يزن حلواني.. مشهد الخوف من بيروت

يزن حلواني.. مشهد الخوف من بيروت

03 مايو 2021
(مقطع من أحد الأعمال المعروضة)
+ الخط -

على مدار السنوات الماضية، رسمَ يزن حلواني جدارياته في أمكنة مختلفة ببيروت، متناولاً مواضيع وثيمات متنوّعة، حيث الرجل الذي مات برداً في أحد شوارع العاصمة اللبنانية عندما اجتاحتها العاصفة الثلجية عام 2013، وتعدّدت الروايات حول اسمه وأصله، وكذلك قدّم زخارف وأعمالاً حروفية على الجدران ووجوهاً لشعراء ومطربين لبنانيين وعرب، مثل جبران خليل جبران وفيروز وأسمهان.

الفنان اللبناني الذي درس هندسة الاتصالات، قدّم معرضه الأول قبل نحو ثمانية أعوام تحت عنوان "جمهورية الموز"، وكان قد تضمّن محاكاة بصرية ساخرة لأوضاع بلاده، حيث رسم في أحد الأعمال قرداً يرتدي ملابس رسمية وربطة عنق واستخدم الكاليغرافيا لوضع إطار كبير حول صورته، مثبّتاً تعليقه الذي حمل رسالة المعرض: "لو لم يكن لبنان وطني، لاخترت كندا وطناً لي".

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

"فندق بيروت واعتلاج عادي" عنوان معرضه الثاني الذي افتتح في "قاعة أجيال" ببيروت في الثامن من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، وفيه يدخل من الشارع إلى الصالة في تعبير رمزي عن أزمات بلاده التي تتفاعل تحت سقف كلّ مبنى ومنزل.

اللوحة التي يحمل المعرض عنوانها تدور فكرتها الأساسية حول مفهوم المطار الذي تجاوز معناهُ المكان المخصّص لإقلاع الطائرات وانتظار المغادرين والقادمين إلى تلمّس معنى الغربة والاغتراب عن الوطن الذي تحوّل إلى مجرّد مكان عابر أو محطّة ينتقل أهلها منها وعبرها إلى العالم، بكلّ ما يُحيل إليه ذلك من هشاشة ومؤقّت وعابر.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تتمحور أعمالٌ أخرى حول السفر والهجرة باعتبارهما الهاجس الذي يسيطر على كثير من اللبنانيين بفعل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بوطنهم، في ظلّ حالة من اختلال التوازن والاضطراب يجد الفنان الذي استخدم مفردة "اعتلاج" في عنوان معرضه للإشارة إلى ما يضيق به الصدر من هموم.

في إحدى اللوحات، تظهر جموع من الناس المحتشدة في صالة المطار باحثة عن مصيرها خارج المكان، وكأن الناس يواجهون المجهول الذي لا يعرفونه، لكنّ ملامحهم لا يفسّرها إلا القلق والتوتّر والحيرة. والأمر يتكرّر في لوحات أخرى تصوّر مسافرين وحقائبهم، بعد فشل البلد في استيعابهم.

وحتّى يتحقّق مفهوم المعرض، رسم حلواني عدداً من اللوحات التي تصوّر مدينة بيروت من الأعلى، عبر التقاط المشاهد من نوافذ المدينة، حيث يصبّح النظر إليها من علٍ باعثاً للخوف الذي يحرّك المشهد بألوانه الداكنة التي تلوّن المباني والعمارات وتلّف الطرقات والأجواء.

المساهمون