نصر الله يبرئ "نوايا" باسيل ويرفض دور الحكم

نصر الله يبرئ "نوايا" باسيل ويرفض دور الحكم مؤكداً: ذاهبون إلى شدّ الأحزمة

25 يونيو 2021
نصر الله يرد على اتهامات وجهها إليه مقرّبون من دائرة رئيس الجمهورية (Getty)
+ الخط -

تحدث أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، في كلمةٍ اليوم الجمعة، عن ملفاتِ لبنان الداخلية، ملبياً نداء رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل "الحكومي" بعد تفنيده و"تصحيحه" وتبرئة النوايا منه.

وخصص نصر الله، في كلمته، مساحة كبيرة لرد اتهامات وجهها إليه مقرّبون من دائرة رئيس الجمهورية وصهره في ظلّ الصراع الدائر مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري.

وقال نصر الله: "بدأنا بتلبية دعوة باسيل، وهناك جهد مبذول لاستكمال النقاش واستمرار مبادرة بري رغم السجال الذي حصل وأثر بعض الشيء على مفعولها، ولكننا قدّمنا وسنقدم أفكاراً جديدة لمعالجة النقاط التي ما تزال عالقة بغية الوصول إلى مكانٍ مرض للرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري".

وأكد نصر الله أن هناك أموراً جرى الاتفاق عليها مثل أن يكون عدد الوزراء 24 وزيراً بدلاً من 14 أو 18، الذي كان يتمسّك به الحريري، وكذلك على توزيع الحقائب كأحزاب وطوائف وهناك عقدة الوزيرين المسيحيين لم تحلّ بعد، ونقاط أخرى نعمل على التوافق حولها. 

وشدد على أنه "حصل التباس حول مسألة 3 ثمانيات الوزارية لدى بعض الأصدقاء وصوّرت كشكل من أشكال المثالثة التي تنعكس إحساساً بالخطر بوجود أعرافٍ جديدة لتغيير النظام، وهو ما لم نفكر فيه كما أنه خارج عن أدبياتنا".

وتوقف نصر الله عند ردود الفعل السريعة من بعض القوى السياسية، خصوصاً في بعض الوسط المسيحي على حدّ قوله (غامزاً من قناة حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع) التي "وصلت إلى حدّ الشتيمة والتكفير السياسي واستخدام اللغة العنصرية والبغيضة".

وشدد على أن "باسيل لم يستخدم كلمة تفويض ولا تسليم أمر، بل كل ما في الأمر، وهو طبيعي، أنه طلب الاستعانة بصديق أو حليف كما سبق أن استعنّا برئيس البرلمان".

وأوضح نصر الله بعض الملابسات التي وردت في نداء باسيل، أبرزها استخدامه عبارة الحكم، معتبراً أن "المقصود منها التأكيد فقط على الثقة، فالحكم يحتاج إلى قبول الطرفين وتسليمهما وهذا غير مطروح".

 كما شدد على ثقته بأن باسيل لا يقصد من الدعوة الإيقاع بين "حزب الله" و"حركة أمل" (يتزعمها بري)، و"هو أراد الاستعانة بصديق وينظر إلى وجود أزمة صعبة، ونحن نريد أن نمدَّ يد المساعدة".

والعبارة الثانية، على حدّ قول نصر الله، مرتبطة بقول باسيل "أنا أقبل بما تقبل به"، مشيراً إلى أن "لا قوة سياسية في لبنان تقبل لنفسها ما يقبل به "حزب الله"، والحزب له موقعه وأولوياته مختلفة".

وقال باسيل الأسبوع الماضي: "أريد الاستعانة بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله، لا بل أكثر، أريده حكماً وأئتمنه على الموضوع... أنا لا أسلّم أمري ومن أمثّل إلى السيّد حسن، بل ائتمنه على الحقوق. هو يعرف أنّنا مستهدفون، وكل شيء يحصل هو للنيل منا، ويعرف أننا تنازلنا بموضوع الحكومة عن أمور كثيرة".

