}

أرونداتي روي: الحرب في داخلنا

ضفة ثالثة- خاص 4 مارس 2024
حوارات أرونداتي روي: الحرب في داخلنا
أرونداتي روي في مهرجان كالكوتا السينمائي السابع (23/1/2020/9/Getty)
ترجمة وتقديم: إسكندر حبش

 

في عام 1997، لفتت أرونداتي روي نظر الجميع بروايتها "إله الأشياء الصغيرة" (نقلته إلى العربية جهان الجندي عام 1999، وصدرت عن منشورات "الجندي للطباعة والنشر" في دمشق). بالنسبة إلى رواية أولى، جاء الأمر بمثابة "ضربة معلم": استمدت مادتها بشكل أساسي من ذكريات طفولتها في ولاية كيرالا؛ هي ابنة لأم مسيحية، وأب براهماني هندوسي، وقد رسمت فيها "من دون مكياج" التأثير المميت للنظام الطبقي والطائفي في بلادها. سرعان ما تحولت الرواية إلى ظاهرة عالمية يومها: إذ حازت "جائزة مان بوكر"، وتُرجمت على نطاق واسع، ما جعل من مؤلفتها (التي تكتب باللغة الإنكليزية، والمتحدثة بلغتها الأم، اللغة المالايالامية) شخصية أدبية ذات تأثير عالمي.
منذ عام 1998، انخرطت أرونداتي روي ضد سياسة الأسلحة النووية، ثم ضد مشروع السدّ الكبير على نهر نارمادا في ولاية غوجارات. وتابعت مواقفها على مدى أكثر من عشرين عامًا بنصوص وثائقية تجمع بين التقارير والتأملات. ولم تكتب روايتها الثانية إلا في عام 2017، "وزارة السعادة القصوى"، لتترجم بدورها إلى عدد من اللغات الأخرى، ومن بينها العربية (نقلها أحمد شافعي، وصدرت عام 2019 عن "الكتب خان للنشر والتوزيع" القاهرة).
قبل فترة وجيزة، أصدرت روي كتابًا بعنوان "قلبي المثير للفتنة"، جمعت فيه عددًا من مقالاتها الكبيرة، التي تشمل على "عقدين من مراقبة الحياة السياسية والاجتماعية في الهند وحول العالم". كتاب جعلها في مرمى النيران: إذ تتحدث فيه عن ويلات القومية الهندوسية، والسياسات الليبرالية المتطرفة، والاستغلال المفرط للموارد المختلفة. يعرض "المجلد السميك" لوحة جدارية ضخمة للهند الحديثة، بدءًا من التحرير الاقتصادي، وحتى صعود اليمين الهندوسي المتطرف. باعتبارها صوتًا في الهند وخارجها، عقدت أرونداتي روي مؤتمرًا في نيويورك في نهاية عام 2019 لرفع مستوى الوعي حول السياسات القومية للحكومة الهندية، ورئيس وزرائها ناريندرا مودي. بعنوان "قبل المخاطر. مسيرة الأمة الهندوسية إلى الأمام"، وقد تناولت العديد من الصحف العالمية هذا العمود منذ ذلك الحين ونشرته في سلسلة Tracts الصادر عن منشورات غاليمار بباريس.
حول عوالم الكاتبة، كما حول روايتها الثانية وكتابها الأخير (المقالات) هذا الحوار (المترجم) الذي تتحدث فيه روي عن مشاغلها الكتابية والسياسية، وهو في الواقع حوار معدّ من ثلاثة حوارات أجريت مع الكاتبة في كلّ من صحيفة Le Temps السويسرية بتاريخ 10 يونيو/ حزيران 2023 (أجرته فانيسا دونياك) و"مجلة Ena" الفرنسية العدد رقم 50 (أجرته ناتالي لوفيسال) وصحيفة "ليبيراسيون" اليومية الفرنسية 26 يناير/ كانون الثاني 2018 (أجرته فيرجيني بلوخ ـ لينيه)، لنحاول من خلاله أن نطل على هذا الفضاء الكتابي الذي تدور فيه روي.

أرونداتي روي في ميلانو/ إيطاليا (2002/Getty)




(*) ما هو موضوع روايتك "وزارة السعادة القصوى"؟
ليس على الروايات أن تملك موضوعًا، وإلا سيشكل الأمر اختزالًا. لو توجب عليّ أن أجيب على سؤالك لقلت: إنها رواية عن الهواء الذي نتنفسه في هذا الجزء من العالم، هواء مليء بالشعر والموسيقى والفكاهة والعنف...

(*) بلى، وأنا أصرّ على ذلك، لأن عددًا من الروايات تدور حول الشعر والموسيقى والهواء الذي نتنفسه...
حسنًا... لن أكون سعيدة لو أنني كتبت رواية أستطيع أن أروي في جملة واحدة موضوعها. لن أكون سعيدة، وربما لا أنشرها.

