}

مقهى عبد الرزاق بوكبة الثقافي.. سيزيف جزائري ببرج بوعريريج

بوعلام رمضاني 11 يناير 2020
حوارات مقهى عبد الرزاق بوكبة الثقافي.. سيزيف جزائري ببرج بوعريريج
عبد الرزاق بوكبة مؤسس "المقهى الثقافي"
الرجال الذين صنعوا التاريخ بنسب متفاوتة في مجالات عدة وبقوا راسخين في الذاكرة هم الرجال الذين انتزعوا نزعا حب وتقديس المعجبين وبغض وحسد وريبة غيرهم من العدميين والكسالى والمتحدثين السلبيين الذين يتفرجون على المنتج دون تقديم البديل الأفضل. وعبد الرزاق بوكبة، الإعلامي والأديب والمناضل الثقافي الجزائري كما يعرف نفسه، يفرض الاحترام والتقدير في تصورنا بصرف النظر عن أي اعتبار يمكن أن يعد سلبيا لأنه الوحيد الذي يصنع الحدث الثقافي النخبوي وغير النخبوي في عز تحول جزائري غير مسبوق دفع البقال والنادل والحارس والشريف واللص والشيخ والطفل والسليم جسديا والمعوق والمعتوه عقليا والعصبي والهادئ إلى الحديث عن الحراك الشعبي الذي ما زال حيا يرزق حتى ساعة تحرير هذا الحديث.

من حق أي طاعن في عمل بوكبة، مؤسس "المقهى الثقافي" في مدينة برج بوعريريج الواقعة شرق الجزائر، التنبيه إلى جانب سلبي ما في مقاربته وفي خياراته الفنية والأدبية والإعلامية، لكن ليس من حقه في تصورنا عدم الاعتراف بإنجازه الأول من نوعه جزائريا على الأقل في سياق سيكولوجي واجتماعي وسياسي يثير السخرية حينما تسمع كلمة ثقافة وخاصة إذا اقترنت بكلمة النضال في زمن نضال معظم الناس في مجالات غير الثقافة.
في الحديث الذي جمعنا ببوكبة لا يكتشف القارئ الذي لا يعرفه الأديب كما يجب لأننا تعمدنا التعريف ببوكبة "سيزيف برج بوعريريج" الذي يسعى إلى إدخال الثقافة والفنون إلى المقاهي وإلى الملاعب الرياضية والساحات والحدائق العمومية والحافلات كما فعل اليابانيون. في هذا الحديث يكتشف القارئ رجلا جعل من الثقافة والأدب والفنون والصحافة والكتابة بوجه عام مبرر حياته.


(*) في البداية كيف تريد أن تعرف نفسك لقارئ لا يعرفك؟
- أنا من مواليد عام 1977 في ولاية برج بوعريريج الواقعة شرق الجزائر. أصدرت 14 كتابا في الشعر والقصة والرواية والمقال الثقافي وأدب الرحلة وأدب البيت ترجم بعضها إلى اللغات الإنكليزية والكردية والألمانية والفرنسية والكرواتية وفزت في مسابقة بيروت 39 لأفضل أربعين كاتبا شابا. أشرف على فضاء صدى الأقلام المسرحي في الجزائر العاصمة منذ 2005، وعلى المقهى الثقافي في مدينة برج بوعريريج وأدير دار نشر "الجزائر تقرأ"، أكثر الدور انتشارا. ساهمت في إطلاق عدة جوائز منها جائزة المسرحي الراحل الكبير محمد بن قطاف للكتابة المسرحية وجائزة ولد الشيخ لنصوص الصحراء وجائزة "الجزائر تقرأ" للإبداع الروائي.

