودة، الكثير منهم يحودون في مشيتهم، يرتدون ثيابًا، لا على التعيين، مهدلة كالحة، أي شيء يدفئهم، يسترهم! آه يا أخوتي.. آه يا أهلي.

- يكبر البشر ويتحوّلون وهم يقتربون من الموت إلى كائنات شمعية، أو قل إلى تماثيل من شمع! تتحرّك ولكن بوهن وبطء.

11/3/2024:

- رغم أنّي شديد التحسس بشأن استعادة السينما الأمريكية والأوروبية على السواء، موضوع المحرقة النازية لليهود، دون كلل أو ملل أو خجل! وبقصص من توليد الخيال على نحو واضح، ومن حشر المظلومية اليهودية في كل قضية كبيرة أو صغيرة. كما في فيلم (أوبنهايمر) الفائز الأكبر في جوائز الأوسكار لهذا العام، الذي يبدو وكأنه لا علاقة له مباشرة بهذه القضية، إلّا أن يدور برمته على خلفية العلاقة المعقدة للعالم أوبنهايمر مع اليهودية كديانة، وصدامه مع شخصية يهودية أخرى هي لويس ستراوس رئيس لجنة الطاقة الذرية الأمريكية ورئيس المتحف اليهودي في مانهاتن تلك الآونة! إلّا أنّي سررت بالخطاب الذي ألقاه جوناثان جلايزر مخرج (منطقة اهتمام) الحائز على جائز أفضل فيلم دولي: "جميع الخيارات التي اتخذناها يجب أن تعكس توجهنا في الحاضر. ليس لأجل أنّ نقول: انظروا ما فعلوه في الماضي. بل بالأحرى: انظروا ما نفعله الآن. نقف هنا كأناس ينكرون يهوديتهم ومحرقتهم التي اختطفها الاحتلال، وأدّى إلى موت الكثير من الأبرياء. سواء ضحايا /7/ أكتوبر الإسرائيليين، أو الهجوم المستمرّ على غزّة.. جميعنا ضحايا هذا التجرّد من الإنسانية، السؤال.. كيف نقاوم؟". بعدها واجه جلايزر عاصفة من الانتقادات والتهجمات!

"الكلب لا ينتظرك حتى تلتقط له صورة"، تصوير منذر مصري 


12/3/2024:

- حزني لوفاة زوج أختي، وحزني الأشدّ على صغيرته ذات السنتين، المتعلّقة به تعلق الروح بالجسد! أعاقني عن كتابة مقالي لضفة ثالثة في موعده المحدد. فأرسلت عوضًا عنه بعض القصائد غير المنشورة سابقًا من مجموعتي (تجارب ناقصة – 2019) الصادرة عن دار الأدهم في القاهرة. والتي تبيّن لي من خلالها أنّ ما يصدر في مصر، يبقى في مصر، وبالكاد يصل، حتى خبر إصداره، إلى خارجها! ما ليس متوقّعًا من موقع ضفة ثالثة، أنّه عندما تكون المادة المنشورة شعرًا أو قصّة، لا تستحقّ أجرًا! كما كان ولا يزال معتمدًا في أغلب المواقع العربية، وليس كلّها، لحسن الحظ! السؤال هنا: "لماذا؟ لماذا يستحقّ كاتب المقال عن أيّ شيء، وربما كان عن قصيدة أو قصة، أجرًا أو مكافأة نقدية؟ بينما الشاعر أو القاصّ لا يستحقان شيئًا من هذا على كتابتها ونشرهما، ما ينبغي أن يعدّ أندر وأهم، لأنه، شئنا أو أبينا، يقع في خانة الابداع! أم ربما يعتقد أن القصيدة أو القصة القصيرة لا تأخذ من وقت الكاتب وجهده سوى القليل، يكتبها وهو يكش الذباب عن وجهه، بينما المقالة تقتضي عمل أسابيع وأشهر. أم ربما يظنّ أنه يمكن لأيّ أنسان، رجل امرأة طفل، متعلّم أو غير متعلّم، أن يكتب قصيدة أو قصّة، أما المقالة فلا يقدر عليها إلّا عبادنا الصالحون!