(*) تدور أحداث روايتك الأولى في ولاية كيرالا، والتي تعرفينها جيدًا بما أنك أمضيت طفولتك هناك. أما روايتك الأخيرة فتتحدث عن كشمير، والناكساليت، والمذابح في ولاية غوجارات. هل قمت بأي بحث حول هذه المواضيع؟
هذا هو العالم الذي عشت فيه طوال العشرين عامًا الماضية، وهي فترة أطول ممّا عشته في ولاية كيرالا. هنالك مقولة مهمة جدًا لجيمس بالدوين في هذا الكتاب: "لم يصدقوني على وجه التحديد لأنهم عرفوا أن ما قلته كان صحيحًا". كلّ شيء في هذه الرواية يدور حول معرفة وثيقة للغاية بما يحدث في هذه الأماكن.

(*) هل يعود رفضك للأعراف الدينية والاجتماعية إلى طفولتك في كيرالا؟
لقد نشأت في قرية صغيرة تقليدية للغاية. ومع ذلك، مع أم مسيحية مطلقة، وأب هندوسي، لم أعرفه قط، وجدت نفسي على الفور خارج أي نظام. عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، أردت شيئًا واحدًا فقط: أن أهرب. لقد اتخذت كل قرار رئيسي في حياتي بهدف واحد: تحقيق استقلاليتي.

(*) أنت تعرفين كشمير منذ زمن طويل. كيف تنظرين إلى تطور الوضع [هناك]؟
كنت أذهب إلى هناك بانتظام منذ عقود، وفي الواقع أقرب أصدقائي هم الكشميريون. في البداية، رأينا الجنود في كلّ مكان، طوال الوقت... حتى الازدحام المروري تمّ حلّه ببنادق AK 47. الآن، أصبح الجنود أقل وضوحًا، واتخذ الحفاظ على النظام أشكالًا أخرى، فهم يستخدمون الاستخبارات كثيرًا، وتتم مراقبة الهواتف المحمولة. لكنها منظمة بطريقة تمكن الجيش من الانتشار خلال خمس عشرة دقيقة في جميع أنحاء الوادي. القوات الأمنية متواجدة في كل مكان.

(*) هل تمثل أعمال الشغب المناهضة للمسلمين، التي وقعت في فبراير/ شباط 2020 في دلهي، وأسفرت عن مقتل 53 شخصًا، نقطة تحول في الحياة السياسية الهندية؟
منذ عشرين عامًا وأنا أعمل على التحذير من إمكانية حدوث مثل هذا العنف. وهذه الوحشية ليست جديدة. ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الحالي، كان رئيسًا للسلطة التنفيذية في ولاية غوجارات في عام 2002، أثناء المذابح ضد المسلمين. وبرغم هذا الماضي الثقيل، أراد "الليبراليون" أن يروا فيه رمزًا للتطور والأمل... واليوم تتعرض الأقلية المسلمة لهجوم من الميليشيات المدعومة من الشرطة والإعلام، ويتجاهلها النظام القضائي. سيكون هنالك مزيد من اندلاع أعمال العنف في الهند. بمجرد إشعال هذه النار، لن يعد بالإمكان السيطرة عليها.

(*) كيف وصلت الهند إلى هذا الوضع؟
مجتمعنا محكوم بنظام طبقي، وهو أحد أكثر التسلسلات الهرمية الاجتماعية وحشية على الإطلاق. وتتميز الطبقة عن العرق فقط بمصادرها الدينية. أي براهمي يمثل إلهًا على الأرض، أما الداليت فهو شخص منبوذ. ألا يضع مجتمع يحترم مثل هذا المبدأ ـ حتى أن غاندي قال إن الطبقات كانت عبقرية الحضارة الهندوسية ـ أساسًا للعمل الفاشي؟ في هذا السياق، فإن الانتقال من النظام الطبقي إلى الفاشية القائمة على الهند ذات الأغلبية الهندوسية ليس بالأمر الصعب.

(*) هل يمكن مقاومة ذلك؟
نحن أمام قوة سياسية ومالية وإعلامية كبيرة. هذا لا يعني أننا سنخسر المعركة، لكنها ستكون مخيفة.

المتحولات
(*) في مرحلة ما من الكتاب، تقول بعض فتيات دلهي العصريات شيئًا من قبيل: "رائع، الكثير من المرح، كشمير. لقد أصبح الآن كل شيء طبيعيًا، ويمكنك حتى الذهاب لمشاهدة المعالم السياحية هناك". هل هذا صحيح؟
في الواقع، بما أن هذا الصراع مستمر منذ فترة طويلة جدًا، فإن هناك مراحل مختلفة. والسياحة جزء من خطة الاحتلال. لديك مئات الآلاف من السياح وعشرات الآلاف من الحجاج الهندوس يذهبون إلى ضريح أمارناث. وفجأة، يحدث شيء ما، يشعر الجميع بالخوف، يختفي الجميع، ويبدأ العنف مرة أخرى لعدة أشهر، أو سنوات. ومن ثم تستأنف الحياة طبيعتها. لذا، نعم، بالتأكيد، هذا هو الحال. ولهذا تقول إحدى الشخصيات: "لقد أُعلنت الحالة الطبيعية"، كأن ذلك جاء بأمر.

