}

يوم رأس السنة سمكة ملونة

وضحى المسجن 2 يناير 2018
يوميات يوم رأس السنة سمكة ملونة
عمل للفنان العراقي علي البزاز

تذكرني بسمكتي التي ماتت منذ أيام، سمكتي الملوّنة، سمكتي الوحيدة، سمكتي التي توقفت عن التسكع بين الأحجار المزيفة، واتجهت نحو حقيقة الماء..أعني جثة السنة الماضية، التي أتأملها الآن، ساكنة في قاع الحياة، بلا حزن أو سعادة.

السنة الجديدة جميلة يا حبيبي، وحين يدخل الجميع من باب واحد في لحظة واحدة للسنة الجديدة، سأدخل معهم، بكل التقاليد الكلاسيكية لاستقبال سنة جديدة، بالشموع والأمنيات. هل أبدو لك حزينة على سمكة؟ هل أبدو لك حزينة على قاع الحياة؟ هل أبدو لك حزينة على الحقيقة؟

 السنة الجديدة جميلة، لكنها كآبة أن أجرب القسوة دون قصد. سنة مضيئة وملونة، مسرّات طويلة يا حبيبي كأصابعي التي أبددها بالكتابة. هل أبدو لك حزينة؟ لقد رميت سمكتي من النافذة بكل جسارة من لا يملك روحاً، ولم ألتفت إلا بعد لحظات. السنة الجديدة جميلة يا حبيبي، جرحتني القهوة المرة، جرحتني الأغنيات المكسورة، لكن روحي كما عرفتها دائماً جامحة وبريئة، تعدو في بريّة الحياة، الحياة التي أكتبها إليك الآن قبل أن يجف الكلام فيها.

تبدو الحياة واضحة في لحظات آخر العام، المسرّات جرحتها كآبة عابرة، الأمنيات اعترضتها خيبة مفاجئة، لكني لن أتألم مجدداً في السنة الجديدة، الحياة خدعة، وأنا ميتة مثل سمكتي ويمكنني أن أرمي لك الحياة كلها من النافذة.

السنة الجديدة جميلة يا حبيبي، لكني ميتة الآن، خذني لمقهاي المفضل، خذني للسينما، خذني لقصيدة جدتي:

" هب الشمال وهب غربي

..

وحنوا عليّ أحباب قلبي" .

مقالات اخرى للكاتب

قص
18 سبتمبر 2018
يوميات
25 أغسطس 2018
يوميات
2 أغسطس 2018
يوميات
3 يوليه 2018

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.