13/3/2024:

- خبر: "الأطباء السوريون يحتلّون المركز الأوّل في ألمانيا ويتفوقون على أطباء كل الجاليات الأجنبية فيها!" مبارك يا شباب! ينبسطوا من كانوا السبب!

14/3/2024:

منذريوس: احزر من يتحدث معك؟

بولس: كأنّي أعرف الصوت.. ساعدني قليلًا.

منذريوس: معك أهمّ شاعر حديث في سوريا.

بولس: من؟.... نزار قباني؟

منذريوس: .... نزار قباني! نعم نعم نزار قباني يتحدث معك شخصيًّا!

15/3/2024:

- وقفت على شرفة بيتي أتأمل الظلمة الشديدة التي تغطي المكان بكل تفاصيله وتجعله صفحة سوداء كالحة، ما عدا بقعة ضيقة في السماء ينيرها ضوء قمر تكاد تحجبه كاملًا الغيوم الكثيفة. فإذ أسمعني أصرخ: "اللـه نور السماوات والأرض. وأنتم ظلام السماوات والأرض!".

18/3/2024:

بولس: لا أرى في قصيدتك الجديدة شعرًا سوى العنوان!

منذريوس: عنوان جميل كهذا.. يكفي.

19/3/2024:

- للمرة، لا أدري كم! كلما بينت موقفي من القضية الفلسطينية، ملخّصًا إياه، بأنه جزء لا يتجزّأ من موقفي من قضيتي الكبرى وهي الحرية، وكلما بيّنت أني ضدّ قيام أيّ دولة عربية، مهما كانت الأسباب، ومهما كانت الغايات، بأيّ عملية تطبيع مع، ما أصرّ على تسميته، الكيان الصهيوني المحتل، قبل إقرار حلّ عادل شامل، يقبل به الشعب الفلسطيني، يجيء أحدهم ويقول لي: "إنّك تتكلّم كالبعثيين!". لا أستطيع أن أنكر أنّه لدي مشكلة مع كلام البعثيين وشعاراتهم، ولكن، حصرًا، ليست تلك المتعلّقة بفلسطين! مشكلتي الكبرى هي مع أفعالهم.

21/3/2024:

- في اليوم العالمي للشعر، قصيدة من (داكن):

[عملي هوَ ما أقومُ بهِ

لآكُلَ وأشربَ

أمَّا الشِعرُ فهو ما أقومُ بهِ

لأحيا.

/

وأرجو ألَّا يُغيظُكَ تَعصُّبي هذا

ونُكراني

فلستُ سِوى طِفلٍ ضائعٍ يبكي

حين ينزعُ الشِعرُ كُمَّ قميصِهِ من قَبضتي

ويخرُجُ لقَضاءِ إحدى حاجاتِه.

/

ولكنّني كما تقولُ

أمتلِكُ عن الشِعرِ مَفهومًا مُشوشًا أشعثَ

وهذه حقيقةٌ أعترِفُ بها

ولا أدري ماذا يدفعُني

للفَخرِ

بكوني كذلك..] 18/7/1982.

25/3/2024:

- أخرج علبة سجائره وسألني: "هل تدخّن؟". أجبته: "لا ولكن لا مشكلة إذا دخّنت بقريي!". فأوضح قائلا: "كنت أسألك لأعرف إذا معك قدّاحة؟".

26/3/2024:

- وأنا أدفع ثمن البنطال الجديد، يرنّ هاتفي النقاّل. ما يطرح عليّ السؤال: "ما فائدة شرائي بناطيل جديدة ولا أحد يتّصل بي سوى زوجتي؟".

