اتهم مؤسس حركة "شباب 6 إبريل"، أحمد ماهر، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم السبت، الولايات المتحدة الأمريكية بدعم القمع في مصر. وقال ماهر: إن "وسائل الإعلام المصرية تتعمد نشر أخبار عن تمرير الكونغرس الأمريكي قرارا يسمح لإدارة الرئيس أوباما بمواصلة إرسال المساعدات الأمريكية الى مصر بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد الصيف الماضي وما تبعه من مجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان".
وأضاف ماهر مستاءً "كما تفخر وسائل الإعلام الحكومية في مصر بقبول الولايات المتحدة الأوضاع الجديدة في مصر، وترحيبها بعودة العلاقات الثنائية بين البلدين، وموافقتها على الممارسات التي تشهدها الفترة الراهنة".
وتابع: "أشاد وفد من الكونغرس الأمريكي، زار القاهرة الشهر الماضي، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية بـ"شفافية الاستفتاء على الدستور الجديد واعتبره خطوة على الطريق الصحيح نحو الحرية والديمقراطية، وتعهد بالضغط لاستمرار إمداد الحكومة المصرية بالمساعدات العسكرية".
وأكمل: "رأى العالم أن الاستفتاء الأخير كان من جانب واحد، حيث سُمح للمصريين بالتصويت بـ"نعم" فقط، وتعرض كل من له رأي مخالف للقتل والاعتقال والتخوين".
وهاجم المسؤولين الأمريكيين قائلا "أذكر جيدا تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين ،الصيف الماضي، بشأن حظر القانون الأمريكي إرسال مساعدات للبلدان التي تشهد انقلابات عسكرية بدعوى أن القيم الأمريكية تمنع دعم الحكومات الديكتاتورية، وكرروا هذه النقطة أكثر من مرة قبل اندلاع مظاهرات 30 يونيو والتدخل العسكري في 3 يوليو".
وواصل هجومه "لكن المسار الحالي في مصر يتعارض مع المثل الديمقراطية للولايات المتحدة، والتصريحات الأمريكية الرسمية تتعارض مع القيم الأمريكية، الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة تدعم القمع كما دعمت نظام مبارك لمدة 30 عاما".
وتساءل: "هل زار وفد الكونغرس السجون المصرية لسماع آراء آلاف المعارضين للدستور الجديد؟ لم يسمع الأمريكيون عن مئات الشباب الذين اعتقلوا بسبب تعبيرهم عن آرائهم سلميا؟ ألم يروا تخوين الإعلام المحلي لكل من يعارض الدستور واتهامه بالعمالة لأمريكا والدعوة لاعتقاله؟".
وأكمل "هل يقبل دافعو الضرائب تمويل دولتهم القمع في مصر أم سيقف الأمريكيون الى الشعب المصري في الكفاح المستمر من أجل الحرية والديمقراطية؟
وقال: "حتى لو حكم الإخوان المسلمون مصر بطريقة خاطئة، هذا لا يعني اعتقال الجيش المصري مئات الشباب الذين شاركوا في إحياء الذكرى السنوية الثالثة للثورة في 25 يناير الماضي".
وتابع: "أعربت، في مقال نشرته "واشنطن بوست" بعد الانقلاب، عن قلقي العميق بشأن التدخل العسكري في الساحة السياسية وبزوغ فجر عهد جديد من الإرهاب في مصر وقتل واعتقال كل من يعارض النظام وينتقد القمع وتشويه سمعته بدعوى "محاربة الإرهاب"، خشيت أن أتعرض للاعتقال وأن توجه لي تهمة الإرهاب لمجرد انتقادي الانتهاكات التي تعرضت لها حقوق الإنسان في مصر".
وأكمل: "هذا ما حدث بالضبط؛ حيث تم اعتقالي نهاية نوفمبر الماضي، وصدر حكم بسجني وناشطين آخرين، محمد عادل وأحمد دومة، نهاية ديسمبر، في زنزانة انفرادية ودفع كل منا غرامة 50 ألف جنيه مصري، لاعتراضي علانية على قانون التظاهر الجديد. هذا هو الانتقام السافر من قبل النظام خلال الثورة التي كان لي وغيري من أعضاء حركة "شباب 6 أبريل" شرف المساعدة في الدعوة إليها عام 2011"، أضاف ماهر.
واتهم الجيش المصري بـ"الانتقام من أي جماعة أو حركة كان لها دور في ثورة 25 يناير التي أسفرت عن سقوط نظام مبارك"، "ربما يكون اعتقالي مفيدا ليدرك الجميع أن السلطات العسكرية في مصر لا تحترم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن نظام مبارك يعود إلى السلطة ومعه شبكات الفساد والقمع كما لو أن ثورة لم تقم"، أكد ماهر.
وقال ماهر -المحتجز في سجن ليمان طره: "أكتب من سجن يخضع لحراسة مشددة، معزول عن العالم، ألقي معاملة إنسانية، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد السجناء، إننا محرومون من الملابس في هذه البرودة القارسة ومن الأغطية والعلاج كذلك"، مشيرا إلى أن "السجناء الجدد لا ينتمون لجماعة الإخوان، لكنهم أعضاء في حركات ثورية ليبرالية التوجه كل جريمتهم أنهم عارضوا الممارسات العسكرية القمعية التي تنتهك حقوق الإنسان".
وأضاف: "كما سُجن أيضا صحفيون أجانب كانوا يقومون بأداء عملهم، أما وسائل الإعلام المصرية فهي تخضع لسيطرة الجيش وتتعمد تشويه سمعتنا دون السماح لنا بالرد. نرفض اتهامنا بالاستقواء بالخارج، وسائل الإعلام المصرية تواصل تشويهها للحركة وسارعت باتهامنا بتحريض الولايات المتحدة ضد السلطة الحاكمة في مصر"، هذا ما قاله عضو المكتب السياسي للحركة، محمد كمال، في تصريحات خاصة لـ"الجديد".
وتابع: "لم تكن تلك المرة الأولى التي تنشر فيها "واشنطن بوست" مقالا لماهر، وهي التي طالبت بنشر إحدى رسائله المسربة من سجن "ليمان طره" نظرا لاهتمامها بقضية المعتقلين في مصر، خاصة قضية ماهر".
وأكمل: "نعاني من حظر ظهور نشطاء الحركة وغيرهم من معارضي الانقلاب في وسائل الإعلام المصرية الحكومية والخاصة، كان علينا إيجاد قنوات بديلة لفضح الانقلاب أمام الرأي العام الدولي".
وواصل: "الانقلاب لا يتورع عن قتل وسجن وسحل معارضيه، ويستجدي الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم لكي تعترف به، اعتدنا على الموقف الرسمي لأمريكا التي دعمت مبارك حتى تيقنت من قرب سقوطه حتى طالبته بالرحيل".
وأضاف ساخرا: "وهو ما حدث مع مرسي الذي اضطرت الى قبوله لضمان حماية أمن إسرائيل، وكان موقفها غير واضح من الانقلاب حتى تم الاستفتاء على الدستور وبعدها أعلنت موقفها الداعم للسلطة الجديدة في مصر على الرغم من انتهاكها حقوق الإنسان الذي تدعي أمريكا حمايتها".
كاتبة وباحثة لبنانية