ركود تجارة فوانيس رمضان في مصر للعام الثاني

ركود تجارة فوانيس رمضان في مصر للعام الثاني

26 مارس 2021
تراوح أسعار الفوانيس هذا العام بين 35 جنيهاً و5 آلاف، حسب الجودة والخامة (فرانس برس)
+ الخط -

رغم اقتراب شهر رمضان، إلا أن شوادر ومتاجر بيع "الفوانيس" التي تعد جزءاً لا يتجزأ من مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، تشهد تراجعاً كبيراً في المحافظات المصرية للعام الثاني على التوالي، في ظل أزمة فيروس كورونا المستمرة منذ العام الماضي، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية وترتيب المصريين أولوياتهم في الشراء بتوفير المأكل والمشرب والملبس بدلاً من شراء الفانوس، نتيجة حالة الغلاء التي طاولت جميع السلع على مدار السنوات الماضية. 

الجدير بالذكر أن أسعار الفوانيس تختلف هذا العام، حيث تبدأ الأسعار من 35 جنيهاً حتى 5 آلاف جنيه حسب الجودة والخامة، فيما يشير عدد من التجار إلى أن موسم بيع الفوانيس خلال العام الجاري ما زال مخيباً للآمال، في ظل التراجع الكبير للشراء، وسط توقعات منهم بعودة ما يقرب من 60 إلى 70% من البضائع المعروضة بالأسواق للمخازن مرة أخرى للعجز عن تصريفها.

في السياق، أكد الحاج محمود النوبي، صاحب شادر لبيع الفوانيس في منطقة السيدة زينب، جنوب القاهرة، أن كورونا زادت من كساد بيع الفوانيس للعام الثاني على التوالي، موضحاً أن الإقبال على الشراء في جميع الأسواق أقل من 10%، وهو ما يمثل كارثة على التجار، في ظل اختلاف أولويات المواطن في الشراء، ووجود ضروريات معيشية أولى بالاهتمام، فالفانوس أصبح في ذيل الاهتمامات.

ويشير أكرم عبد الرحمن، صاحب شادر لبيع الفوانيس في منطقة باب الشعرية، القاهرة، إلى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الفوانيس، نتيجة ارتفاع كل مدخلات الإنتاج، وتوقف الاستيراد من الخارج، وأصبحت المكونات كلها مصرية غالية الثمن، إضافة إلى وجود بضائع مخزنة من سنوات ماضية، وأصبحت موديلات قديمة يتم بيعها بأسعار أرخص لتحريك عملية البيع، وبالتالي لا توجد أشكال جديدة هذا العام في ظل استمرار أزمة فيروس كورونا.

كما أوضح محمد أبو زيد، صاحب محل لبيع الفوانيس في شارع شبرا، القاهرة، أن الفوانيس الكبيرة  ذات الأسعار العالية، كانت تشهد خلال السنوات الماضية إقبالاً لوضعها بالفنادق السياحية والخيام الرمضانية، لكونها "تحفة فنية" مرصعة ببعض المشغولات اليدوية، إلا أنه مع تراجع السياحة وإلغاء الخيام الرمضانية، حدث تراجع كبير في شراء تلك الأنواع من الفوانيس، ويقوم بشرائها عدد محدود من علية القوم لوضعها في أماكن محل إقامتهم كنوع من البهجة والسرور.

ويأمل المصنعون والتجار بتصريف منتجات العام الماضي التي لا تزال معظمها باقية ضمن المخزون، مشدداً على أن الأزمة في تلك الصناعة موسمية.  

وأشار بركات صفا، نائب رئيس شعبة لعب الأطفال في غرفة القاهرة التجارية، إلى أن استمرار أزمة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية التي يمر بها الكثير من المواطنين أثرت سلبا في حركة بيع الفوانيس.

وأوضح أن عددا قليلا من المواطنين يشترون الفانوس لصغارهم لتعزيز أجواء الفرح، بينما تهتم الغالبية منهم بالأمور الحياتية، من مأكل ومشرب وملبس.

وأشار إلى أن محلات بيع الفوانيس بالمحافظات المصرية تعاني من التراجع في حركة البيع هذا العام، وهو ما تسبب في خسائر كبيرة بالمصانع والورش، إضافة إلى توقف عمل الأسر المنتجة وأصحاب محلات الحدادة والأقمشة عن إنتاج وصناعة الفوانيس مثل كل عام.