}

إرنست همنغواي.. الرجل الذي اجتاز جميع اختبارات الكسر

6 أغسطس 2019
ترجمات إرنست همنغواي.. الرجل الذي اجتاز جميع اختبارات الكسر
هيمنغواي أمام آلته الكاتبة في إيداهو/ الولايات المتحدة (7/10/1939/Getty)
عند قراءة مؤلفات الكاتب الأميركي إرنست همنغواي نقتنع، بالفعل، أنّ العثور على الكرامة الإنسانية كان أحد أهمّ أفكاره. وهو "لم يعلّمنا كيف نفوز، بقدر ما علّمنا تقبّل الهزيمة بشكلٍ جميل".
في 21 تموز/ يوليو مرّت الذكرى السنوية 120 لولادة الكاتب الأميركي إرنست همنغواي. وبهذه المناسبة المهمة في الحياة الأدبية الروسية قامت صحيفة "ليتراتورنايا غازيتا" الأدبية بنشر عدة مقالاتٍ مكرّسة لهذه الذكرى العزيزة على قلوب عشاق الكاتب. وقد وجّه سؤال واحد إلى مجموعة من الكتاب والنقاد الروس المعروفين: "ما الذي يعنيه لك شخصياً إرنست همنغواي، ولماذا كلّ هذا الاهتمام به في روسيا؟".
كانت إجابات هؤلاء على النحو التالي:


ميخائيل بيللّر، كاتب وفيلسوف:
تأثير انعطافيّ
عندما صدرت في الاتحاد السوفييتي عام 1959 مجموعة من مجلدين من مؤلفات همنغواي، كان وقع الحدث كالزلزال، الذي غيّر المشهد الأدبي برمتّه. وتغيّرت جذرياً تصوراتنا حول كيف يجب أن نكتب وكيف يجب أن يكون الأدب المعاصر. ليس هناك كاتبٌ في العالم أحدث تأثيراً على الأدب في العصر السوفييتي الذهبي، وعلى الذين رسموا صورة وروح البلاد في الستينيات، مثل همنغواي.
صدقٌ مطلق، بساطةٌ لا حدود لها، ورجولةٌ لا تلين - تلك هي الصفات الرئيسية الثلاث التي شكّلت فنّ وأدب همنغواي، والتي رأيناها في الترجمة الرائعة إلى الروسية التي قامت بها مدرسة كاشكين.
كانت تلك هي اللحظة التي تخلّصت فيها البلاد من أكذوبة "الواقعية الاشتراكية" الشاملة، إذ لم

يكن أدب الواقعية الاشتراكية أسلوباً أدبياً ومبدأً فقط، بل كان أيديولوجيا البلاد أيضاً. والآن، وفي وقتٍ قصير من عهد خروشوف الدافيء، برقت آمالٌ صادقة ورومانسية حول المستقبل الشيوعي الحقيقي- وغدا أيّ شكلٍ من أشكال الكذب، أو محاولة " تلميع الواقع"، بمثابة تبريرٍ لجرائم التوتاليتاريا.
كان أسلوب همنغواي هو التعبير عن وجهة نظره. الحقيقة، كلّ الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة. كان الكاتب مسؤولاً عن كلّ كلمة- وكلّ كلمةٍ كانت دقيقةً، موزونةً، بليغة وخاليةً من كلّ أنواع الحشو، الزائد والمنقول. وحيث كان هناك عملٌ ضخم وراء كلّ كلمةٍ. وفي العمق، كان تحت كلّ كلمة ذاك الجبل الجليدي المخفي الذي أتاح لنا أن نفهمه عبر الكلمة والجملة الظاهرة التي تستحق وحدها أن تعتلي قمّته وتظهر على السطح، فكان التأثير هائلاً ومدهشاً.
رأينا طوفاناً من مشاعر ومآسي أناسٍ بسطاء، ومن الكبرياء، لمسنا القوة والاعتداد بالنفس الذي يمنع هؤلاء البسطاء من أن يتركوا لأنفسهم ذريعةً واحدة لتنال شفقة الآخرين. هؤلاء، يمقتون الكلمات الجميلة المتعالية، فتبدو جميع أشكال الرثاء مزيّفةً على خلفية مشاعرهم- ولأنّ الحياة بسيطة وصعبة للغاية، فإنّك لا تجرؤ على الاستسلام أبدا. كتب همنغواي: الحياة تحطّم الجميع، ولكنّ البعض يكون أشدّ صلابةً من غيره فلا يُكسر، والآخرون لا نفع منهم.  وبالفعل، فقد أظهرت شخصيات همنغواي بطولةً عادية لأناسٍ عاديين لا تقهرهم الشدائد.
كان همنغواي كاتباً تاريخياً بالنسبة للأجيال: نموذجاً نزيهاً وصلباً للنثر الذكوريّ. كان أكثر من مجرّد كاتب، كان نظاماً مرجعياً في عالم القيم الأدبية.
لقد حدّد همنغواي مستوى عالياً للجمالية! بعد همنغواي، أصبحت الكتابة المتلّونة الفظة سمجة المذاق. وبدت الاستعارات سوقية، والكلمات العالية ابتذالا، وذرف الدموع مخاطاً. غدا شحّ الكلمات والرزانة الساخرة رمزاً للجودة.
لم يكن همنغواي جندياً حقيقياً، مثل ريمارك أو زوشينكو، ولا صياداً محترفاً أو صيّاد سمكٍ، ولا حتى سكِّيراً عنيداً مثل فيتزجيرالد، ومع ذلك، فبالنظر إلى أسلوبه ووجهة نظره على خلفية قساوة القرن العشرين، أصبح رمزاً للشجاعة والصدق. وكما كان من الصعب تصوّر فترة الستينيات السوفييتية بدون صوره معلقةً على الجدران فإنّه كان من الأصعب تصور الأدب السوفييتي بدون مرحلة همنغواي.


