}

طه عدنان: الدم الفلسطيني ما زال يختبر إنسانيتنا

بوعلام رمضاني 29 نوفمبر 2023
حوارات طه عدنان: الدم الفلسطيني ما زال يختبر إنسانيتنا
(صورة خاصة. تصوير: جمال حمامي)

قد تشهد الأيام أن الشاعر المغربي طه عدنان كان على موعد مع تاريخ ليس ككل التواريخ خلافًا للكثير ممن يبدعون مثله باسم الالتزام. في قصيدته "نشيد الغفران" التي ننشرها في نهاية هذا الحوار، استبق بحسه الإنساني، وبروحه الشعرية الحارة والحرة، وحشية الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة، وعلى رأسهم الرضع والأطفال والنساء لحظة كتابة هذه السطور. في حديثه الذي يعد وثيقة نادرة في سياق إنساني وعربي ينزع المعنى من كل الكلمات بما فيها كلمة تراجيديا، لم يقتصر طه في تسجيل حضوره الإبداعي الخالص كشاعرـ كما فعل، ويفعل كثر من رفقاء دربه ـ، وغاص في عمق ماهية المثقف الذي لم يصمت حيال ما يطاول الفلسطيني من ظلم تاريخي، رغم تفّهمه للصامتين خوفًا من مصير يمكن أن يفقدهم جائزة أو منصبا أو وظيفة أو امتيازات ما.

شاعر وكاتب مغربي من مراكش يقيم ببروكسل منذ عام 1996. عضو اتحاد كتاب المغرب وائتلاف شعراء بروكسل. ساهم من مراكش في إطلاق نشرة "الغارة الشعرية" التي اعتُبِرت تكتُّلًا للحساسية الشعرية الجديدة في المغرب مع بداية التسعينيات. انخرط في تنشيط الفعل الثقافي العربي ببلد إقامته، حيث أشرف منذ 2005 على إدارة الصالون الأدبي العربي ببروكسل بالتعاون مع المركز الثقافي العربي، وتنسيق مهرجان "غزل" لشعر العشق العربي ببلجيكا مع المركز المتنقّل للفنون- موسم. كما نسّق البرمجة الثقافية لرواق المغرب الذي حلّ ضيف شرف على الدورة الخمسين لمعرض بروكسل الدولي للكتاب في آذار/ مارس 2020. من بين أعماله في الشعر "أكره الحب" عن دار النهضة العربية ببيروت 2009، و"بسمتُكِ أحلى من العلم الوطني" صدر ضمن منشورات المتوسط بميلانو 2016، وفي المسرح: "باي بايجيلو" عن دار نشر إليزاد بتونس في 2013، و"دنيا" عن دار الفاصلة للنشر بطنجة في 2022. أشرف على إصدار كتاب جماعي باللغة الفرنسية تحت عنوان "بروكسل المغربية" عن منشورات الفنك 2015، وآخر عبارة عن سرود عربية تحت سماء بلجيكية بالعربية والفرنسية "هذه ليست حقيبة" عن دار ملتقى الطرق بالدار البيضاء 2016.

هنا حوار معه:

(*) اللافت في مسارك الإبداعي، تفاعلك شعريًا مع مأساة الشعب الفلسطيني في قصيدة "نشيد الغفران" بشكل يرصد ما يحدث في محرقة غزة. ما تعليقك المبدئي، وأنت تعيش كمثقف هذه المأساة التي أخذت منعطفا تاريخيّا غير مسبوق؟

اقترحَتْ فلسطين نفسها، ومنذ نكبة عام 1948، موضوعًا أثيرًا على الأدب العربي. أمّا بالنسبة لي شخصيّا، فقد اقترحتْ فلسطين أشجانَها الشعريّة عليّ عام 1984. حينَ دخل أستاذ اللغة العربية في الإعدادي متخفّفًا من الكتاب المدرسي ومن قصائده العمودية المقرّرَة ليفاجئنا بـ"أغنية ساذجة للصليب الأحمر" لمحمود درويش. هكذا تموْقعَتْ فلسطين في تجربتي المتواضعة عنوانًا لحداثة شعرية أفادَتْني، أنا اليافعُ حينها، في رفع الكُلفة مع الشعر. لكنّها ستنْطبِع فيما بعد جُرحًا عميقًا في وجداننا الجمعي، يُخْضِع غيريّتنا وأيضًا شعريّتنا للسؤال وباستمرار. قصيدة "نشيد الغفران"، التي كتبتُها قبل عقد ونصف العقد، في سياق حربٍ سابقةٍ على غزّة، تبدو كما لو أنّ حبرها لم يجفّ... لأنّ الدم الفلسطيني يسيل لا يزال على مرأى من "العالم الحرّ" مختبِرًا إنسانيتنا على نحو حاسمٍ هذه المرّة.