(*) وبنات "الهجرة" [المتحولات جنسيًا]؟ هل التقيت بهن كثيرًا؟
لديّ شقة صغيرة في دلهي القديمة، بالقرب من أحد منازلهن، وأعرفهن جيدًا. وإلا لما تمكنت من الكتابة عنهن، لكنني لم أقم بإجراء تحقيق حولهن. لم أقرر أن أكتب عن بنات الهجرة، فهن جزء من حياتي، مثل الآخرين، ضباط المخابرات، السكان الأصليين، أو رجال حرب العصابات الناكساليين. قضيت أسابيع وأسابيع مع المتمردين في إحدى الغابات في ولاية تشهاتيسجاره. هذا هو موضوع نصي "المشي مع الرفاق" [المنشور العام 2010 في مجلة Outlook. وباللغة الفرنسية على موقع الإغاثة الحمراء البلجيكية تحت عنوان: مسيرتي مع الرفاق].

(*) عندما بدأت العمل على هذا الكتاب، كانت الصفحات الأولى التي كتبتها تدور حول هذا الطفل المتروك الذي تمّ العثور عليه على الرصيف في دلهي. هل تبدأين عادةً بصور ما؟
في كتابي "إله الأشياء الصغيرة"، أول ما كتبته كان صورة: أطفال في سيارة، عالقون وسط مظاهرة شيوعية. مع هذه الرواية الجديدة، في البداية، كانت لدي جمل غريبة تطفو في رأسي مثل السحب... لكن بالعودة إلى قصة هذه الطفلة ـ الفتاة الصغيرة ـ، إنها لحظة عشتها وأزعجتني لفترة طويلة منذ زمن طويل. لقد وقع الحادث في جانتار مانتار، بالقرب من ساحة كونوت، في وسط دلهي. كان مكانًا حيث يمكن للجميع القدوم والتحدث والاستماع والتظاهر. وهناك التقينا بممثلي جميع الحركات الاجتماعية والسياسية، والناشطين المناهضين للسدود، والمضربين عن الطعام. لسوء الحظ، هذا المكان لم يعد موجودًا، وقد قامت الحكومة بإخلائه قبل شهرين. في أي حال، كان الليل قد تقدم كثيرًا، وفجأة ظهر هذا الطفل. لحظة لا تصدق. لقد كان مثل ميلاد معكوس، مع هذه الفتاة السوداء الصغيرة، في مهد القمامة، كل شيء ما عدا ابن الله.

(*) هل تودين القول إنك كنت "مضطربة"؟
لم يكن اضطرابًا تمامًا، ولكنه أحد تلك الأشياء التي يتشبث بها عقلك ويبدأ في الدوران حولها. لقد كانت أكثر من مجرد صورة، كنت أفكر فيها طوال الوقت. كان هناك كل هؤلاء الممثلين المهمين للحركات الاجتماعية، وكل هؤلاء المعارضين السياسيين، في مواجهة هذا الطفل المهجور، ولم يكن أحد يعرف ماذا يقرر... وأخيرًا تم استدعاء الشرطة. لقد أزعجني حقًا أنه لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء سوى الاتصال بالشرطة. وأنا مثل الآخرين. ولا بدّ من القول إن عددًا من هذه الحركات الراديكالية سياسيًا هي اجتماعية محافظة للغاية، الأمر معقد… وهذا ما يجعلنا نتجه إلى الأدب.

(*) في هذه الرواية، هنالك عدد من الأطفال الذين تمّ التخلي عنهم، وتبنيهم، وقتلهم. ولدى النساء علاقة معقدة مع هؤلاء الأطفال.
... علاقة معقدة بالأمومة والأطفال. نعم، هذا صحيح فعلاً. تيلوتاما هي امرأة من الناحية البيولوجية، يمكنها أن تنجب أطفالًا، لكنها لا تريد أن تكون أمًا. أنجوم لا تستطيع الإنجاب، فهي تتبنى طفلًا. كلاهما لديه طريقة متشددة إلى حدّ ما في الحب. في الواقع، تقول هذه الرواية أنه لا يوجد نوع واحد من الحب ـ حب روابط الدم والروابط العائلية ـ ولكن الناس يجدون جميع أنواع الطرق غير التقليدية وغير العادية لحب بعضهم البعض والاعتناء ببعضهم البعض.