- تسألني حفيدتي، ما إذا كنت صائمًا؟ أجيبها: "نعم صائم، ولكن ليس عن الماء، ولا عن الدواء، ولا إذا ما جلست في مقهى مع أصدقاء عن كوب شاي ساخن من دون سكّر! لأن السكّر يفطّر على ما أعتقد!". أضحك. تصيح مندهشة: "ما هذا جدووو؟" واسمحوا لي أن أعطي ما قلته لتوي صفة المطالبة العلنية إلى هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ليصدروا فتوى رسمية صريحة تقضي بجواز ذلك، ما عدا الشاي إذا رغبوا بالتدرج، بالنسبة لمن وصلت أعمارهم إلى الستين وما فوق، وبأقرب وقت!

27/3/2024:

- وكأنّه ليس مطلوبًا منّا، نحن السوريين، أو العرب عمومًا، أن نشعر بالتعاطف الكافي، الواجب، تجاه ضحايا الهجوم الإرهابي الذي تعرضت قاعة كروكس الموسيقية غرب موسكو في 22/3/2024، فعلى قول المثل: "ما فينا كافينا"! ولكن ماذا عمّا ندّعيه من إنسانية؟ ماذا عن الإنسانية التي نطالب الآخرين أن يظهروها تجاهنا؟ تجاه مأساتنا نحن السوريين، ونحن الفلسطينيين؟ أليست الإنسانية واحدة!

- وكأنه أيضًا ليس مهمًّا أن نصدّق أو لا نصدّق أنّ تنظيم (داعش) الذي أعلنوا القضاء عليه أكثر من مرًة، هو المسؤول عن الهجوم! علمًا بأنّ المسلحين الأربعة لم يضعوا إشارة، لم يرفعوا راية، ولم يطلقوا صيحة! ولكن لماذا روسيا؟ ولماذا في هذا الظرف؟ السيد بوتين نفسه كان آخر من يصدّق أن شيئًا كهذا يمكن أن يحدث، عندما وصف تحذيرات سفارتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة بأنها مجرّد ابتزازات!

- لا أدري ماذا يعني هذا، ولكني شخصيًّا عبرت عن حزني وتعاطفي بتغريدة على التويتر، كما أسرعت واطمأننت عن سلامة عائلتي صديقين لي يحيان في موسكو!

28/3/2024:

- كتب صديقي (ع. م) يتنبأ بما سيحل بالسوريين في الأيّام القادمة: "الشعب المتبقي تحت سيطرة النظام يأكل بعضه بشراسة أكثر من قبل.. بحيث تتقلب الطبقات فوق بعضها كما في طنجرة يغلي فيها الطبيخ". رددت: " صورة أخرى للجحيم باعتباره طنجرة بدل مقلاة! السوريون يا أمير الرحمة، يحتاجون من يشد بأزرهم، من يمدّ لهم يد المساعدة، معنويًا على الأقل. يعيشون على ذلك البصيص، تلك الذؤابة الخافتة، المرتعشة، من الأمل، التي لا همّ للبعض إلّا أن ينفخوا عليها ليطفئوها.
- جاء السنونو. ما يزال السنونو يجيء لسورية. آه لو تعلمون ماذا يعني لي ذلك".

29/3/2024

منذريوس: أشعر بأنّي وصلت إلى مرحلة الوداع للحياة.

بولس: تقول هذا، والبارحة ابتعت بنطالًا جديدًا.

منذريوس: حسنًا، أودّع الحياة ببنطال جديد.. ما المشكلة؟

31/3/2024:

- وأنا أحاول تقويم رأس الغطاء النحاسي المطعم بالفضة لعلبة الأزرار، كسرته! طبعًا هذه ليست أوّل ولا آخر مرة، يحدث، وأنا أحاول أن أصلح شيئًا ما، أخرّبه ولا يبقى لي سوى أن أرميه! أفكر أنه ربما يصحّ أيضًا القول: إنّنا، أقصد السوريين، ونحن نحاول تصليح بلدنا وتقويمه، حطمناه! والبعض منا حقيقة رماه. المشكلة بالنسبة لمن يحيون فيه، أنهم إذا رموه يرمون أنفسهم معه!

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.