وتوجه إلى نصر الله بالقول: "أعرف أنك لا تخذل الحق ومن دون أن أحملك أي عبء، أقبل بما تقبل به أنت لنفسك، هذا آخر كلام لي بالحكومة".

كذلك، سرد نصر الله بعض الوقائع السياسية – الحكومية ليؤكد بأنه وقف إلى جانب رئيس الجمهورية وفريقه مدافعاً عن صلاحياته، وأنه شريك في تشكيل الحكومة، وكذلك عن المقاعد الوزارية التي يستحقها، ورفضه أن يتحول عون إلى "باش كاتب"، موجهاً رسالته إلى فريق الرئيس اللبناني وصهره "بأننا في الأزمة الحكومية حيث يكون الحق كنا وسنكون".

ومرّ نصر الله على "حملات التحريض الأميركية والمحلية" التي تتهمه بالتعطيل حكومياً مع حليفه الإيراني والوقوف عائقاً أمام تقوية الجيش، إذ حرص على رفع حدّة الردّ لدرجة وصف بعض الأفرقاء السياسيين المعارضين بـ"الكتبة وأدوات الخارج وقبضة الأموال"، مذكراً بـ"المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة"، وبأن "الحزب يريد تقوية الجيش، بعكس الإدارة الأميركية التي تمنع وصول الكثير من المساعدات الحقيقية إليه من دول المنطقة".

وأكد نصر الله أيضاً أن الأميركيين يسعون إلى "رهن الملف اللبناني بالمفاوضات مع إيران التي ترفض ذلك وتصر على حصرها بالملف النووي".

وعرّج على مسألة قطع الطرقات التي أدرجها ضمن خانة "طوابير الذل" التي تضاف إلى طوابير الدواء والوقود، معدداً وسائل أخرى يمكن للمحتجين اللجوء إليها، منها العصيان المدني والإضراب، لاعباً من جديد على وتر الفتنة، مشيراً إلى أن لبنان ذاهبٌ إلى "شدِّ الأحزمة".

وقد تعرّض نصر الله، في كلامه، لهجوم كبير من الناشطين الذين يعتبرون أنه "مسؤول عن طوابير الذل بدعمه وتغطيته لمهربي المواد الغذائية والمحروقات ومختلف السلع المدعومة إلى الأراضي السورية"، ويتحمل مسؤولية الأزمة المعيشية التي بدأت أيضاً تحرّك مناصريه والبيئة المحسوبة عليه التي تعاني من الفقر والجوع والبطالة وتنزل إلى الطرقات احتجاجاً على الأوضاع.

على صعيد آخر، كرّر أمين عام "حزب الله" وعده، أن "البنزين الإيراني جاهز"، مشيراً إلى "إنجاز كل المقدمات الإدارية واللوجستية بخصوص استيراد مادتي البنزين والمازوت من إيران، والموضوع يحتاج إلى إذن حركة فقط". 

ونفى الكلام عن وجود أزمة بنزين في إيران، لافتاً إلى أن البلد يتجه إلى رفع دعم تلقائي، و"على الجميع أن يتحمّل المسؤولية، من هنا كانت دعوتنا الجميع للمشاركة في الحكومة".

واستبقت قناة "الجديد" المحلية إطلالة نصر الله بمقابلة مسجلة مع السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا أكدت خلالها إن "الولايات المتحدة تنظر إلى أي محاولة لتعطيل الحكومة على أنها معارضة لنوع الحكومة التي يحتاجها لبنان خلال هذه الأزمة".

وأضافت، "بالنسبة إلي الثلث المعطل يتعارض مع حكومة المَهمّة ومع الرؤية التي عبَّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، كما حرصت السفيرة الأميركية على تعداد المساعدات التي تقدم للجيش اللبناني، والتي ستتواصل في الفترة المقبلة للعناصر وعائلاتهم.

هذا ويستمرّ قطع الطرقات يوم الجمعة في عددٍ من المناطق اللبنانية، سواء في الجنوب أو البقاع أو الشمال وبيروت، احتجاجاً على تردي الأوضاع المالية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار واستمرار الصراع السياسي على الحقائب الوزارية فيما البلد يشهد انهياراً هو الأخطر في تاريخه.

المساهمون