(*) قلت في حديث مع الزميل أزراج عمر قبل ثلاثة أعوام: "الشعر موقف من العالم، وهو سلطة حرّة". ما يحدث في غزة اليوم، يرادف اللامعنى بكلّ التجليات الممكنة. إنه عالم وقف معظمُ قادته الأقوياء ضدّ حقّ شعب يُختزَل اليوم عبر إرهاب لصيق بالإسلاميين، كما كان لصيقا قبل عقود بحركات تحررية فلسطينية وعربية وأفريقية وأوروبية ناضلت باسم فكر سياسي وطني وقومي ويساري علماني. ألم يحن الوقت في ظل حرق غزة ـ دون مبرر مقنع، وبقوة عسكرية جهنمية ـ للاعتراف بأنّ سلطة الإبداع الفكري والأدبي والفني قد فقدت معنى وجودها، ومن بينها الشعر الذي قلت بأنه "سلطة حرّة"؟

تعبِّر القصيدة عن هشاشة الكائن وحيرة الذات الفردية تحت وطأة اللحظة الجماعية بكامل توتّراتها. إنّها إعادة صياغة للتفاعل الخلّاق مع واقع تراجيدي. نوعٌ من المقاومة من أجل إثبات وجودٍ هشّ ومحاولةٌ لشَعْرَنة الألم الفردي والجماعي باعتباره ألمًا إنسانيًّا. إنّه موقفٌ من العالم، وهو بهذا المعنى سلطةٌ حرّةٌ يُمارسها الشاعر، لكن دونما أوهام. إذ ليس بمقدور الشعر أن يرُدّ قصفًا أو يصدّ نسفًا. لكنّه وسيلةٌ لترميم الأرواح المتعبة. إنّه منصّةٌ لإطلاق الصراخ الوجودي في وجه عالم أصمّ يتنصّل من آدميته. إنّها سلطة الفرد الجمعي. فقط، على الشاعر أن يمارس هذه السلطة الرّمزية بترفّع عن الحدث الظرفي الطارئ ليرتقي بها إلى لحظة الشعر اللانهائي ومقام الحالة الإنسانية. أمّا في حالة الإبادة التي تتعرّض لها غزّة اليوم، بتواطؤ مجرم من الغرب، فالسياسة والأخلاق وكلّ القيم الكونية تشهد اليوم لحظة إفلاسها التاريخي. لذا على الشعر أن يبقى شاهدًا على أخطر عملية تزييف للوعي، ويظلّ يقظًا لتسجيل لحظة الأفول الكبير للقيم.
 


(*) طرحتُ سؤالي السابق ممهّدا لسؤال يفرضه سياق حرق غزة بتواطؤ عالم غربي متحالف في أغلبيته مع الظالم التاريخي المغتصب المتحدث باسم مرجعية يهودية دينية في الوقت الذي يريد فيه القضاء على ممثلي ممارسي الإرهاب بمرجعية دينية إسلامية كما يقول. ماذا يستطيع ان يقوم به الأدباء والمفكرون والإعلاميون حيال إبادة إنسانية جديدة مستمرة في ظل منعٍ مؤسَّس أيديولوجيا وقانونيا وفكريا في دول غربية؟

إنّه تحالفُ طغمةٍ سياسيّة فاسدة ومن لفّ لفّها من نُخَبٍ إعلامية وثقافية تابعة ومُستفيدة، ولهذا فهي متواطئة. وهو ما قد يُعمّق الهوّة مع جمهور غربي حرّ لم يفقد قيمة الإنسان داخله، لكنّه بالمقابل فقد ثقته في هؤلاء جميعًا. فأضحى يعبّر عن نفسه عبر وسائل الإعلام البديلة وعبر اكتساح الشارع للإعراب عن استنكاره لجريمة الحرب، رافضًا أن تُسجَّل هذه الجريمة باسمه. خاصة في هذه الظروف التي تنتشر فيها الدعاية الحربية على نطاق واسع، فمن أجل عدم الإساءة إلى الحساسية العامة - أو بالأحرى حساسية القائد العام المشرف على عملية التطهير العرقي - يُطلَب من الجميع أن يتمتّعوا بقدرٍ هائل من الإنسانية الانتقائية مشفوعٍ بغير قليل من سوء النية. بمعنى: إدانة حماس بوضوح وشراسة ومنذ البدْء، والإقرار بأنّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يكن شيئًا يُذكَر قبل السابع من أكتوبر 2023. وكلُّ تقليبٍ عبثيٍّ في الأوراق القديمة وأيُّ تذكير بسياق الظّلم التاريخي المرتبط بالاحتلال الإسرائيلي هو محض ثرثرة غير مُجدية. هكذا يمكن عمليًّا تفهّم الإبادة الوقائية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة، والذي رغم تلقّيه لما يُعادِل قنبلتين نوويّتين يرفض - يا للتهوّر- النزوح إلى سيناء أو سيبيريا أو إلى أيّ خلاءٍ أكثر أمانًا. لكن، ماذا يمكن للأدب أن يفعله إزاء هذا الوضع الكارثيّ؟ برأيي يمكن للأدب أن يتشبّث اليوم، وأكثر من أيّ وقت مضى، بالسردية الفلسطينية مكرّسا للموقف الحرّ والتحليل المُركّب والنقد المزدوج. خاصة في وقت يصطفّ فيه الغرب وبشكل قاطع وراء السردية الإسرائيلية. والمؤسف حقيقةً أن نتفرّج اليوم على أناسٍ طالما صدّعوا رؤوسنا بمقولات حرية الفكر والإبداع وهم يقفون هذا الموقف المنحاز والمُخزي والمُصادِر لأبسط شروط حرية التعبير. لذلك نحتاج - نحن عديمي الحيلة - إلى المقاومة عبر الكلمة، من أجل إعادة صياغة السردية الفلسطينية، وتثبيتها، وتذكير أبناء جلدتنا وأيضًا أبناء الغرب الذي نعيش بين ظهرانيه بمسؤوليتهم الأخلاقية عن هذه الإبادة.