منخرط ومنسجم ولست مشتتاً
(*) أنت موزع بين شتى أصناف الكتابة الأدبية والإعلام والتنشيط الثقافي. لماذا هذا الخيار؟
- أفضّل كلمات مثل "منخرط" و"منسجم" و"متواجد" على كلمة "موزّع" التّي تعني التشتّت، بينما لا أراني مشتّتاً. فأنا أمارس ذاتي ورؤاي وأمزجتي في كلّ تلك الحقول. كنت ابن أسرة فلاحيّة. وكان يدهشني تنوّع نشاطها الفلاحيّ، ثمّ سرعان ما تزول دهشتي حين أقف على جدوى كلّ نشاط من نشاطاتها التّي كانت تهدف إلى توفير حاجياتها على مدار الفصول. فأنا ثقافيّاً وأدبيّاً امتداد لعلاقة أسرتي بالأرض التّي لا تمنح عشّاقها وخدّامها لوناً واحداً ومنتوجاً واحداً وصنفاً واحداً. إنّني أكتب أصلاً هروباً من الأحاديّة والنّمطيّة وأجد ذاتي في تعدّد الأجناس الأدبيّة التّي أكتب كلّ جنس منها بشروطه وأصوله، وأغامر أحيانا بدمجها في تجربة واحدة، بحثاً عن المختلف والجديد والخارج عن النّمط. ذلك أنّ إيماني العميق بالحرّية هو ما يحرّكني. فأنا لست مطالباً بتقديم تقرير لجهة معيّنة أو الوقوف أمام مجلس محاسبة معيّن. إنّني أكتب لأكسر الحصار عنّي. فلماذا أحاصر نفسي بجنس أدبيٍّ معيّن في مسعى رفضي لأبجديات الحصار؟


(*) ماذا عن النّقاد والقرّاء؟ ألا تحسب لهما حساباً؟
- لماذا لا يحسبان هما حساباً لمنطلقاتي في الكتابة التّي هي ثمرة لمنطلقاتي في الحياة؟ فأنا لست مفكّراً أو سياسيّاً حتّى أتجاوز المعطى الذّاتي وأكتب لأجل الآخر.

إنّني أكتب من باب معايشة اللّحظة الذّاتيّة وتأبيدها في نصّ لا يعتمد لغة القاموس المتوارث بل لغة قاموس الذّات الذي اكتسبته من خلال تجاربها ومغامراتها ومعايشاتها الخاصّة. أليس الفنّ عموماً التزام بهواجس الإنسان؟


(*) تاريخيّاً كيف بدأت رحلتك مع الكتابة الأدبية؟ وكيف تكلّلت بشكل ملموس من خلال كلّ ما نشرت؟
- بدأت شعريّة في شكل محاولات ساذجة في الطّفولة. وتكرّست في المرحلة الجامعيّة ما بين عامي 1998 و2001. ثمّ ترسّخت بعد دخولي إلى الجزائر العاصمة منتصف عام 2002، حيث خضت تجارب إنسانيّة عميقة ومختلفة جعلتني أحرق كلّ كتاباتي السابقة وأشرع في كتابة تجارب جديدة ومختلفة لغةُ وهواجسَ ومعماراَ؟


(*) لماذا الحرق؟
- لأنّني وقفت على خواء مقولاتي الإبداعيّة، حين واجهت لحظة العراء بكلّ مفاهيمها في الجزائر العاصمة، في فترة كانت المدينة الجزائريّة تستعدّ فيها للخروج من قبضة الموت والخوف والعنف. حيث أصبحت الكتابة عندي مرتبطة بالحياة وبالتّجربة لا بالمساطر والأحكام والنّظريات الجاهزة. لقد كتبت تجربتي الأولى "من دسّ خفّ سيبويه في الرّمل؟" في الشّهور التّي أقمت فيها في الشّارع العاصميّ الذّي لم يكن ليله يحتكم إلى القوانين التّي كانت تسيّر النّهار الرّسميّ. ثمّ فجأةً خضت تجربة في التّنشيط الإذاعيّ والتّلفزيونيّ والصّحافة المكتوبة، بما أتاح لي الدّخول إلى عوالم أخرى بالموازاة مع بقائي في الأمكنة السّفليّة والمسحوقة. كيف تريد لنصّ تكتبه ذات تعيش بين "باب عزّون" و"المراديّة" أن يخضع للتّجنيس؟ 

