في السابع عشر من شهر أيار/ مايو، صادفت الذكرى الـ 120 على ولادة الممثل السينمائي والمسرحي الفرنسي، وحامل لقب فارس الشرف، جان غابين، الذي قيل عنه: "عندما تشاهد جان غابين فإنّك ترى كلّ فرنسا".

بينما معارك مفتعلة سطّحت مسائل التنوير تطفو على سطح المجال العام، وتتسق مع مفاهيم "التريند" على صفحات السوشيال ميديا، مرت هذا الأسبوع الذكرى الأولى لواحد من التنويريين المصريين الحقيقيين بكل الحسابات.

"أحببتكم وأحبكم وسأبقى أصنع لكم البسمات نسيمًا لروحكم"- هذا ما قاله المخرج السينمائي السوري عبد اللطيف عبد الحميد قبل أن يغيّبه الموت في منتصف الشهر الحالي، إثر أزمة قلبية وحيدًا في منزله بدمشق، ببساطة موجعة وابتسامة مشبعة بالقهر والفقد.

صدر حديثًا عن "محترف أوكسجين للنشر" في أونتاريو كتاب للمخرج والباحث السينمائي قيس الزبيدي بعنوان "في البدء كانت الكلمة ــ السيناريو". وهو كتابٌ عن السيناريو تعليمي وتاريخي في آن معًا، يعلّم تأليف السيناريو، ويشرح تفصيلًا مراحل هذه العملية الإبداعية ومتطلباتها.

اختتمت مساء 25 مايو/ أيار فعاليات الدورة الـ77 لـ"مهرجان كانّ السينمائي الدولي". ومن بين 22 فيلمًا في "المُسابقة الرئيسية"، نالت نصف أفلام المُسابقة، أو أقل، استحسان النقاد والصحافيين، وشبه إجماع للآراء على جودة وحُسن الاختيار.

حين يلتقي ناقد سينمائي بآخر يُطرح سؤال عابر لا يُلتفت إلى إجابته (المتوقعة)، ذاهب طبعًا إلى "كان" المقبل؟ كأنه وجهة بديهية لأيّ ناقد جاد، كأنه مكان حتميّ لكل عامل في مجال السينما، كأنه وثيقة على حسن سلوكك المهني.

السينما تنمو أيضًا، تمر في المراحل العمرية كافة، بدءًا من مرحلة الحضانة، ثم الطفولة، ثم المراهقة، ثم الشباب والرومانسية، وصولًا إلى الرصانة والجدية والوقار. وهذا النمو يتصل اتصالًا مباشرًا بوعي المشاهد.

في كتابه "نظامان من المجانين"، يربط الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز (1925 ــ 1995)، بشكلٍ أساسيٍّ تأسيسيّ، بين العمل الفنيّ وفعْلِ المقاومة. الكتاب يجيب عن سؤال مفترض حول نوع المقاومة التي يقصدها صاحب كتاب "الرأسمالية والانفصام" بأجزائه؛ إنها مقاومة الموت.

في تفسير خياره بتقديم "نقد العقل المحض" بدلًا عن نظام فلسفي تأكيديّ، أشار كانط إلى أن عصره كان "بدرجة استثنائية، عصر النقد". لكن الكثير تغيّر منذ ذلك الحين. ويمكن لعصرنا بدلًا عن ذلك أن يوصف بأنه عصر القصص.

كاميرات القنوات الفضائية، لم تقف حائلًا أمام المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي لإطلاق مبادرة بعنوان "من المسافة صفر"، بالتعاون مع عدد من الأفراد والمؤسسات، وذلك بهدف استكشاف حكايات خاصة لم ترو في ما سبق من تلك المسافة القريبة.