ألكسندر ليفرغانت، مترجم وناقد أدبي
وكبير محرري مجلة" الآداب الأجنبية":
سيد المضامين
بالنسبة لي همنغواي كاتبٌ ليس بتلك الأهمية، رغم أنّه لا يجوز عدم تقدير مهارته. وأنا لا أعيد قراءته ولن أعيدها، مع أنّ رواياته "لمن تقرع الأجراس" أو "العجوز والبحر" تستحق العناء. كما أنّ قصصه عن الحرب تستحق ذلك. همنغواي سيد المضامين، وسيّد ما لم يقل،

قمة جبل الجليد، ولكنني أفضل النصّ والبوح. بالإضافة إلى ذلك، همنغواي كاتبٌ عقلانيّ للغاية وبارد. ظهر الاهتمام بهمنغواي في بلادنا لعدة أسباب؛ أولّها، هو غير تقليدي، والشبه قليل بينه وبين الكتاب السوفييت في تلك الحقبة، وكذلك الكتّاب الأجانب المعروفين لدينا وقتها. همنغواي غير مألوفٍ من حيث الإيجاز، الغموض والخفوت، فكلّ كلمة محسوبة عنده، ولكن ليست كلّ الكلمات إجبارية، وقابلة للمبادلة بغيرها، وهذا أمرٌ يحبّه كثير من القرّاء: يحبونه عندما يمنحهم فرصةً" للتفكّر" بدلاً من المؤلّف، ولأنّه يعطيهم كامل الحريّة في التأويل. وثانياً، كانت الشخصيات القوية محبوبةً دائماً زمن الإمبراطورية السوفييتية، كما كان الاهتمام قوياً بالرجولة، ومن هنا جاء الاهتمام بـ"الإمبرياليّ" كيبلينغ قسطنطين سيميونوف. وثالثاً، وأخيراً، غدت محبة همنغواي موضةً، وكان الناس يحبونه أكثر مما يقرأون له، فالغالبية المطلقة تقيّم في الأدب الفعل أعلى من الكلمة، ولكنّ الفعل عند همنغواي يكاد يكون معدوماً.


آلّا ماتشينكو، ناقدة أدبية:
العالم الغامض الجديد
في رأيي، الاهتمام ليست الكلمة المناسبة. فأنا على كل حال، وعند إسقاط الذكريات، يخطر

على بالي أمرٌ مختلف تماماً: الجائحة! وباء الغرام، ولكنه الغرام ليس بنصوص العجوز همنغواي، بقدر ما هو غرامٌ بذلك العالم الغامض الجديد، الذي دشِّن بالنسبة "للأولاد الروس"، كما كان حال ليرمنتوف بعد ظهور رواية "فينيمور كوبر"(1) في روسيا بعنوان "آخر الموهيكان".