(*) ثمّ أضربت عن الطّعام بسبب برنامجك التّلفزيونيّ الثقافي عام 2010. لماذا وكيف انتهت التّجربة؟
- بعد خمس سنوات قدّمت فيها ثلاثة برامج للتّلفزيون الجزائريّ حاولت فيها أن أكسر نمطيّة البرامج الثّقافيّة وأطرح فيها أسئلة تفرضها التّحوّلات المختلفة وأتفتّح فيها على الوجوه والأقلام والأصوات الجديدة، قرّرت الإدارة الجديدة للتّلفزيون منعي من الشّاشة ومن دخول مبنى التّلفزيون من غير أن تشرح لي سبب ذلك. كان ذلك في الأسبوع نفسه الذّي تحصّلت فيه على درع الرّيادة العربيّة في التّنشيط التّلفزيونيّ. فرأيت في ذلك تعسّفاً في حقّي بصفتي شابّاً جزائريّاً لم يتورّط في أخطاء مهنية، وقرّرت الإضراب عن الطّعام. دام ستّة أيّام تلقّيت فيها كمّاً هائلاً من التّعاطف من طرف قطاع واسع من الإعلاميّين والمثقّفين والفنّانين والمواطنين، ببما دفع الإدارة إلى إمضاء عقد معي من جديد. لكنّني تخلّيت عن الأمر وغادرت.

(*) لماذا؟
ـ لأقول لهم إنّني من الصّنف الذّي يخرج من تلقاء نفسه لا بإرادتكم أنتم الذين تسبّبتم في تصحير المنابر الوطنيّة من خلال التعسّف في حقّ المواهب الوطنيّة، حيث أصبحت تصنع مجد المنابر الأجنبيّة.

مناضل ثقافي

(*) كثيرون في حالتك يهاجرون تحت وطأة التأثر والحصار. ما تعليقك؟
- لم أتصرّف يوماً طيلة عملي في الصّحافة بكلّ أشكالها على أنّني موظّف بل على أنّني مناضل ثقافيّ يملك التزامات تجاه وطنه ومواطنيه، وعليه أن يفِيَ بها. لذلك كان الشّعار الذّي حملته خلال إضرابي عن الطّعام "نموت هنا وما نهاجرش". فخضت تجارب أخرى داخل الجزائر ولا أزال.


(*) لست الوحيد الذي عانى ثقافيّاً في التّلفزيون وفي الإعلام بوجه عامّ، وخاصّةً إذا ما تعلق الأمر بالثقافة. ما هي العلاقة التي ترى أنّها تربط بين سياسيينا والإعلام بوجه عام وبالإعلام الثقافي بوجه خاصّ؟
- ما عدا في مفاصل قليلة، لم يحدث أن اشتغل الإعلام الجزائريّ وفق معايير الحرّية وتثمين الكفاءة والأصول المهنيّة. وهو الوضع الذّي جعل الجرعة الثقافيّة فيه تمثّل هامشاً ضئيلاً وفولكلوريّاً لا يسهم في تثمين وعيٍ قائم أو صناعة وعي جديد. 
 

(*) أنت مستمر في الكتابة. ودخلت غمار النّشر والتّنشيط الثقافي. كيف تمكّنت من ذلك في ظلّ استمرار تهميش كلّ ما هو ثقافيّ؟ وما هو سرّ إصرارك ولعب دور سيزيف الجزائر؟
- لطالما كان شعاري "أنا لا أكتب لأصير نجماً. أنا أكتب كي لا أصير حجراً". وإنّ هذا الزّهد في الشّهرة والظّهور وتحقيق مكاسب ماديّة على حساب المبادئ والأخلاق المهنيّة والثقافيّة هو ما منحني طاقة الصّبر على واقع متعب وباعث على اليأس. لقد كنت ولا أزال أمنح نفسي الحقّ في دخول أيّ مؤسّسة رسميّة محاولة منّي لمعرفتها من الدّاخل وللمساهمة بضخّها برؤى جديدة ومفيدة، لكنّني كنت أضع ورقة استقالتي في جيبي، لأخرجها في اللّحظة التّي أرى فيها أنّ استمراري أصبح مخلّاً بحيائي كاتباً وناشطاً ثقافيّاً. ولقد كان من الصّعب جدّاً أن تحافظ على حيائك ونقائك ونزاهتك في المرحلة البوتفليقيّة.

