هل تتذكر أيام طفولتك الأولى؟

27 نوفمبر 2020
ماذا سيبقى في ذاكرتهن في المستقبل؟ (نايل فاتاخوف/ Getty)
+ الخط -

يقول العلماء والباحثون إن شخصيّاتنا تتشكل في طفولتنا. لكن ما هو ملفت أننا بالكاد يمكننا تذكر ما عشناه من أحداث خلال سنواتنا الأولى. عدم القدرة على التذكر لا تنحصر بشخص أو بآخر، بل ينطبق الأمر على الجميع بشكل عام، وهو ما يطلق عليه فقدان ذاكرة الطفولة. وبينما نكبر، ننسى الأشخاص والأحداث والأماكن التي عرفناها كأطفال، بحسب موقع "برايت سايد".
فقدان ذاكرة الطفولة يعني عدم قدرة البالغين على تذكر تفاصيل الأحداث أو حتى الأحداث الكاملة التي عاشوها قبل سن الرابعة. ويقول باحثون إنّ الأطفال قبل سن السابعة يمكنهم تذكر 60 في المائة أو أكثر من الأحداث المبكرة في حياتهم، في حين أن الأطفال ما بين 8 و9 سنوات لا يمكنهم تذكر أكثر من 40 في المائة من تلك الأحداث. وفي النتيجة، كلّما انتقلنا إلى مراحل جديدة في حياتنا، كلّما تراجعت قدرتنا على تذكّر أحداث سابقة.  
وتُفسّر إحدى النظريات سبب عدم تخزين ذكريات طفولتنا عدم قدرتنا على التواصل شفهياً في ذلك الوقت. فعندما نستعيد ذاكرة ما، نستخدم الكلمات. معظم الأطفال لا يتكلمون قبل بلوغ السنتين. لذلك، لا يستطيعون تكوين ذاكرة متكاملة.  

وفي ما يتعلق بالتفسير البيولوجي لفقدان ذاكرة الطفولة، يلاحظ العلماء أن للأمر علاقة بالتقدم في العمر. مع الوقت، يصير الحمل في أدمغتنا أكثر ثقلاً. وخلصت إحدى الدراسات إلى أنه لدى انشغال الدماغ في إفراز خلايا جديدة، فإنه يصير عاجزاً عن  تخزين الذكريات القديمة. وبالتالي، لا يمكننا حتى تذكر الأحداث اليومية ما قبل سن الرابعة، لأن ذاكرتنا العرضية لم تبدأ بعد. لذلك، يمكن تذكّر الحديقة التي اعتدنا على الذهاب إليها، لكن ليس متجر الآيس كريم الذي ذهبنا إليه مرة واحدة في طفولتنا فقط.  وتشير دراسة أخرى إلى أن الأهل قادرون على تغيير قصص طفولتنا، أي أننا نكون أكثر قدرة على تذكر الأحداث في حال ذكرنا أهلنا بها. بالتالي، نتذكر الأحداث التي يعتبرها أهلنا مهمة. ووجدت الدراسة نفسها أن الأطفال يتذكرون الحدث نفسه بشكل مختلف بعد مناقشته مع آبائهم، على عكس ما قد يحدث مع أمهاتهم. ولأن الأطفال سريعو التأثر، من الضروري مساعدتهم على الاحتفاظ بالذكريات الجيدة فقط.
(ربى أبو عمو)

المساهمون