(*) العلاقة بين تيلوتاما ووالدتها معقدة. هل هذا هو السبب في أنها لا تريد الأطفال؟
علاقة معقدة بالتأكيد، نعم. لكنني لا أعتقد أن هناك سببًا واحدًا فقط. وعندما سئلت عما إذا كانت ستتزوج هي وموسى، أجابت بأنها لا تريد الزواج من أي شخص، لأنها تريد أن تكون حرة في الموت. إنها مميزة بعض الشيء، وغريبة، في الطريقة التي تتحدى بها دائمًا كل شيء بهدوء. لكن، بالطبع، علاقتها مع والدتها تجعلها لا تثق بنفسها، وتخشى أن تكون أسوأ منها.

(*) في لحظة معينة، تقول إحدى بنات الهجرة لأنجوم: "الحرب في داخلنا، والصراع الهندي الباكستاني في داخلنا". هل ينطبق هذا الأمر أيضًا على شخصيات أخرى في هذه الرواية؟
نعم، أعتقد أن كل شخص لديه حدود في داخله جاهزة للاشتعال. مع أنجوم، إنها حدود هذا النوع؛ وعند صدام حسين، التحول الديني، وهو الأمر الأكثر خطورة في الهند اليوم؛ أما مع تيلوتاما، فهي مشكلة الطبقة؛ عند غارسون هوبارت، ثمة شيء آخر أيضًا. فمن ناحية، لديه طريقة معقولة ومنفصلة وقاسية للغاية في رؤية الأحداث في كشمير، وعدم التأثر بأي شيء. ومن ناحية أخرى فهو رجل مدمن على الكحول ومعذب. في بلد يعمل ضمن شبكة ضيقة للغاية، تكون كل هذه الشخصيات، بطريقة معينة، خارج الشبكة.

(*) تكتبين صفحات مضحكة جدًا عن هذا البلد الذي تغير كثيرًا خلال عشرين عامًا. حتى أفقر الناس، مثل الباعة المتجولين، الذين باعوا الأقلام أو البخور عند الأضواء الحمراء، يبيعون اليوم شواحن الهواتف أو كتب التنمية الشخصية...
... وأيضًا النسخ المقرصنة من [كتابي] "وزارة السعادة القصوى".

نسخ من رواية "وزارة السعادة القصوى" للكاتبة الهندية أرونداتي روي (Getty)




(*) وحتى بالنسبة لهم، لقد تغير السياق الاقتصادي، لكن يبدو أنك تنتقدين بشدة تطور الهند. هل تعتقدين أن الوضع أفضل اقتصاديًا، ولكنه أسوأ سياسيًا؟
إنه أسوأ في كلتا الحالتين. إذا نظرت إلى ما يحدث الآن، مع إلغاء النقود في العام 2016، الضرائب الجديدة... الناس على حافة الهاوية. النمو الاقتصادي، وعدد المليونيرات والمليارديرات، أمر كبير. ولكن في المناطق الريفية هناك يأس لا يصدق. وهؤلاء الأشخاص، عند الأضواء الحمراء، الذين يبيعون أعلام "الهند عظيمة"، وهذا الرجل الذي يعمل مرشدًا، والذي يقود الناس حول السد الذي شرد قريته ودمر عائلته... الإهانات فظيعة. لقد انتحر 200 ألف مزارع، ولدينا أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في العالم. لدينا الرقم القياسي لقتل الأجنة الأنثوية. ولكن لدينا أيضًا النساء الأكثر حرية ونضالًا في العالم!

لست كاتبة ملتزمة
(*) لقد كنت ناشطة خلال عشرين عامًا...
... أجد صعوبة في التعرف على نفسي في هذه الكلمة... في الماضي، عندما كان الكاتب يكتب عن المجتمع الذي يعيش فيه، كان دائمًا كاتبًا. اليوم، في هذا العالم الجديد، يُتوقع من الكتّاب أن يكونوا فنانين، وأن يكونوا على قوائم الكتب الأكثر مبيعًا وفي المهرجانات الأدبية. إذا ابتعدنا عن ذلك، فهل يجب أن يكون لدينا وصف وظيفي مختلف؟

(*) هنالك تعبير "كاتب ملتزم". هل يمكن أن تتعرفي على نفسك من خلاله؟
بصراحة، أفضل التمسك بـ "الكاتب". أعتقد أن هذه الكلمة تشمل كلّ ما أقوم به. ليس لدي دبلوم، أو وصف وظيفي محدد. وإلا فإن ذلك سيشير إلى أن الكتابة شيء، وأن الكتابة الملتزمة شيء آخر. بالنسبة لي، كل ذلك جزء ممّا أقوم به. يتعلق الأمر دائمًا بمحاولة الفهم.

