}

في نبش ذاكرة فلسطين السينمائية

سينما في نبش ذاكرة فلسطين السينمائية
فيلم "البكرة رقم 21 أو استعادة التضامن" ولقطة منه

 

في فيلمه الوثائقي الجديد "البكرة رقم 21 أو استعادة التضامن" (2023) يعود المُخرج الفلسطيني مُهند اليعقوبي (مواليد 1981) لاستكمال ما بدأه في فيلمه الوثائقي السابق "خارج الإطار أو ثورة حتى النصر" (2016)؛ حيث النبش في أضابير الأرشيفات السينمائية، حول العالم، بحثًا عن مواد فيلمية فلسطينية، مجهولة، أو ضائعة أو منسية أو شبه تالفة، ليُعيد إحيائها والربط بينها، رغم اختلاف جودتها ومُناسباتها ومُقارباتها وتواريخها، لتُشكل معًا، الإطار تلو الآخر، لوحات فسيفسائية نابضة بالحيوية. وهي تُساعدنا على ترميم شروخ ذاكرتنا الجمعية، وتنشيط ما تاه في تلافيفها وطواه النسيان بفعل الزمن وقسوته. كما تُذكرنا، من ناحية أخرى، ببنية ونهج وتاريخ السينما النضالية الفلسطينية التي قامت على أكتاف فلسطينيين وعرب وأجانب. وتُطلعنا على محطات في رحلة تطوّر هذه السينما، وكيفية تناولها للقضية الفلسطينية، بعيدًا عن أي عوامل فنيّة أو جمالية.

عبر سرد بصري مُتقن ومُتسلسل، وترك مساحة كاملة للصور والمشاهد واللقطات لتروي للمُتلقي، عبر المُونتاج، التغريبة الفلسطينية، وبلا توضيحات، أو تدخلات، أو مُقابلات، أو تعليق صوتي من جانب المُخرج، يتوقف الفيلمان أمام محطات جد مُهمة ومُختلفة وفارقة في عمر القضية الفلسطينية. وباستعراض أطنان هائلة من المواد الوثائقية التي نجح المُخرج في تجميعها من صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وأفلام قصيرة، روائية أو وثائقية، يُعيد تذكيرنا، أيضًا، ببعض ما تم إنجازه من شرائط، خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات تحديدًا، قُدِّرت بأكثر من مئتي فيلم، وطواها النسيان أو الإهمال أو الضياع. حتى وإن غلب على هذه المقاطع أو الأفلام، بعض الركاكة أو الضعف، فنيًا وإنتاجيًا وإعلاميًا، وربما حتى المُباشرة، والدعائية، والخطابية العاطفية، المدفوعة قطعًا بنوايا حسنة لم تهتم كثيرًا بالإجادة الفنية بقدر اهتمامها برفع صوت القضية قدر المستطاع وإيصالها عالميًا.

في الفيلمين ينتهج مُهند اليعقوبي الدرب التقني والفني والأسلوبي نفسه تقريبًا


ثورة حتى النصر

"خارج الإطار أو ثورة حتى النصر" (2016، 100 دقيقة) فيلم عن "شعب يبحث عن صورته"، كما يُشير الملخّص. يذكر اليعقوبي المُخرج السويسري المعروف جان لوك غودار وفيلمه "هنا وهناك" كمصدر إلهام، وكدعوة إلى رؤية الثورة الفلسطينية بإطار جديد، وعين مُغايرة. من هنا، قضى مُهند سنوات وسنوات في تجميع مواد أفلامه – ربما في استلهام لتقنيات أفلام غودار الأخيرة– والسفر حول العالم بحثًا عن بكرات أفلام فلسطينية منسيّة في مُؤسسات احتفظت بها في أرشيفاتها الخاصة، مثل أرشيف الحزبين الشيوعي الفرنسي، والشيوعي الإيطالي، وفي بلدان مثل أستراليا، وبريطانيا، والأردن، وغيرها.