ألكسندر ميليخيف، كاتب:
علمنا كيف نخسر بشكل جميل
همنغواي كان فريداً من حيث ملاءمته لفترة الستينات السوفييتية، فقد كان الوهم الشيوعي في نهايته البيروقراطية على فراش الموت، أمّا تقديس الرجولة والنبل، التي وُلد ذلك الوهم من رحمهما، فكان لا يزال موجوداً.
في العالم الواقعي، كان الخضوع على مرّ العصور أهمّ من كلّ شيء آخر، ولكن في الأيديولوجية بقي صليل التضحية، وخدمة العدالة والتقدّم مسموعاً. وهنا أوضح همنغواي الأسلوب الذي يسمح بحبّ العدالة والتقدّم، وفي الوقت نفسه البقاء على صبغة الفوضوية في العلاقات الأُخرى.
في ستينيات القرن الماضي، كانت صور همنغواي تعلّق على جدران المطابخ وحتى في غرف النوم، تعبيراً عن الامتنان.
متشرد وحيد، صياد في البرية ّوصائد سمك، وفي الوقت نفسه جندي لا يعرف الخوف،

ومناضلٌ ضدّ الفاشية- إنّه أسلوب رسائله، الذي يفتن دوماً أولئك الذين يرون فيه نموذجاً متميزاً خاصّاّ للحياة. الناس العاديون، وليس الكتّاب، مستعدون لإطلاق لقب العبقرية، فقط، على الشخص الذي يجعل لحياتهم معنىً ويضفي عليها الجمال، حتى ولو كان خارج صفحات كتبهم.
في الوقت الراهن، حيث تكاد تنهار الأديان والأنماط الاجتماعية، وعندما يشعر كلّ جيلٍ بالضياع والتيه، فإنّه يكون مستعداً لإقامة التماثيل تخليداً لأولئك الذين يمنحونه الإحساس بالجمال وهو في غربته، بل وربما الشعور ببعضٍ من عظمة النفس.
كانت الكاتبة الألمانية إيريش ريمارك(2) أيضاً رمزاً معبودا في الستينيات: الإيمان نفسه، ولكن بالأشياء البسيطة فقط- كصديقٍ، عشيقة، كأس من الرُوم أو قدحٌ من الكالفادوس. بدون أيّة أيديولوجيا، أو فلسفة، ونفس القرف من الكلمات المتسامية، ولكن إن كان الصديق بحاجةٍ للمساعدة، فإنّ المغفّل الساخر يتحول فوراً إلى بطلٍ.
همنغواي، علّمنا ليس كيف نفوز فقط ولكن أيضاً كيف نخسر بشكلٍ جميل. ويتضح من روايات همنغواي أنّه لا يمكن للرجل النبيل أن يكون فائزاً، ولكنه يخسر بشرف وبصورةٍ جميلة. ولربما كان أهمّ عناصر جاذبية أسلوب همنغواي، إضفاء الطابع الجمالي على الهزيمة. وهي لقيةٌ رائعة للفاشلين من بين الموهوبين.
أيام الشباب، بالطبع، لا أحد يعتبر نفسه خاسراً، ولكنَّ الكثيرين تحسباً لكل الاحتمالات، يجهزون أنفسهم لتنفيذ تراجعٍ جميل عندما يحين الوقت.


دينيس دراغونسكي، كاتب:
كان كاتباً رائعاً
أرى ثلاثة أسبابٍ تكمن وراء محبة همنغواي في الاتحاد السوفييتي السابق، خاصّةً في حقبة الستينيات.
بادئ ذي بدءٍ، همنغواي كاتبٌ رائع. فقد واصل تقاليد تشيخوف الغالية جداً على قلب القارئ السوفييتي، فقصصه قليلة الكلمات، وحواراته قصيرة وغنيّة بمعانٍ مخفيّة تحت النصّ، وجميعها تتصف بتعاطفٍ مرير، بلا دموع، مع أبطالها.
ثانياً، كان في الاتحاد السوفييتي، أيضاً، نوعٌ من "الجيل الضائع"، أناسٌ عادوا من الحرب

