منتدى دافوس 2024: إعادة بناء الثقة للاقتصاد العالمي لمواجهة المخاطر

منتدى دافوس 2024: "إعادة بناء الثقة" للاقتصاد العالمي في ظل المخاطر الجيوسياسية

14 يناير 2024
دعا شواب إلى النظر في الأسباب الجذرية للمشاكل الحالية (فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق أعمال منتدى دافوس 2024 في سويسرا، غداً الاثنين، تحت شعار "إعادة بناء الثقة"، وبمشاركة أكثر من 60 رئيس دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى 2800 شخصية، بينهم مئات القادة الاقتصاديين.

وسيدور السؤال المطروح على القادة المشاركين في منتدى دافوس 2024 حول ما إذا كان العام الجديد 2024 امتداداً للأزمات السابقة، أم أنه سيكون وقتاً للحل والتعافي؟

فمن غزة إلى أوكرانيا والتجارة والبحر الأحمر، يفترض أن تهيمن القضايا الجيوسياسية على المنتدى السنوي للنخب السياسية والاقتصادية العالمية المشاركة في الدورة الـ54 للمنتدى.

ووفقاً لبرنامج منتدى دافوس 2024 فسوف تتركز المناقشات خلال المنتدى الذي يستمر حتى الجمعة 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، عبر أكثر من 200 جلسة على أربعة مجالات رئيسية هي: تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق، وخلق النمو وفرص العمل لعصر جديد، واستراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة، والذكاء الاصطناعي.

ووصف منظمو المنتدى الذكاء الاصطناعي بأنه قوة دافعة للاقتصاد والمجتمع، حيث سيشهد المنتدى نحو 25 جلسة تتناول أخلاقيات ووعود الذكاء الاصطناعي، والفوضى أو احتمال حدوثها، والتي قد تنشأ نتيجة لسوء استخدامه.

سياق أكثر تعقيداً 

وأكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغي بريندي، أن المؤتمر الذي سيُعقد في جبال الألب السويسرية من 15 يناير/ كانون الثاني حتى 19 منه يأتي "في السياق الجيوسياسي والاقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود".

وقال بريندي هذا الأسبوع إنّ "الحرب في غزة مستمرة، وهناك مخاوف من حصول تصعيد".

وأضاف في منتدى دافوس 2024، سنجلب أصحاب المصلحة الرئيسيين، وننظر في كيفية تجنّب مزيد من التدهور، وأيضاً ما سوف يلي، لأنه يتعين علينا أيضاً ضخ بعض الإيجابية".

وفي تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، أوضح كلاوس شواب مؤسس المنتدى، أن الأسرة الدولية تواجه حالياً عالماً منقسماً وانقسامات مجتمعية متزايدة، ما يؤدي إلى انتشار عدم اليقين والتشاؤم.

وأكد أنه يتعيّن على الجميع إعادة بناء الثقة في المستقبل، من خلال تجاوز إدارة الأزمات، والنظر في الأسباب الجذرية للمشاكل الحالية، والعمل معاً لبناء مستقبل واعد أكثر إشراقاً.

من جانبها، قالت الاقتصادية والشريكة في شركة الاستشارات "باين أند كومباني Bain & Company"، كارين هاريس في حديث لوكالة "فرانس برس" إنّ "الوضع الجيوسياسي حالياً كمن يشاهد فناناً في سيرك وهو يقلب الأطباق على أعمدة".

أبرز المشاركين في منتدى دافوس 2024

ومن بين المشاركين في منتدى دافوس 2024 رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وهو أكبر مسؤول صيني يشارك في المنتدى منذ مشاركة الرئيس شي جينبينغ في عام 2017، وسيحضر إلى دافوس عقب الانتخابات الرئاسية في تايوان التي فاز فيها لان تشينغ-تي المؤيد لاستقلال الجزيرة.

ويحضر المنتدى أيضاً الرئيس الأرجنتيني الجديد الليبرالي خافيير ميلي الذي يشبّهه مراقبون بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بسبب شخصيته المتمردة.

كذلك سيحضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سبق أن خاطب المنتدى عبر الفيديو فسيأتي شخصياً هذا العام، وسيدلي بـ"خطاب خاص"، وسيشارك الأحد قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في اجتماع لمستشاري الأمن القومي من دول عدة.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة في منتدى دافوس 2024 حول "دور فرنسا في أوروبا"، بحسب المنظمين.

كذلك سيحضر المنتدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

ووفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا" فإن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، سيترأس وفد دولة قطر المشارك في المنتدى. 

ودأبت دولة قطر على أن تكون حاضرة في هذا الحدث العالمي، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والأولويات الاقتصادية الرئيسية للدولة. 

كذلك سيحضر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ونظيره الأردني بشر الخصاونة.

ومن بين الأسماء الكبيرة في مجال الرأسمالية العالمية سيحضر ممثلون عن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا، ورئيس شركة "أوبن إيه آي" التي أطلقت منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" سام ألتمان.

مخاوف ومخاطر محدقة بالاقتصاد العالمي

وأدرجت أيضاً قضايا المناخ والأمن السيبراني على جدول أعمال منتدى دافوس 2024، وكذلك المخاطر المرتبطة بالتضليل الإعلامي.

وجاء في "تقرير المخاطر العالمية" الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي قبل أيام من بدء فعالياته، وفي مطلع عام سيشهد انتخابات في عدد كبير من دول العالم، أن "الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات الخاطئة والمضللة وأدوات نشرها يمكن أن يقوّض شرعية الحكومات المنتخبة حديثاً".

وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي، في بيان، إلى أن "الاستقطاب المجتمعي" والمعلومات الخاطئة المنشورة عمداً و"التي يولّدها الذكاء الاصطناعي" تُضاف هذا العام إلى "المخاوف بشأن أزمة معيشة مستمرة".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ووفقاً للتقرير، فإن النزاعات المسلحة بين الدول ترد على قائمة أبرز 5 مخاوف في العامين المقبلين على المستوى العالمي، أما على المدى الطويل، فستصبح الظروف الجوية القاسية والتغيرات الحاسمة في النظم البيئية للأرض أكبر مصدر للقلق.

ويقول التقرير إن الوقت ينفد لمنع وصول ظاهرة الاحتباس الحراري إلى نقطة اللاعودة، ويستند التقرير إلى آراء أكثر من 1400 خبير عالمي في المخاطر، وصانعي قرار، ورؤساء شركات، استُطلعت آراؤهم في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وإلى جانب البرنامج الرسمي، يشمل منتدى دافوس 2024 أيضاً وجبات فطور وغداء وعشاء وحفلات كوكتيل غير رسمية، تجمع صناع القرار السياسي والاقتصادي، كما سيكون هناك الكثير من الاتفاقيات والصفقات التجارية التي يجري إبرامها خلف الأبواب المغلقة.

ويثير المنتدى انتقادات كل عام، ومنها ما صدر عن الاشتراكيين السويسريين الشباب، الذين دعوا إلى التظاهر اليوم الأحد، منددين "باجتماع مغلق بين الأقوياء والأغنياء" الذين "يتحملون مسؤولية الأزمات والحروب".

(فرانس برس، قنا، العربي الجديد)

المساهمون