يُركز الفيلم على ما يُعرف بـ"سينما النضال" الفلسطينية. مُصطلح استخدم بخصوص الأفلام المُنتجة حول الثورة الفلسطينية بعد منتصف الستينيات، وخلال السبعينيات، وأوائل الثمانينيات، ومثلت نموذجًا لشعب يُناضل لاستعادة أرضه من خلال الصورة، وعكست تلك الأعمال نضال الشعب الفلسطيني، وقتاله من أجل حريته وعدالة قضيته. يستعرض الفيلم لقطات من أعمال مجهولة بالمرة من الأرشيف الفلسطيني. حيث نرى مثلا حافلات الفلسطينيين التي أقلّتهم من الضفة الغربية، بعد عبور جسر اللنبي، إلى الشتات على وقع حرب 1967. تمر الكاميرا باللونين الأبيض والأسود على مُخيمات اللجوء. ولا تغيب عن رصد مُعسكرات تدريب الفدائيين. إضافة إلى مشاهد لافتة من مدرسة فلسطينية يسأل فيها المُعلم طلابه عن غاية حمل السلاح، فيجيب أحدهم: لاسترجاع وطننا فلسطين. ويقول الآخر: ولو بقوة السلاح. وحين يسأل عن شعار الفلسطينيين من أجل تحرير بلادهم يرد آخر: "ثورة حتى النصر".

الفيلم المُهدى إلى أحد رواد السينما الفلسطينية، مصطفى أبو علي، يستعرض أيضًا ملامح من حياة الفلسطينيين في الشتات، وكذلك انخراط الأفراد في الاستعداد للمُقاومة، بكل أنواعها. كذلك، حلقات التعليم والتثقيف والتدريب. ومُقابلة مع المُناضلة ليلى خالد، تتحدث فيها عن تعليم النساء وإكسابهن مهارات مهنية وعلمية. وأخرى مع الزعيم ياسر عرفات يتحدث فيها عن النضال لاسترجاع فلسطين. واستعراض أسباب حمل السلاح، مرورًا بالتصريحات العسكرية الرنّانة، والأغاني الفلسطينية والأعراس، والشعارات الحماسية، وغيرها. ومن بين الأفلام التي اعتمد عليها اليعقوبي في نسج فيلمه: "لحن لأربعة فصول" لعدنان مدانات. و"ثورة حتى النصر" لنيوز ريل. و"عدوان صهيوني" لوحدة أفلام فلسطين، وكلها إنتاج عام 1973. و"المُضطهدون دائمًا على حق" (1975) لنيلز فيست. و"الفلسطينيون" للهولندي جان فان دير كيوكين، و"شجرة الزيتون" لجماعة سينما فانسان عام 1976.


إحياء التضامن

قليلة هي الجهود المبذولة لدراسة العلاقات التضامنية التي نشأت جراء تفاعل العالم والقضية الفلسطينية. ولعل النبش عن ودراسة أفلام فترة التضامن هذه، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يُسلطان بعض الضوء على دور المُخرجين والمُنتجين السينمائيين الذين شاركوا في دعم الفلسطينيين. ومن ناحية أخرى، يُساعدان على فهم أسباب هذا الدعم، وربما أسباب خفوته أو انحساره الآن، وكيفية استعادته. وذلك أسوة بالتجربة اليابانية الفلسطينية، ومجموعة أفلام طوكيو، التي كانت نواة لإخراج مُهند اليعقوبي لفيلمه الوثائقي، "البكرة رقم 21 أو استعادة التضامن". وهو بمثابة خُلاصة لمجموعة أفلام مجهولة ومنسية ومُهملة، عَثَرَ عليها مُهند، بمحض الصُدفة، لدى سيدة يابانية تُدعى آوي تانامي. وكانت في الأصل في عُهدة مكتب "مُنظمة التحرير الفلسطينية" في طوكيو. وليس معروفًا، على وجه الدقة، كيف جُمِّعَت هذه الأفلام ووصلت إلى منزل آوي تانامي. وبقيت هناك لعقود طويلة.

