"فنّانو الغد".. أدراجٌ ومنازل ووجوه قاهريّة

"فنّانو الغد".. أدراجٌ ومنازل ووجوه قاهريّة

05 مايو 2021
من أعمال ميرام العادلي المشاركة في المعرض
+ الخط -

يمكن للناظر إلى المعرض الجماعي السنوي الذي يقيمه "تام غاليري" في القاهرة، تحت عنوان "فنّانو الغد"، أن يقف على صورةٍ، وإن كانت جزئيّة، للمشهد الفني الشاب في مصر. بالاستناد إلى نُسَخ السنوات الأخيرة من المعرض، يمكن القول إن هذا المشهد الفني يبدو حاملاً للكثير من التجارب الجادّة، بل والمتفرّدة أحياناً.

وهو أمرٌ تأتي لتُثبته الدورة الحالية، السابعة، للمعرض الجماعي، والتي انطلقت في الرابع والعشرين من نيسان/ إبريل الماضي وتستمرّ حتى الثاني عشر من أيار/ مايو الجاري، بمشاركة ستّة عشر فنّاناً وفنّانة، هُم نادية توفيق، وهبة أبو العلا، وأحمد حمدي عبد الجواد، وأمير عبد الغني، وبانسه أحمد، وسلام يسري، وسلمى هشام، وصلاح شعبان، وعبد الرحمن البرجي، وميرام العادلي، وعبد الرحمن محمود، وفيروز سمير، وليلى تاج، ومحمد الجمّال، ومريم رأفت حليم، ومصطفى خضر.

تتوزّع الأعمال المعروضة على الرسم والنحت والتصوير الضوئي، ونقف فيها على تصوّراتٍ ورؤى شديدة التنوّع، إن كان على صعيد الأشكال (حيث نقع على أعمال تجريدية، وترميزية، وواقعية) أو التكوين أو الألوان، أو على مستوى المواضيع المتطرّق إليها، وكذلك الألوان والمواد المستخدمة، ولا سيّما في المنحوتات. في أعمالها النحتية، تقدّم هبة أبو العلا قِطعاً تتداخل فيها المواد الصلبة، التي غالباً ما تكون حاملاً للمنحوتة، مع أوشحة ممزّقة وغير مكتملة من النسيج والخيوط التي تأتي لتغطّي تلك الحوامل، فيما يبدو، في الأغلب، أشكالاً لحشرات ضخمة الحجم، أو حيوانات متقوقعة على نفسها، ومعلّقة خلال حركتها؛ إلى جانب أعمال تشبه المباني المعمارية المهتّكة.

صورة عن مشهد فني شاب يضم العديد من التجارب الجادة

إلى جانب أبو العلا، يقدّم مصطفى خضر وعبد الرحمن البرجي أعمالاً نحتية، حيث يعيد الأوّل تشكيل كتل ممطوطة برؤوس صغيرة، على قاعد من الفولاذ، فيما يستخدم الثاني البوليستر والبرونز الملوّنين، في أعمال تميل أيضاً إلى عوالم تبدو فيها الأجسام حيوانيةً وممتدّة المادة.

وفي حين يعرض محمد الجمّال مجموعة الصور الوحيدة المشاركة، والتي تتنوّع بين عوالم داخلية وخارجية وحضرية، يقدّم بقية المشاركين أعمالاً تشكيلية متنوّعة في مشاربها. ترسم ميرام العادلي، على الورق، مشاهد معمارية تتكدّس فيها البيوت، ولوحات لنوافذ، وكلّ هذا بألوان يغلب عليها الترابي، فيما ترسم بانسه أحمد مشاهد لعناصر معمارية أيضاً، لكن بتقنيات وألوان مختلفة تماماً، حيث تحضر أدراجٌ وألواح وتقاطيع وواجهات بكل متراكب وضمن تصوّرات تكسر المنظور الطبيعي وتفتّت عناصره أو تركّبها بشكل متداخل.

من جهته، يرسم أمير عبد الغني بورتريهاتٍ بألوان كاشفة وقوية، لا سيما على تقاسيم الوجه، التي يطاول بعضها تكبيرٌ أو إمالة لبعض التفاصيل، في أعمال تذكّرنا ببعض بورتريهات فرانسيس بيكون. اللوحات التي تعرضها سلمى هشام تجمع بعض العناصر الواقعية في مشهد تجريدي، بألوان حُلُمية، وإلى جانبها تجمع الفنانة، في سلسلة لوحاتٍ أخرى، ملصقاتٍ إلى جانب تكوينات لونية، في جمع للرسم والكولّاج.

يضمّ المعرض، في مجمله، أعمالاً تنمّ عن تجارب يتجاوز بعضُها تسمية "فناني المستقبل"، حيث تُظهر بعض الأعمال نضوجاً فنياً وصوتاً تشكيلياً خاصّاً موجوداً، منذ الآن، لدى أصحابها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون