Skip to main content
كورونا يفاقم أزمات رعاية الأيتام في مصر
العربي الجديد ــ القاهرة
يقدر عدد أطفال الشوارع في مصر بحوالي نصف مليون طفل (Getty)

احتفلت مصر اليوم الجمعة، باليوم العالمي لليتيم، الموافق سنوياً الجمعة الأولى من شهر إبريل/ نيسان، في الوقت الذي تعاني فيه الجمعيات العاملة بمجال رعاية الأيتام، من نقص كبير في الدعم المالي، نتيجة أزمة فيروس كورونا وما رافقها من تأثير اقتصادي على العديد من الشركات.
في السنوات الماضية كان هذا اليوم فرصةً كبيرة لجني التبرعات من الوجوه الإعلامية والفنانين، ورجال الأعمال ولاعبي كرة القدم، أثناء زيارتهم الميدانية للجمعيات، حيث كان يوماً مميزاً بالنسبة للأطفال، يشعرون فيه بالمحبة ودفء العائلة، وسط تجمعات الاحتفالات قبل إلغائها بسبب ظروف الجائحة. 
وبحسب أرقام وزارة التضامن الاجتماعي في القاهرة، المسؤولة عن رعاية الأطفال الأيتام، فإنّ عدد دور الرعاية هو 449، ترعى ما يقارب 10 آلاف يتيم، إلا أنّ مصدراً داخل الوزارة فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد أنّ العدد أكبر بكثير، وهو يتراوح بين 3 و4 بالمائة من سكان مصر، بخلاف أعداد الأطفال "اللقطاء" حديثي الولادة، إذ يقدر عدد أطفال الشوارع في مصر بحوالي نصف مليون طفل، تغيب عنهم أي رعاية، واصفاً إياهم بـ"القنبلة الموقوتة" التي تطوف الشوارع يومياً.

وأضاف المسؤول أنّ "جمعيات رعاية الطفل في مصر، تواجه للعام الثاني على التوالي نتيجة أزمة فيروس كورونا، وصعوبات مادية نظراً لشحّ التبرعات، لتواجه الجمعيات مشاكل في مساعدة الأطفال خصوصاً حديثي الولادة، فهم بحاجة إلى الحليب والملابس الخاصة والرعاية المتواصلة". وتابع: "المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، والأعياد كانت مناسبات لجمع الأموال للطفل اليتيم، إلاّ أنها تكاد تكون قد اختفت بسبب كورونا".
وشرح كريم محمد، المسؤول عن إحدى دور الرعاية في القاهرة، المشاكل والصعوبات التي يواجهونها، مشيراً إلى أنّ "دور رعاية الأطفال تعتمد بدرجة كبيرة جداً تصل إلى أكثر من 75 في المائة على التبرعات، لشراء الملابس والأدوية، إضافة إلى الألعاب، فالجمعيات ودور رعاية الأطفال تبذل قصارى جهدها في محاولة لتوفير الدعم المادي والعيني، إلا أنّ قلة التبرعات جعلت من الصعب الاستمرار بنفس الزخم، خصوصاً مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
ولفتت مروة م.، العاملة في إحدى الجمعيات بالقاهرة، إلى أنّ المقدرات المالية الخاصة بالأطفال اليتامى، لا تقتصر على تأمين الاحتياجات الرئيسة لهم، وإنما تحتاج إلى تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية المكثفة أيضاً، فهم بحاجة إلى إعادة تأهيل، وتابعت قائلةً: "نعجز عن تقديم الرعاية للجميع، نظراً للأعداد الكبيرة للأيتام، ما يدفعنا للاستعانة بأمهات وسيدات من أهل الخير لمساعدتنا في التربية"، موضحةً أنّ بعض الجمعيات ترفض استقبال "الأطفال اللقطاء" بسبب ظروف الجمعيات.

وأشار ياسين إبراهيم، المشرف بإحدى الجمعيات، إلى أنّ أغلب دور الأيتام الموجودة في مصر تعتمد على المتطوعين في عملها، وأنّ عمل الوزارة يقتصر على "الشو الإعلامي" خلال اليوم العالمي للطفل اليتيم، محذراً من وجود جمعيات ليس لها هدف سوى جمع الأموال والتبرعات. ويؤكد على "ضرورة تشديد الرقابة والمتابعة من القائمين على الجمعيات، والداعمين لها، كما أن أغلبها لا تطبق معايير الجودة باعترافات الجهات المسؤولة بوزارة التضامن، ولا تقوم بتقييم سلوك وأداء الموظفين مع بعضهم بعضاً، ومع نزلاء الدار، وهو ما يؤدي في  النهاية إلى انتهاكات وطرد واستغلال وإساءة معاملة للأطفال، وهى جمعيات من المفترض أن تحمي الأطفال من التشرد، وتقيهم شرور العيش بلا عائلة، وبدلاً من أن يتخرج من تلك المؤسسات شبان نافعون للمجتمع، يتخرج فتية يزيدون من مشكلة أطفال الشوارع".