في الفيلم، لا تظهر السيدة، ولا نرى وجهها تقريبًا، فقط نسمع بعض الأصوات تتحدث بإنكليزية بسيطة، مُستعرضة مجموعة من الأرفف والصناديق التي احتوت على مُلصقات، وكتالوجات، وقصاصات صُحف، وكُتب، وعشرين بَكَرَة أفلام بحجم 16 ملم و35 ملم، ظلت في عهدة السيدة تانامي. القاسم المُشترك بين هذه الأفلام أنها مصحوبة بترجمة ومُقدمات أو تعليقات صوتية باللغة اليابانية. وقد نقلت مجموعة الأفلام هذه من طوكيو إلى "الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة" في جنت ببلجيكا، حيث جرى ترميمها، وتوثيقها، ورقمنتها، ونُشرت ترجمة نصوصها إلكترونيًا، ويُمكن الاطلاع على هذه النصوص عبر هذا الموقع (www.tokyoreels.com).

يُفتتح فيلم "البكرة رقم 21 أو استعادة التضامن" بمشاهد لمُظاهرات حاشدة في شوارع طوكيو، مُناهضة لاتفاقية اليابان وأميركا سنة 1960. نتابع تطور الخطاب اليساري في اليابان، والتضامن والقضية الفلسطينية. ومن ثم، التقارب الياباني الفلسطيني. وهو ما يُؤكده ظهور ياسر عرفات مُوضحًا طبيعة الترابط بين مُنظمة التحرير والجيش الأحمر، وكيف أن لدى الاثنين نفس الرغبة في الحُريّة والتحرر. وشارحًا لنهج فلسطين الراغبة في السلام، وفي حمل السلاح أيضًا. والفرق بين اليهود والصهيونية... إلخ. وهو تقريبًا نفس ما عبَّرَ عنه الكاتب والشاعر كمال ناصر، في حوار قديم معه، قُبيل اغتياله.

الأفلام النادرة التي اعتمد عليها اليعقوبي في نسج جديده تعود إلى سبعينيات القرن الماضي ومنتصف ثمانينياته. وكانت قد وصلت إلى اليابان على دفعات بين سنتَي 1967 و1982، ومنها أفلام وثائقية وأُخرى روائية قصيرة عن الثورة الفلسطينية، بعضها أنتجته "مُؤسسة السينما الفلسطينية"، التابعة لمُنظمة التحرير الفلسطينية. بينما كان البعض الآخر من إنتاج جهات أُخرى، مثل وكالة الأمُم المُتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فضلًا عن مُنتجين من دول كاليابان والأردن ومصر ولبنان والنمسا والكويت والعراق والولايات المُتحدة الأميركية.

وأبرز ما اعتمد عليه اليعقوبي في نسج عمله، فيلم المخرج مصطفى أبو علي، "مشاهد من الاحتلال في غزة" 1973. وكان أحد أوائل الأفلام عن قطاع غزة أو "صداع إسرائيل الدائم" بحسب التعليق الصوتي في الفيلم. وآخر، يظهر للمرة الأولى بعنوان "يوم الأرض" 1983، وهو فيلم مفقود لغالب شعث، صُوّر خلال الذكرى الأولى ليوم الأرض في سنة 1977، في الجليل. كذلك فيلم "الحرب في لبنان" (1976)، لبكر الشرقاوي، ويتناول حرب السنتين في بيروت (1975 – 1976)، وتقسيم المدينة إلى شرقية وغربية. وبعض الأفلام ذات إنتاج ياباني كالوثائقي "بيروت 1982"، عن حياة الفلسطينيين في بيروت والمُقاومة بعد مذبحة صبرا وشاتيلا. و"القُنيطرة: موت مدينة"، إنتاج المملكة المتحدة ووكالة السلام الأميركية 1974، ويُوثق تحقيق الأمُم المُتحدة عن الجرائم المُروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في القُنيطرة، إثر احتلال الجولان السوري سنة 1967، وكان سكان القنيطرة آنذاك 53000 نسمة تقريبًا.

في الفيلمين ينتهج مُهند الدرب التقني والفني والأسلوبي نفسه تقريبًا. في بداية الفيلم، وقبل الدخول في صلب استعراض المشاهد الأرشيفية، يشرع المُخرج في "مختبره"، في تجهيز ماكينات عرض الأفلام، يكتب ملاحظات تستعرض ما على الشاشة، يُغيّر بكرات الأفلام، يُصوّر لقطات لليدين والبكرات والشاشات والماكينات. ثم يتركنا أمام الصور واللقطات القديمة، لا يتدخل سوى في التقطيع والتسلسل. لا يُضيف الكثير من التفاصيل على شريط الصوت، ولا يُقدّم الكثير من الإرشادات، كالتواريخ أو الأسماء أو الأماكن أو السياقات، فالمُشَاهِد بمُفرده، مُتسلحًا بخياله وذاكرته وبصيرته، يقف أمام هذا الجهد الأرشيفي الهائل.