تحدوهم الآمال بحياةٍ جديدة رائعة، ولكنهم وجدوا أنفسهم في خضمّ واقعٍ مرير، على شاكلة غريشكا رايخستاغ، البطل المنبوذ الذي خاض غمار معركة برلين، وأيضاً فاسيلي ستالين من تلك الجماعة مأساوية المصير. وكم أيضاً من المآسي الدرامية المجهولة؟!. كان عيشَ هراءِ الحياة أمراً واضحاً وجليّاً للمواطنين السوفييت من حقبة الستينيات.
وأخيراً، كان همنغواي مرتبطاً بكوبا، كما ارتبط بالحرب الإسبانية، بكلّ تلك الرومانسية التي كانت عزيزةً بشكلٍ خاصّ على قلب المواطن السوفييتي. لذلك، كان العديد من المنازل مزينةً بصورة رجلٍ عجوز صارم القسمات ذي لحيةٍ قصيرة يرتدي كنزةً صوفية سميكة.


فاليري بوبوف، كاتب:
بحثنا عنده 
عن لجوء سياسي من أدبنا
لماذا اعتدنا تذكّر همنغواي؟ تعود مباشرةً إلى أيام الشباب، عندما كنّا نعبده. جملٌ قصيرة، غير مفهومة للآخرين، قبّة قميص مرفوعة، كحولٌ بدون مقبلات نحتسيها وقوفاً غالب الأحيان - هذا ما كان همنغواي في حياتنا، كانت مؤلفاته تقراُ بنهمٍ شديد، وعلى الفور أصبحنا من "أبطال همنغواي". علاوةً على ذلك، بقينا رهائن في مؤلفاته، نبحث فيها عن "لجوء سياسي". ولكن من ماذا؟ ربما من أدبنا الكلاسيكي نفسه، الذي دربونا على محبته، كمحبتنا لميثاق الكومسومول. من المدرسة؟ الحمد لله أننا انتهينا منها! كان رجال همنغواي أقرب إلينا، بدون تلك الجمل الطويلة المملّة المحفوظة غيباً، شيءٌ ما يفور عشوائياً وبسرعةٍ. عشنا في مجاهل إسبانيا الحارّة والخطرة، خرجنا لاصطياد الأسود في أفريقيا واجتمعنا حتى مع الغرباء على همنغواي - على نسخة رمزية واحدة، وحتى على تعابيرٍ "صحيحة" واحدة. من غيره كان يستطيع توحيدنا آنئذٍ؟. ربما كافكا... ولكن لفترة ليست بالطويلة. وإلا كان علينا جميعنا أن نشنق أنفسنا. أمّا من همنغواي، فيمكن القول إننا "لم نتملّص". روايته "لمن تقرع الأجراس" لم يسمح بها عندنا!، فما الذي يكون أكثر إثارةً؟ رجل يائس! لا أذكر أنني رأيت صورة للقائد في منزلٍ من منازل المثقفين، أمّا صور همنغواي فكانت في كلّ مكان تقريباً- بلحيته وغرّته الرماديتين، وبكنزته السميكة وابتسامته الساخرة. حسناً يا شباب، ما العمل؟ هل نحن معاً؟ إذاً لن نضيع!. باريس- إنّها "عيدٌ، وهي معك على الدوام"، فأصبحنا برعايتها شجعاناً لا نخاف، مستعدين لهزيمة الأسد والثور معاً.
بعد همنغواي كانت الكتابة على المنوال السابق مستحيلة. وكذلك العيش كالسابق، أصبح مستحيلاً أيضاً. هل ننحني أمام أحدٍ ما؟ أبداً! فالموت أفضل!. صياد همنغواي العجوز لم يستسلم أمام السمكة المتوحشة الضخمة، ومات- ولكن يا لها من ميتة!. أصبح علينا محتماً أن نخضع أنفسنا وكلّ أدبنا السوفييتي لغربال همنغواي. فقد كنّا بحاجةٍ إلى مثل هذا الفلتر، ورحنا نقول مثلاً: أمعنوا النظر في تشيخوف، إنّه ليس أقلّ قيمةً من همنغواي.
عندما كبرنا أدركنا أنّه حتى أفضل. من المستحيل أن تمضي حياتك الخاصّة والأدبية وأنت