(*) ومع ذلك، هل توافقين على أن المجتمع والسياسة في هذه الرواية الثانية أكثر حضورًا من الأولى؟
عندما صدرت روايتي الأولى، حاول الناس تجاهل حقيقة أن ممارسة الحب بين أمو وفيلوثا (وهي من الداليت) كانت سياسية بشكل لا يصدق. وعندما صدر الكتاب اتُهمت بإفساد الآداب العامة. كان الشيوعيون غاضبين (الحزب الشيوعي يتولى السلطة في ولاية كيرالا منذ عام 1957). وبعد ذلك، عندما فزت بجائزة البوكر، أراد الناس أن يحترموني، لأنه كان صعود الهند الجديدة، والنجم العالمي الجديد... وكيف نحترم جائزة البوكر الفائزة؟ يقولون: موضوع هذا الكتاب هو الأطفال. لكنه كان كتابًا سياسيًا للغاية. في هذه الرواية الجديدة، لم أرغب في كتابة جزء ثان من "إله الأشياء الصغيرة ". أردت أن أسأل نفسي: ماذا يمكننا أن نفعل برواية اليوم؟ كيف يمكن النظر إلى الأشياء كما لو كانت رواية فقط؟ أردت أن أتجاوز الحدود، وأرى ما يمكننا فعله بهذا النموذج، والتجربة. تدور أحداث "إله الأشياء الصغيرة" في إحدى القرى. حين كنت أكتبه، أمضيت ساعات في وصف النهر والأسماك. أردت هذه المرة أن أؤلف كتابًا عن مدينة، أو بالأحرى مثل مدينة، مخططة، غير مخططة، مُعاد تخطيطها، والتي تدور خارج أسوار المدينة القديمة نحو عاصمة القوة العظمى الجديدة، نحو أهميتها وعنفها.... العنف المتمثل في محاولة تحويل مجتمع معقد للغاية إلى قومية ثقافية بسيطة. عنف مستعمَرة تحولت بين عشية وضحاها إلى مستعمِرة.

(*) هل هذه الطريقة في رؤية الرواية كمدينة مرتبطة بدراستك كمهندسة معمارية؟
من الممكن، لقد كنت دائمًا مفتونة بالطريقة التي تتطور بها المدن. على الرغم من أنني بدأت بالهندسة المعمارية، إلا أنني كنت مهتمة أكثر بالتخطيط الحضري في وقت إعداد رسالتي النهائية. كيف تصبح المدن ما هي عليه. السيطرة وعدم السيطرة على المدينة. بالنسبة لي، هذا ما كانت عليه الرواية: بناء الفوضى بطريقة رياضية تقريبًا.

(*) كيف غيرت تجاربك الميدانية عملك؟

أرونداتي روي في جامعة نيودلهي تضامنًا مع الطلاب في الاحتجاجات المناهضة للفساد في الهند (11/ 1/ 2020/Getty)




بالنسبة للكاتب، الشيء الأكثر أهمية هو أن يفهم. أحتاج أن أعرف شخصياتي، داخل كتبي وخارجها. أرفض مقارنة عملي بعمل ناشط، أو قائد حركة، أو منظمة غير حكومية. أريد استبعاد أي موقف تبشيري. أنا أتكلم باسمي وحدي. وحقيقة أن مداخلاتي فردية بحتة هي أمر أساسي. ولهذا لا أريد أن أقود أو أتبع أحدًا.

(*) كيف تربطين أفكارك حول الهند مع بقية العالم؟
على مرّ السنين، أدركت أنه كلما كان عملك، أو خيالك، أو تحليلك، متجذرًا في مكان ما، كلما تحدث عن البشر بشكل عام.

(*) لم تكتبي رواية منذ عشرين عامًا. لقد قلت مؤخرًا إن الروايات هي ما يمنحك أكبر قدر من المتعة. ما هو نوع المتعة الموجودة في الخيال، والتي لا توجد في الواقع؟
بالنسبة لي، يعد الواقعي دائمًا تدخلًا في موقف مسدود، وهو حجة. في حين أن الخيال هو بناء الكون. إنه عمل من أعمال الحب، وليس عملًا من أعمال الحرب. ما يعجبني فيه هو إمكانية اللعب والفانتازيا. مؤخرًا، كنت أسجل هذا الكتاب صوتيًا في دلهي. بين الحين والآخر كنت أنظر إلى مهندسي الصوت، ويبدو أنهم يقولون، "ما هذا بحق الجحيم؟ هذه المرأة مجنونة!" في الخيال، أشعر أن كل جزء من نفسي منخرط، هناك مرح، وتسلية، وإمكانية أن أكون عدة أشخاص في الوقت نفسه. وأيضًا، خلال كل هذه السنوات مع أنجوم، وتيلو، وصدام، عشنا وسافرنا معًا. لقد كانت جميلة حقًا.