المُثير في الأمر أنه بعد مُشاهدة الفليمين يتبين، على نحو جلي، كيف أن الأحداث التاريخية والمشاهد واللقطات وغيرها لقتل البشر والفتك بهم، لا سيما في صبرا وشاتيلا أو تل الزعتر أو القُنيطرة أو كفر شوبا والنبطية، وغيرها من أمور جرى استعراضها، مثل التهجير إلى الضفة أو المُخيمات واللجوء إلى المدارس وبنايات "الأونروا" ودور العبادة غيرها، تستدعي إلى الأذهان وبقوة، المشاهد اليومية الصادمة والمُحزنة القادمة من فلسطين، وبالأخص المشاهد المُرعبة الآتية من غزة، حيث القتل والتدمير والتخريب والتجويع والتنكيل بالبشر، وكأننا فقط نستعيد مُجددًا نفس المآسي التي حدثت مُنذ عقود، وعايناها في هذه المشاهد واللقطات الفيلمية القديمة، لكننا نراها حاليًا بالألوان وعلى الهواء، مُباشرة، وليس على أشرطة فيلمية.

الأفلام النادرة التي اعتمد عليها اليعقوبي في نسج جديده تعود إلى سبعينيات القرن الماضي ومنتصف ثمانينياته


أرشيفات تائهة

يُمكن تتبع المسار الزمني لتاريخ السينما الفلسطينية في ثلاث مراحل. مرحلة ما قبل النكبة، تلك السينما التي ولدت في ثلاثينيات القرن الماضي في مدينة يافا، وتوقفت مع النكبة، لتبدأ الحقبة الثانية مع نهاية الستينيات تقريبًا، مرحلة الثورة الفلسطينية، وتنتهي في مُنتصف الثمانينيات، مع ولادة المرحلة الثالثة للسينما الفلسطينية المُعاصرة، المعروفة للجميع تقريبًا. المرحلة الأولى تحديدًا مجهولة نسبيًا، ويشوبها الكثير من الغموض وتضارب المعلومات، ونُدرة الأفلام. أما المرحلة الثانية، فقد انقسمت إلى مرحلتين تقريبًا، الأولى الثورية (1968 – 1974)، والثانية من (1974 – 1982) فترة القبول بالحلّ السلمي. ورغم غزارة الأفلام المُنتجة، إلا أن الكثير منها لا يزال يُعاني الضياع أو النسيان أو الإهمال أو التشتت.

وبالرغم من الجهد المشكور الذي بذله المُخرج والمُؤرخ والناقد العراقي قيس الزبيدي في كتابه المرجعي "فلسطين في السينما"، ورصد فيه مُعظم ما التقطته الكاميرا عن فلسطين خلال قرن تقريبًا، منذ عام 1911 وحتى 2005، ويُقدر بنحو 800 فيلم، شارك في صُنعها فنانون مُختلفو الجنسيات، من فلسطينيين والوطن العربي وأجانب، وتوزعت بين الأفلام الروائية والتسجيلية، الطويلة والقصيرة، إلا أن أغلب هذه الأفلام لا يُمكن الوصول إليها بسهولة. كما أنها ليست مُؤرخة ومُؤرشفة ومُعالجة على نحو جيد، ناهيك بإتاحتها للجمهور العادي، بل والأدهى ضياع الكثير منها، أو العثور المُفاجئ على بعضها، بين الحين والآخر، إما بمحض الصدفة أو بفعل جهود بحثية صادقة.