ترتدي سروال همنغواي القصير. ولكنه من الضروري في الصبا أن تسمح لنفسك خوض تجربة تلك الشجاعة، لأنّ ستحتاج إلى تلك الشجاعة غير مرّةٍ في حياتك القادمة. لقد طغى كلٌّ من سالينجر(3) وآبدايك(4) على همنغواي، فقد كان ذلك بالفعل شيئاً مدهشاً، وليس مجرد "مدخلٍ للرجال المبتدئين"، كما عبّر عن همنغواي أحد المتأنقين، والذي أوافقه الرأي الآن. لست أدري، ربما من الأفضل ألا نعدد معبودي أيام الشباب!. هل يمحو الزمن آثار رجلٍ كهمنغواي؟  كلا، لم يمحها بالكامل. أظنّ أنّه لدى همنغواي "إبنٌ أدبيّ" في روسيا. إنّه سيرغي دوفلاتوف، حيث البساطة الجذابة، والأبطال الشجعان الذين يتحدثون بسخريةٍ عن أفعالهم المشينة وحتى عن موتهم. فهل يستمر همنغواي؟ أعتقد أنّ كل من يبدأ التعرّف على الكتاب الأجانب متجاوزاً همنغواي سيكون مصيره الضياع.


ألكسي سالنيكوف، كاتب:
كان في كل مكان
الذي حدث أنّ أولئك الذين رأوا النور قريباً من الثمانينيات، لمسوا واقع حضور همنغواي في الحياة السوفييتية. فقد كان في كل مكان، سواء كان ذلك على شكل صوره المنقوشة على

ربطات عنق أبطال أفلام السينما الأبيض والأسود، أو من خلال كتابٍ بالقرب من أعضاء الكومسومول، أو في المرور على ذكر همنغواي في الأحاديث اليومية.
ما السبب الذي جعل الكاتب مثار اهتمامٍ في بلادنا؟ الحقيقة أنّ همنغواي كان عزيزاً على قلوب مواطنيه الأميركيين، وربما ما زال كذلك حتى الآن. وهنا، برأيي، تكمن أسبابٌ عدّة. أهمّها أنّ القراء أحبوا أبطاله ذوي الإرادة الحديدية، ولأنّ البطل قلّما كان يختلف عن همنغواي نفسه فهذا خلق حافزاً عند القارئ لتقمّص شخصيته.


رومان سيتشنين، كاتب:
خلق بطلاً حقيقياً
أعتقد أنّ الاهتمام بهمنغواي في بلادنا هو اهتمامٌ خاصّ. فقد كان الكاتب ويبقى واحداً من أكثر الكتّاب قراءةً في العالم. ربما، لأنّه خلق بطلاً- رجلاً حقيقياً. أمثال هؤلاء الأبطال ندرةٌ في

عالم الأدب!
بدأ تعارفي مع همنغواي من رواية "العجوز والبحر". إنّه نتاجٌ عظيم، وربما كانت الترجمة كذلك. لغةٌ رائعة، أدقّ التفاصيل، عالَمٌ سيكولوجيٌ غنيّ، وهذا المنتج فكرةٌ روسية بالفعل: لم ينقذ الصياد صيده ومع ذلك ظهر منتصراً. ولو كان قد تمكّن من الوصول بالسمكة إلى الشاطئ، لكان ذلك بمثابة تحقّق الحلم الأميركي. غير أنّ الصياد العجوز لم يتمكّن أن يوصل إلى الشاطئ إلاَّ هيكل السمكة فقط!

 

الهوامش:

 (1) جيمس فينيمور كوبر- كاتب إنكليزي من القرن التاسع عشر عرف بروايات المغامرة.(2) إيريش ريمارك (1898-1970) - روائية ألمانية، أشهر أعمالها: كل شيءٍ هادئ على الجبهة الشرقية - قوس النصر - الرفاق الثلاثة - شرارة الحياة.
(3) جيروم دافيد سالينجر (1919-2010)- كاتب أميركي من أكثر كتاب القرن العشرين شهرةً.
(4) جون هوير آبدايك (1932-2009)-  كاتب أميركي وشاعر وناقد. يقف على قدم المساواة مع جيروم سالينجر.
نشرت المقالة في صحيفة (لتراتورنايا غازيتا) يوم 17/7/2019.

ترجمها عن الروسية: سمير رمان.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.