(*) لقد قلت إنه في عصر الأخبار المزيفة هذا، الحقيقة موجودة في الخيال.
بالطبع. يسألني الناس دائمًا: هل هذا صحيح أم خيال؟ وأجيب: لماذا تريدون معارضته؟ الخيال مثل الموسيقى: عندما يكون صحيحًا، عندما يكون صائبا، نشعر به. إذا نظرت إلى كشمير، لا يمكنك الإبلاغ عمّا يحدث هناك لأن ثمة كثير من الأشياء التي لا يمكنك تقديم أدلة عليها. في الرواية، في مرحلة ما، يضع أمريك سينغ، هذا الجندي السادي، بندقيته على الطاولة، حيث يقدم الشاي والبسكويت... رعب هذه اللفتة... يجعلك تفهم ما يحدث هناك.

(*) والآن، هل تشعرين بالرغبة لكتابة الروايات؟
في الوقت الحالي، ليس لدي أي فكرة عمّا سيكون عليه الغد. ليس الأمر وكأنني أستطيع الجلوس والكتابة. لقد تمكنت من البدء في كتابة "وزارة السعادة القصوى" عندما بدأ أنجوم بزيارتي. لا بدّ لي من الانتظار حتى يزورني شخص ما.

(*) عندما بدأت كتابة روايتك منذ عشر سنوات، هل أردت أن تكون بهذه الكثافة؟
لا، لم أقرر ذلك، لقد حدث ذلك بشكل طبيعي تقريبًا. لقد كتبتها بالطريقة التي تُبنى بها المدينة: جزء يظهر ببطء هنا، ثم آخر هناك، وفي النهاية قمت بتأليف الكل. لا أقوم بإعداد خطة، أو خريطة، ولكنني أجمع كثيرًا من الملاحظات والمقالات الصحفية، ويعمل اللاوعي على بناء الكتاب. عندما سافرت إلى كشمير أيضًا، كان كتابي قيد التأليف. لدرجة أنني لم أبدأ بكتابة ما أصبح في نهاية المطاف افتتاحية الرواية: كتبت أولًا المنتصف ـ وصف المدينة التي يولد فيها الطفل وحيدًا على الرصيف. الصفحات الأولى، مع النسور، وصلت في نهاية فترة كتابتي. لا أقوم بإعادة كتابة النص بقدر ما أقوم بنقل أجزاء منه.

الرواية والمقالة
(*) هل قمت بتعديل روايتك عندما أصبح القومي ناريندرا مودي رئيسًا للوزراء عام 2014؟
لقد شهدت على مدار عشرين عامًا صعود القوميين الهندوس، ومقالاتي تشهد على ذلك. وعلى هذا، فإن انتصار مودي لم يكن تحولًا دراماتيكيًا في الأحداث. خلال كل هذه السنوات، تغيرت المفردات، والجو، والمعلمون، والصحف أيضًا. لا يمثل انتخاب مودي بداية الاشتباكات الطائفية، فقد بدأت قبل ذلك بوقت طويل: في العام 1992 على وجه الخصوص، مع تدمير مسجد بابري، الذي أعقبه أعمال شغب كبرى في بومباي. حدث التدهور ببطء. ومن ناحية أخرى، في وقت الانتخابات، شعرت بالحزن الشديد لدرجة أنني لم أعد أستطيع كتابة مقال. لقد لجأت إلى كتابة الرواية.

(*) هل كتابة الرواية ألطف من كتابة مقالة؟
ربما. أقول ما يجب أن أقوله بشكل أقل مباشرة في الرواية منه في المقالة. لكن قبل كل شيء، أنا أخلق عالمي في الرواية؛ أنا لا أجمع الحجج، بل أبني عالمًا موازيًا ومعقدًا يحيط بي.

(*) متى قررت أن تصبح كاتبة؟
الجملة الأولى التي كتبتها في يومياتي عندما كنت فتاة صغيرة كانت: "أنا أكره الآنسة ميتن"، وهو اسم معلمة في مدرسة تبشيرية. الكتابة كانت طريقتي للتعبير عن نفسي منذ الطفولة. إن كان يجب أن يُكتب على قبري يومًا ما أنني كنت كاتبة، سأكون سعيدة، على الرغم من أنني لا أحب حقًا تحديد الأشياء حسب المهنة.

(*) ما هي علاقتك بكتاباتك السابقة؟
إنه لا تنتمي إلى الماضي. الشخصيات في كتبي، سواء كانت حقيقية، أو خيالية، هي جزء من حياتي. حواري معها يستمر بطريقة أو بأخرى.