(*) بحكم ممارستك الإبداعية ونشاطك الثقافي والمهني في وزارة التعليم البلجيكية، ماذا عن صدمتكم المفترضة في بروكسل الناتجة عن تضليل مثقفين وإعلاميين كثر لمأساة غزة، والكيل بمكيالين عند مقاربتها تحليليا. وهل من خصوصية بلجيكية مقارنة بالفرنسية، وما تأثير الأصوات المناهضة لهذا التضليل؟

قد أبدو هنا كمن يُطرِي الأعشى في قارّةٍ اكتسحها العمى. إذ هناك أحزاب سياسية بلجيكية ضمن الائتلاف الحكومي تدعو إلى مقاطعة البضائع التي تنتجها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، احتجاجًا على ما يجري في قطاع غزة. كما أن الحكومة البلجيكية ستقدم تمويلًا يناهز 5 ملايين يورو للمحكمة الجنائية الدولية بقصد التحقيق في جرائم الحرب بقطاع غزة. هي مواقف لها رمزيتها، لكنّها لا تكفي، ولا تنفي الاصطفاف الأوروبي الرسمي وراء الموقف الأميركي الإسرائيلي. لكنّ المواقف المضيئة تأتي دوما من قوى المجتمع الحيّة، مثل منظمات الشباب والطلبة والنقابات. كنقابات عمّال النقل التي دعت أعضاءَها إلى الامتناع عن تحميل أو تفريغ شحنات الأسلحة التي تُرسَل إلى إسرائيل عبر المطارات البلجيكية في حين تجري عمليات إبادة جماعية في فلسطين. مثل هذه المواقف الشجاعة تُحرِج بروباغندا وسائل الإعلام الكبرى السائدة التي تضطرّ إلى بثّها على مضض قبل أن تستأنف عملها التضليلي. فمنذ 7 أكتوبر، ونحن نشهد أكبر عملية تزييف للوعي يتعرّض لها مواطنو بلجيكا البسطاء، وأفكّر في الجيران والزملاء والمعارف والأصدقاء. إنّهم يتابعون وبإسراف أنباء هذا الصراع، دون أن يفهموا ماذا يحدث بالفعل. بل ولا يخرجون من كلّ هذا الضجيج الإعلامي إلا ببضع كذبات منمَّقةٍ بعناية مُحايِدة. وكلما تكرّرت الكذبات أمامهم تصير لها قوة الحقيقة. حتى وسائل التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك مثلا، أضحت تمارس حصارًا جائرًا على المحتوى المتعاطف مع فلسطين والمناهض للاحتلال. شيء يدعو للإحباط حقّا. لكن، ومع ذلك تبدو الحالة البلجيكية أقلّ قتامة ممّا عليه الحال في "فرنسا الأنوار".



(*) أخيرًا، ماذا عن موقفك من بعض المثقفين العرب الصامتين حيال حرق غزة بدعوى رفضهم للإرهاب الإسلامي بشكل يتقاطع لديهم مع طرح مثقفي التضليل الذي يخدم إسرائيل، وأنت تعرف هؤلاء مثلي، علما أن ما صرّح به بعضهم، يرفضه حتى بعض المثقفين اليهود والأوروبيين؟

