}

قصائد للشاعر الألماني راينر كونتسه

29 أكتوبر 2018
ترجمات قصائد للشاعر الألماني راينر كونتسه
لوحة للفنان المغربي عزيز أزغاي

ثلوجُ القرن

رغم أنّنا لم نزل على الأرضِ

نحفرُ بالمجرفةِ خلل السّماءِ

 

لا نعلمُ إلى أين يفضي ذلكَ

لكننا نظلّ نصعدُ مع المجرفةِ

فوق الأسطحِ، في جهةِ السّماء

 

في العلوّ يتجلَّى للنّظرِ

ما لن ينهضَ ثانيةً

***

دلالة

في تموز

تُسقِطُ الأشجارُ أوراقَها

ونحن نسيرُ بصعوبةٍ بين الأوراق المتساقطةِ

داخلينَ إلى الصّيفِ

 

في نوفمبر

تبعثُ أشجارُ الغُبيراء الخضراء الرقيقة

العصافيرَ إلى الصقيعِ

***

ليلة أوكرانيّة

البلادُ،

          جريحةً،

                      منهوبة،

                                  مَخوْنة،

حملتني على ظهرِ الكاربات*،

في برج الحراسة تناهى إليّ صوتُ الشّاعرةِ تستفسرُ أمّها

ماذا كانت تحبّ أن تصبحَ، والأمّ تجيبُ: بلبلًا.

 

حينئذٍ، راحت بلابلُ أحملُها

في بساتين أعماقي ترفرفُ،

وسمعتُ رصاصاتٍ تُطلَق

ويُردِّدُ صداها:

ميدان، ميدان**

 

في دويِّ الصدى سُمِعَ اسمُ الشّاعر، الذي نحملُ في قلوبِنا كلماتِه:

"الموتُ مُعلِّمُ من ألمانيا"

 

لكننا نعرفُ الآن، أن الموتَ لم يأت من ألمانيا فحسب،

إنّه جاءَ من أكثر من مكانٍ،

 

وما أعظم تلكَ الأرضَ

التي تُوضَع فيها

ورودٌ للموتِ

وتُنسَجُ أكاليل المجدِ

 

*جبال الكاربات.

**ميدان: اسم أهمِّ ساحات "كييف".

***

لوحةٌ تذكارية لأجل باول تسيلان

الكتابُ المفتوح

جناحان يحلِّقان،

موجةٌ على سطح السين،

حين لم تعد الحياة تُحتمل

 

الكتابُ المفتوح يحلِّقُ

فوق،

آهٍ فوق الأشواك.

الحجرُ لم يَصِر وردةً

والموجةُ رقَّقَت الغضبَ

***

قصيدة الثورة

سماءٌ زرقاء فوق حقل القمحِ -

هكذا على طرفِ الشارعِ، في درجةِ حرارةٍ بلغت العشرين تحت الصفر،

كانَ يقفُ البيانو

 

عزفَ البعضُ النشيدَ وشوبان

وأطلق آخرون النارَ على النشيدِ وشوبان

***

ساعة مع نفسِك

بأجنحةٍ سوداء تحلِّقُ ثمارُ الغُبيراء* مُبتعدةً،

أيامُ الأوراق باتت معدودةً

 

البشريَّةُ تبعثُ رسالةً

 

وأنتَ تبحثُ عن كلمةٍ، لا تعرفُ عنها شيئًا

سوى أنّها ناقصةٌ

*الغُبيراء: شجرةٌ بثمارٍ أرجوانيّة تميلُ في الخريف إلى السواد.

***

الكائن البشري

صُلِبَ، قُطِعَ رأسه، وأُحرِقَ حيًَّا أمام أعين العالمِ بأسره...

نشرةُ أخبار المساء، الألفية الثالثة بعد ولادة المسيح

 

بسرعةٍ ما فتئت تزدادُ

تتحرَّكُ تريلياراتُ الشّموسِ

مُبتعدةً عن الأرض

صوبَ مليارات المجرَّات

 

إنَّها تولّي هاربةً منا

كما لو أنّها تعرفُ جيّدًا

مِمَن هي

تهربُ

***

لأجلكم

أخشى من الخوفِ

الذي يتحتّم الإحساسُ به

حينَ يأتيكَ بدلَ الرسائل المجهولةِ

حماةُ كتّابِها مدجّجين بشاراتِ السّلطةِ

 

كلا، ليس لأجلي أخشى من ذلكَ الخوفِ

الذي ينبغي الإحساس به،

حتى لو أنَّهم، في يومٍ ما،

زلزلوا قبري

 

بل لأجلكم،

 

لأجلكم أخافُ الذين تعينونهم في الوصولِ إلى السلطةِ

قبل أن يعتريكم الخوفُ منهم 

***

فرائس سهلة

متشبّثون بالهواتفِ المحمولةِ

 

كلّ ما حدثَ ويحدثُ

يمكن تفقّده

برؤوس الأصابعِ

 

لكنهم ما عادوا يعرفون قطّ

ما يجهلونه

***

الشيخوخة

تتركُ الأرضُ في وجهكَ

وصمتَها السوداء،

كي لا تنسى

أنَّك ملكها.

***

بلا رجعة

ما كنتَ تعرفه لتوّكَ

يهجركَ

 وأنتَ في طريقِكَ إلى الكلمةِ.

المسرحُ لم يعد مكانكَ،

الخساراتُ تقفُ خرساءَ

أمام المخرجِ.

***

مَحضَر الليل

رأيتُها في الحلمِ،

لقد كانَت

حياتي

 

رأيتُها

من الخارجِ:

شجرةً طويلة ممدَّدة

 

كانت الجذورُ العاريةُ

تغرزُ مخالبَها في

التربةَ المقتلعةِ

 

لقد رأيتُها،

كانت

حياتي

 

دونما سماءٍ

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.