كان من الصّعب جدّاً أن تحافظ على حيائك ونقائك ونزاهتك في المرحلة البوتفليقيّة 

















(*) هل هذه الرّوح هي ما جعلك تصمد وتدير عدّة مشاريع دفعة واحدة، مثل إدارة نشر دار "الجزائر تقرأ"، وفضاء "صدى الأقلام" في العاصمة، و"المقهى الثقافي" في مدينة برج بوعريريج، وتكتب وتعيش كربّ أسرة له التزامات؟
- كنت ولا أزال مستعدّاً لأن أخسر أيّ مصلحة من أجل ألّا أخسر ذاتي وقناعاتي. ولا شكّ في أنّني ارتكبت أخطاءً وحماقاتٍ، خلال هذا المسار،

لكنّني لم أرتكب خياناتٍ وتواطؤاتٍ في حقّ الجودة والقيم النّبيلة التّي ينبغي على الكاتب والنّاشط الثقافيّ أن يتحلّى بها. وكانت معظم نشاطاتي ومبادراتي وتحرّكاتي تطوّعية، في مسعاي إلى المساهمة في تفعيل مشهد ثقافيّ جزائريّ حقيقيّ، وفق رؤى أومن بجدواها. وقد جمعتها في كتابي "نيوتن يصعد إلى التّفّاحة" عام 2012، وبقيت وفيّا لها في ما كتبته من مقالات وأجريته من حوارات لاحقاً. إنّ غياب الانسجام في مسارات قطاع واسع من نخبتنا المثقفة هو ما أدّى إلى تشويهها وإبعادها عن شارعها وتقزيمها من طرف نظام سياسيّ معقّد من النخب منذ زمن بعيد يتجاوز الاستقلال الوطنيّ.

المؤسّسات الحكوميّة ملك للشّعب الجزائريّ
(*) حضرت مؤخّراً في مدينة برج بورعريريج حفل تكريم "المقهى الثقافي" الذّي تشرف عليه رفقة نخبة من الشّباب والمثقفين، منهم الشّاعر رشيد بلمومن، لمجموعة من المبدعين من دون إمكانات مادية ومالية، لكن في "دار الثقافة" التّابعة للحكومة. هل تستاءون من شكّ البعض في استقلاليتكم حيال السّلطة التّي تحاربون فسادها عبر صفحتكم وعمودكم اليوميّ "فنجان ساخن" ومواقفكم؟ وكيف تردّون على الذين يقولون إنّ دعماً ما يأتيكم من جهات خفية؟

- نتصرّف انطلاقاً من قناعة بسيطة هي أنّ المؤسّسات الحكوميّة ملك للشّعب الجزائريّ. وأنّ ميزانياتها الماليّة من الخزينة العامّة التّي هي ملك للشّعب أيضاً. ونحن أبناء هذا الشّعب ولنا الحقّ فيها لتنفيذ برامجنا الثقافيّة التّي تصبّ في المصلحة العامّة للشّعب لا في المصلحة الخاصّة للحكومة. وإنّنا نرى أنفسنا على صواب ما دمنا لم نزكِّ سياساتٍ ووجوهاً ومواقفَ وتوجّهاتٍ فاسدة، ذلك أنّ الفعل الثقافيّ في الجزائر ضاع بين نخبة انخرطت في المساعي الرّسميّة، فراحت تزكّيها وتدافع عن خياراتها، ونخبة أخرى نأت بنفسها تماماً تاركة المنابر العامّة التّي هي ملك عامّ أصلاً نهباً للفراغ والفارغين. وإذا كانت هناك جهات خفيّة تموّل مشروع "المقهى الثقافيّ" فهي جيوبنا الخاصّة التّي نستحي من الحديث عن مساهماتها لأنّنا نرى ذلك واجباً ثقافيّاً ووطنيّاً وأخلاقيّاً.  

(*) رافقتكم إلى مقهى "القعدة" الذي أهديت فيه نسخة من كتابي حول الحراك إلى صاحب المقهى السيد بوعلام الذي كان طالباً في بروكسل. كيف بدأت حكاية "المقهى الثقافي" في مدينة برج بوعريريج؟ وكيف تستمرّ في ظلّ إمكانات محدودة؟
- أنت تقصد مبادرة "مكتبة في مقهى" التّي أطلقتها أسرة "المقهى الثقافي"، حيث إنشاء مكتبات صغيرة في المقاهي الشّعبيّة، على غرار مبادرات أخرى سنطلقها قريباً مثل "مكتبة في حافلة" و"مكتبة في مستشفى"، وتنظيم توقيع كتب عند مداخل ملاعب كرة القدم، في مسعانا إلى ابتكار أفكار جديدة تكرّس فعل القراءة في الشّارع الجزائريّ، عوضاً عن الاكتفاء بالحديث عن أزمة المقروئيّة.