(*) هل تعرضين نفسك للخطر مع هذه الرواية؟
لا، أنا لا أعرض نفسي لخطر شخصي. لقد تعرضت للهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي: "إنها ليست هندوسية"، هذه هي الحجة الرئيسية لأعدائي. والخطير هو الكتابة عن شخص معين، أو طائفة معينة. عندما تريد الحكومة القضاء جسديًا على شخص يزعجها، فإنها ترسل ميليشيات للقيام بذلك. يُقتل مسلمون في الشوارع، ويتعرض آخرون للتهديد العنيف على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي الشهر الماضي، قُتل رجل مسلم، وقام أحد الشهود بتصوير جريمة القتل ثم نشر الفيلم على وسائل التواصل الاجتماعي. دفع مستخدمو الإنترنت الأموال لدفع تكاليف الدفاع القانوني للقاتل.

(*) أنت موضوع لعدد من الهجمات. هل ستتمكنين من الاستمرار على هذا النحو؟
لقد أصبح الأمر يزداد صعوبة. أولئك الذين يهاجمونني يحصلون على ترقيات من السلطات الموجودة! لكن هذه أشياء صغيرة...

(*) هل سئمت من النضال؟
لا. لكن في بعض الأحيان أتمنى لو كان لدي عقل احتياطي. كل شيء هكذا... مستعمر بالرعب. في بعض الأحيان، لا أستطيع التوقف عن التفكير، أو إغلاق عيني...

(*) أنت تنضحين بالهدوء الشديد، وحتى بالوداعة، بينما نجد في كتاباتك هذه الشدة والغضب أحيانًا...
في طفولتي، شهدت كثيرًا من العنف. لقد تعلمت عدم الرد، والسعي إلى الفهم، وإدراك وجهات النظر الأخرى. إن الغرض الوحيد من مداخلاتي هو البحث عن السلام. الغضب مفيد فقط في هذا السياق.

(*) بطلتك، أنجوم، ولدت بكلا الجنسين: هل هذا لأن مسألة الجنس تثير نقاشًا خاصًا في الهند حاليًا؟
لقد كانت أنجوم هي التي فرضت نفسها عليّ وليس أنا من اختارها. لقد كان النوع الاجتماعي والهوية دائمًا من الموضوعات البارزة والحاضرة في الهند. فالمثلية الجنسية، على سبيل المثال، لا تخضع للنقاش: فهي جزء من خيالنا. إي. أم. فورستر كتب في مذكراته أنه عاش مثليته الجنسية في الهند لأنه كان من المستحيل عليه أن يفعل ذلك في إنكلترا. وكما عكست "وزارة السعادة القصوى"، تتعايش ثقافتان في الوقت نفسه في الهند: إحداهما ترفض المثلية الجنسية، والأخرى تراها أمرًا مفروغًا منه. وهذان الموقفان لا يطاردان بعضهما بعضًا، بل هما متلازمان. هذا هو الحال بالنسبة لكل شيء في الهند؛ إن العالم القديم معاصر للعالم الحديث، ولكن هناك حدود تفصل بينهما. هنالك عدد من الفئات في الهند؛ يتم تعيين هوية لنا باستمرار، ونحن عالقون في صندوق.

(*) هل الأخطر في الهند أن تكوني امرأة، أم أن تكوني مسلمة؟
السؤال الذي ينبغي طرحه هو بالأحرى: "هل من الأفضل أن تكون بقرة، أم أن تكون امرأة في الهند؟"، وأن تكون امرأة أخطر من أن تكون بقرة، وأن تكون مسلمًا أخطر من أن تكون بقرة. الهند تزرع تقاليد القمع والحبس كأننا في غيتو.

(*) كيف تعيشين في نيودلهي؟ كيف يتصرف السكان المحليون تجاهك؟
يعرفني الناس ويتحدثون معي في الشارع ولا بأس بذلك؛ أنا بالتأكيد لا أريد أن أعيش كالنجمة المحصورة في منزلها. أخرج، وأقوم بالتسوق، ولا أخاف من الناس. يحدث لي أن لا أغادر المنزل عندما تتسبب كتبي في فضيحة يتم تضخيمها وبثها على شاشة التلفزيون. أبقى في المنزل بضعة أيام، وأبدأ بالخروج مرة أخرى عندما تجد وسائل الإعلام هاجسًا آخر، وهدفًا آخر. كلما بقينا أكثر هدوءًا، كان ذلك أفضل. من المهم جدًا بالنسبة لي أن أعيش بشكل طبيعي. لم أستطع الكتابة لو كنت أعيش مثل أحد المشاهير في برجه العاجي. سوف يقتلني هذا الأمر.

(*) هل يطلب منك دعم بعض القضايا؟
في كثير من الأحيان، نعم. لكني أختار القضايا التي أدافع عنها، ولا يمكن التلاعب بي. لدي وجهة نظري، وحريتي، ولا أحب أن يصر الناس على تبني قضية ما عندما لا أرغب في القيام بها. أنا أحمي نفسي. أتبرع بجزء من المال الذي أكسبه من كتبي، لكني لا أعطي أي شيء للمنظمات غير الحكومية. أنا أكره المنظمات غير الحكومية. وما أفعله هو تضامن، وليس صدقة بالتأكيد. أنا لا أحاول تسليط الضوء على التبرعات التي أقدمها.