عمومًا أنا أحترم حقّ النّاس في الصّمت مثلما أحترمُ حقّهم في الكلام. وأعرف العديد من المنتسبين لحقل الأدب والثقافة ممّن يُحجمون عن التطرّق إلى الموضوع الفلسطيني اجتنابًا لشبهة "الإرهاب" وتهمة "معاداة السامية" التي قد تخلق لهم متاعب مهنية أو إدارية أو عقوبات تمويلية بل وحتى جنائية. فوزير العدل الفرنسي لم يتورّع عن تهديد كلّ من يتعاطف مع غزّة ويدعم المقاومة الفلسطينية بالسجن. والمؤسف أن يصمت العديد من المبدعين والمثقفين في الغرب عمّا يحدث، ومنهم من أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها على إثر الاجتياح الروسي لأوكرانيا. ولو أنّ هناك أيضًا أصواتًا نزيهةً تمارس ممانعتها وترفض السير ضمن رَكْب التضليل. وهي الآن بدورها تتعرّض للتهميش. لكنّ المُستهجَن بل والمُدان هو انخراط بعض المثقفين العرب ضمن جوقة الكورال التي تساهم في شيطنة الشعب الفلسطيني، أو بالأحرى حيونَتِه إعلاميّا، لتبرير تنصُّل العالم الحرّ من إنسانيته المُدّعاة. هكذا يمكنهم التفرّج على عملية تحويل هذا السجن المفتوح، المسمّى غزّة، إلى أكبر مقبرةٍ جماعيّةٍ بضميرٍ مرتاح.

 


نشيد الغفران


طلع النّهارْ

لتنجلي سحُب الغبارِ

عن المدينةْ

ولتَنْبَري من تحتِ أنقاضِ البيوت

أصداءُ آهاتٍ حزينةْ

تروي حكاياتِ الدّمارْ

 

طلع النّهارْ

فرفعتُ كفّي للسماءْ

وسألتُ يا رحمان فلتغفر لهم

إذ أنّهم

لا يعلمونْ

يا ربُّ

ماذا يفعلونْ؟

 

بعد الدّعاءْ

تجمّدَتْ في الحلق

شهقةُ يائسٍ

في المَحْجِرَين دموعُ

أطفالٍ قضَوْا

في السِّرّ

فسمعْتُ صوتًا نابعًا

من تحت

يطفح بالأسى

ويئنّ:

ربَّاهُ لا تغفِرْ لهم

إذْ أنّهم يدرون

وأنت تدري

يا إلهي

 

يهدمون البيت

فوقَ رؤوس أهليهِ

يطلقون قذائفَ الفسفور

على بَنيهِ

وينقّبون عن القنابل

في دُمى الأطفال

في ليل المُغَنّي

في حقيبة التلميذ

في جيب التّمَنّي

 

ويفتحون النار

على المصائر

والعناصر كلّها

على الحياة بمائها وسمائها

على العشب المحاصَرِ

في نشيج ترابها

على الضوء المُخَبّأ في النشيد

وفي أهازيج المخيَّم

 

كأنّ الموت

صار اليوم بالألوان

ليكون أنْضَر

كأنّا لم نعد نقـتات من خبزٍ

وماءْ

لنجوع أكْثَر

كأنّا لم نَعُدْ نحيا

كأنَّ هزيمةَ الإنسانْ

هي السبيل

لكي ترفرف نجمةٌ

على سطح أغنيةٍ

تلحّنها المَدافعْ

 

القاتلون هنا

هنا... والآنَ

يعلّقون الموت

على صدر الحياة

نِيشانا

وَبِزَّةُ الجنرال مزهوّةٌ

تجيب

من أعلى الأساطير

وتركب ظهر قتلانا:

 

قتلوكَ

فماذا بعدُ؟

العالم ينقص واحدًا

اثنين

جارَهما

وجارَ الجارِ

شعبًا

أو شعبين؟

 

فالكتب القديمة أقفلت

باب الحكاية

بِمِزلاجٍ مقدَّس

 

بلا مقابل يا ابن عمّي

باعَنا السِّفْرُ القديمُ

وجودَك المنسيَّ

في ليلِ الخريطةِ

منذ آلاف السنينْ

 

كَمَشْنا سماءَكَ

جفّفْنا نبعَ مائِكَ

سَهِرْنا ما تبقّى من مسائِكَ

فلِمَ انْتَصَبْتَ كغلطةٍ كبرى

في وجه جرّافةٍ وِدِّيَّةٍ

 

لو خلَدْتَ للنّوم بعيدًا

على شاطئ البحر

لما تهدَّمَت البنايةُ

فوق تاريخِ أهلِكَ

ولمّا أحرقت نار القذائف

منك الحكاية والصّور

 

فكيف لا تلملم الآن أشلاءَكَ

لتخرج من وطنٍ لم يَعُدْ لكَ

ومن زمنٍ ليس لكْ

كيف لا تقبلُ الآنَ

يا صاحبي

عُذْرَ مَنْ قَتَلَكْ؟


(بروكسل ـ آذار/ مارس 2009)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.