مثلًا، اكتشف مُهند اليعقوبي في روما وجود نحو 200 بكرة أفلام، طولها 150 كم، صوّرتها "وحدة أفلام فلسطين" في العامَين الأولين من الحرب الأهلية اللبنانية، جرى تهريبها إلى إيطاليا سنة 1977 لضمان سلامتها. أيضًا، في الأرشيف الاتحادي في برلين، ذكر لي الناقد قيس الزبيدي أنه أودع ما يمكن أن يطلق عليه نواة أرشيف أفلام فلسطيني، لكن، على حد علمي، لم ولا يُعرض للجمهور. كما جرى تجميع العديد من الأفلام التي كانت في سفارتي فلسطين في عمان والقاهرة. ومُؤخرًا، جمع "سينماتيك تولوز" مجموعة من الأفلام، من نهاية الستينيات حتى بداية الثمانينيات، وقام بحفظها ورقمنتها، وحتى عرضها مُؤخرًا في معهد العالم العربي، في باريس. أغلب هذه الأفلام إنتاج وحدات عدة لصناعة الأفلام. منها وحدة أفلام فلسطين، وجماعة السينما الفلسطينية، ومُؤسسة السينما الفلسطينية، ومُؤسسة صامد للإنتاج الفني، واللجنة الفنية التابعة للجبهة الديمقراطية، ولجنة الإعلام المركزي، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. والبعض الآخر، إنتاجات دولية بتوقيع مُخرجين من جنسيات مُختلفة، وشارك بعضها في مهرجانات سينمائية، وحُفِظَ ضمن أرشيف هذه المهرجانات.

الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول الحجم الفعلي لهذه الإنتاجات. ما طمس مُنها فعلًا، والموجود فعليًا حول العالم. أيضًا، عن ضرورة حصر، واستعادة وترميم وحفظ، ومن ثم، إتاحة كل هذا للعرض وللباحثين. صحيح أن أغلب هذه الإنتاجات يتسم بالركاكة أو الخطابية أو المُباشرة، إلا أنها كتأريخ وكأرشيف، تُعبر مادة غاية في الأهمية فيما يتعلق بكل ما يُمت بصلة للذاكرة الفلسطينية، ومراحل تطورها بصريًا. وبالرغم من أن الإحصاءات تُشير إلى نهب وطمس وتدمير دولة الاحتلال، حتى وقت اجتياح بيروت عام 1982، قرابة الأربعين ألف فيلم، وأكثر من مليوني ونصف مليون صورة فوتوغرافية، ومئة ألف تسجيل صوتي تقريبًا، وأكثر من أربعين ألف خريطة من الأرشيف الفلسطيني، إلا أن السؤال المُهم فعلا هو: أثمة ضرورة لإعادة تكوين وإرجاع الأرشيف الفلسطيني إلى مكانه الطبيعي أو الأفضل أن تبقى مواده، وبخاصة الأفلام، مُنتشرة في عدة أماكن حول العالم وألّا تتمركز في بلد بعينه، تحت سيطرة جهة بذاتها، كي تبقى مُتاحة أمام الجميع؟

مُبادرات تجميع الذاكرة المرئية

يُذكر أن هناك مُنصات عديدة على شبكة الإنترنت، مُهتمة فعلا ومُخلصة حقًا، مُختصة بالأرشيف المكتوب والمسموع والمرئي (صور فوتوغرافية). تُتيح لزوارها الاطّلاع على موادها، إلا أن هذا الخيار ليس مُتاحًا دومًا لدى المنصات القليلة المعنية بحفظ وجمع أرشيف السينما الفلسطينية، وذلك لعدة أسباب، منها عائد إلى الجهات صاحبة الحقوق. وقد تكون هناك أسبابٌ تقنية ومادية مُتعلقة بترميم وتحويل هذه المواد رقميًا، ورفعها على الإنترنت. كما أن المُتوفر منها قليل ومُتواضع في مواده، وبحاجة إلى تسويق وترويج ودعم مادي أكبر، من أجل لملمة أرشيف الأفلام الفلسطيني من سينما ومواد خام مُبعثر ما بين قنوات اليوتيوب، ومعروض دون تنظيم وتصنيف، بل حتّى دون وجود مصدرٍ واضح في الكثير من الأحيان. ومع ذلك، تبقى من أبرز المنصات في هذا الصدد "مشروع أفلام فلسطين"، و"مُؤسسة الفيلم الفلسطيني".

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.