تشومسكي
(*) هل لديك أصدقاء بين الناشطين من القارات الأخرى؟
باستثناء نوعم تشومسكي في الولايات المتحدة، لا. أنا ونوعم صديقان، أعرفه جيدًا. لكنني أقضي القليل من الوقت في البلدان التي أسافر إليها عندما تُنشر كتبي لإجراء علاقات هناك. في العام الماضي، سافرت إلى الخارج كثيرًا، لأن "وزارة السعادة القصوى" بدأت تُنقل إلى لغات أخرى. هناك اليوم 42 ترجمة لها. لكنني أقضي أسبوعين على الأكثر في مدينة أجنبية، وليس لدي سوى القليل من الوقت لنفسي. أنظر إلى الجمهور الذي حضر عرضي للرواية في نيويورك! (تعرض صورة على هاتفها لغرفة مليئة بالناس). هذا الأسبوع، في فرنسا، كان الأمر مشابهًا، وأولئك الذين استمعوا إليّ كانوا من جميع أنحاء العالم. في الهند، ولأسباب أمنية، لا أستطيع تقديم كتبي أمام هذا العدد الكبير من الجمهور.

(*) كيف حال الأدب المعاصر في الهند؟
أجد صعوبة في الرد عليك، أولا لأنني لا أقرأ جميع لغات بلدي، فهنالك كثير من اللغات المختلفة؛ ثانيًا، لأن الناشرين، مثل المجموعات الصحفية، ينشرون على الإنترنت أكثر مما ينشرون على الورق، وتفقد الكتب مرئيتها بالنسبة لي. الصحف في الهند تختفي في نسختها الورقية. لكن حسب ما أعرفه، لدينا في الغالب كتّاب للقراء الصغار جدًا.

(*) ماذا تقرأين؟
قلة هم القراء المعاصرون. أقرأ الكلاسيكيين. في حقيبتي الآن هناك دوستويفسكي. قرأت مؤخرًا مذكرات ماندلشتام، أقرأ حاليًا الأدب الروسي بشكل خاص. لقد أحببت أيضًا رواية "الشجرة الذهبية" لجون فايان: تدور أحداثها في غابة في كولومبيا البريطانية، بالقرب من فانكوفر. إنه لقاء وجهًا لوجه بين الإنسان والبيئة. كتاب خلاب.

(*) تنتقدين الهند، في مقالاتك، وفي "وزارة السعادة القصوى"؛ ولكن ما الذي يعجبك في بلدك، والذي لا يوجد في أي مكان آخر؟
ما يعجبني، أعتقد أنه يمكنك الشعور به في "وزارة السعادة القصوى". الهند بلد لم يتم فيه تنظيم الخيال، أو انضباطه، بعد. ولا تزال وحشية الخيال موجودة. عندما أسافر إلى الغرب، ألاحظ أن الحضارة قد غزت كل شيء وجمدته. عندما أسير في مدينة غربية، أخشى أن تكون الشوارع منضبطة للغاية. بينما عندما أغادر منزلي في دلهي، أرى أبقارًا وكلابًا، وأسمع لغات مختلفة... بالطبع، كل شيء ليس رائعًا، وأنا أعرف ذلك؛ المناخ متضارب وعدواني. حرية التعبير السياسية أمر صعب، ولكن هذا موضوع آخر. علاوة على ذلك، يقول الناس في الهند ما يفكرون فيه، حتى لو كانت كلماتهم تسبب لهم مشاكل لاحقًا. لن أقول لكم "نحن سعداء للغاية، الهند رائعة جدًا". سيكون ذلك قولًا أحمق من جهتي. لم أعش قط في الغرب، لذا لا أستطيع مقارنة أسلوبي الحياة هذين بأي معرفة، كما أن المادية تنتشر بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة في الهند أيضًا. لكن في الهند هنالك عدم القدرة على التنبؤ بالحياة اليومية، وأنا أحب ذلك.

(*) ما مدى أهمية الحب في حياتك؟
وكان هذا هو الشيء الأكثر حسمًا. لم أكن لأتمكن من فعل أي شيء لو لم أكن على متن تلك السفينة... إنها سفينة صغيرة جدًا، تبحر في بحر هائج... أكثر ما أحترمه في الكاتب هو قدرته على معالجة كل شيء، الضحك، مثل الدموع، لمراقبة الحب بشكل مكثف مثل العنف.

(*) ما هي مشاريعك؟
مشروعي الرئيسي هو أن لا يكون لدي أي مشاريع. أنا لا أحب هذه الكلمة. استغرقت كتابة "وزارة السعادة القصوى" سنوات... هذا الشتاء، كان لدي شعور بأنني أكملت دورة من الكتابة، والرواية، والمقالات. كل شيء ممكن.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.