والحديث قياس على مبادرات أخرى تهدف إلى ردم الهوّة بين الأفعال الثقافية المختلفة والشّارع، مثل "المقهى الثقافي براري" و"المقهى الثقافي طريق سيّار" و"المقهى الثقافي الجامعي" و"المقهى الثقافي أطفال" و"المقهى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصّة"، إلى جانب الجلسة الشّهرية الرّئيسيّة التّي تحمل شعار "حوار الجماليات"، لأنّها تتضمّن وجبة يلتقي فيها الشّعر والرّواية والكتاب والمسرح والموسيقى والتّشكيل والفكاهة والفيلم القصير. إنّ مشروع المقهى الثقافيّ الذي احتفل بذكرى تأسيسه الأولى بمطلع شهر أكتوبر هو كلّ هذه الأفكار التّي سنجسّد معظمها في الواقع وننتظر تتوفّر مناخات معيّنة لتجسيد الباقي، ذلك أنّها تقتضي التّكافل والتّكامل. وهذا ما نفتقده حالياً، فكثير من المثقفين شغوفون بممارسة النّميمة والتخندق خلف الشّاشات عوضاً عن المبادرة في الميدان. قال لي مرّة أحدهم إنّكم في "المقهى الثقافي" تعلنون عن مبادرات كثيرة ولا تنجزون بعضها، فقلت له إنّ تأخّر إنجاز ذلك البعض كان بسبب عدم مساهمتك فيه ولو بـ"لايك" في فيسبوك.

(*) لماذا تسمية دار "الجزائر تقرأ" وهي لا تقرأ كما تعلم، وهل تريد أن تساهم في تحويل الجزائري إلى قارئ بالنحت من الصخر والإيمان بأن الثقافة مبدأ ونضال ومقاومة وتقاليد يجب أن تؤسس؟
- نحن لا نملك ناشرين يحتفون ولا يختفون. ولا نملك شبكة توزيع حقيقيّة. ولا نملك سياسة كتاب مواكبة. ولا نملك برامج دعم للكتاب تخلو من الثّغرات والفساد.

هذا ما يجب أن نتحدّث عنه. لكنّنا نملك قارئاً جديداً ومختلفاً ليس مرصوداً، ولا يُراد أن يُرصد. والدّليل أن ثمّة مبادرات قراءة شبابية تقوم بعمل جبّار، مثل مبادرة "تنوين" لم تحظ بما يجب من الضّوء. وإنّ مشروع "الجزائر تقرأ" استطاع أن يقلب كثيراً من المفاهيم ويحقّق كثيراً من الإنجازات في حقل القراءة، رغم الإكراهات المختلفة.

(*) شاركت مؤخّراً في صالون كتاب الجزائر ككاتب وإعلامي ومدير نشر. فكيف وجدته وهل جاء بالجديد؟
- إنّ وجود المعرض في ذاته مكسب علينا الحفاظ عليه والسّعي إلى ضخّه برؤى وبرامج ووجوه جديدة. فمن غير المعقول أن يوكل الإشراف عليه إلى غير النّخبة الجديرة والقادرة على منحه الرّوح والكفاءة اللّازمتين.

(*) ما هو تعليقك على سجن وزيرة ثقافة في عزّ الصّالون والتّي يقال إن شراءها الكثير من ذمم الناشرين يصب في صلب هدرها المال العام؟
- هل سيؤدّي سجنها إلى استعادة هذا المال العامّ؟ أم أنّ سجنها وغيرها من الوجوه يأتي لتبريد الحراك؟ نريد عدالة انتقالية تحقّق العدل في ظلّ سلطة شرعيّة لا عدالة انتقاميّة تحقّق خدمة أشخاص معيّنين في مرحلة معيّنة. 


(*) أخيراً هل تراهن على الرئيس القادم لتعيين وزير ثقافة يصلح في ظل ظروف سياسية يرفضها معظم الحراكيين؟
- رفضي للانتخابات القادمة لفساد سياقها ولقفزها على مطالب الحراك يجعلني لا أهتمّ بمن ترشّح أصلاً. فكلّ مترشّح في سياق فاسد لا يعنيني. وإنّ مصداقية أيّ وزير للثقافة لا تتأتّى من الكفاءة الشّخصية فقط، بل أيضًا من شرعية الحكومة التّي ينتمي إليها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.