}

لا جديد في انتخابات رابطة الكتّاب الأردنيين.. فوز العزوف

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 17 سبتمبر 2019
هنا/الآن لا جديد في انتخابات رابطة الكتّاب الأردنيين.. فوز العزوف
اثنان فازا عن تيار القدس المؤيد للنظام السوري
كما كان متوقعاً، ووسط عزوف لافت، فازت قائمة تحالف التياريْن "القومي" و"الثقافي الديمقراطي"، بأغلبية مقاعد الهيئة الإدارية الجديدة لرابطة الكتّاب الأردنيين، بحسب نتائج تلك الانتخابات التي أقيمت قبل أيام في العاصمة الأردنية عمّان.

بُعيد الانتخابات عُقِد الاجتماع الأول للهيئة الإدارية الجديدة، اجتماعٌ حَرَدَ عنه مرشح مقعد

رئيس الرابطة لتيار القدس د. محمد عبيد الله (هو واحد من اثنين فازا عن تيار القدس المؤيد للنظام السوري؛ عبيد الله غاب عن الاجتماع والكاتب جلال برجس اعتذر عن عدم قبول أي مهمة إدارية)، وأسفر الاجتماع عن إعلان الشاعر سعد الدين شاهين رئيساً جديداً لرابطة الكتاب الأردنيين، بعد أن حصل التحالف الذي يمثّله شاهين على تسعة مقاعد من أصل 11 مقعداً هي مجموع مقاعد إدارية رابطة الكتّاب الأردنيين التي تأسست عام 1974، بوصفها غطاء سياسيّاً للأحزاب القومية واليسارية والنضالية التي كانت تعمل أيامها تحت الأرض ملاحقةً وممنوعةً من النشاط العلنيّ.
الملمح الأهم للانتخابات التي جرت وسط خرابٍ عربيٍّ ماحق، هو تزايد عدد أعضاء رابطة الكتّاب الأردنيين المنفضّين من حول بيت المثقفين الأردنيين، فمن بين حوالي 1200 عضو منتسبٍ للرابطةٍ، بلغ عدد المسددين حوالي 550 عضواً، ومن بين هؤلاء المسددين شارك بالانتخابات أقل من 430 ناخباً، ما يعني أن ثلث الأعضاء فقط شاركوا بالانتخابات وسط حالة استقطاب حادّة تفاقمت بعد ربيع الثورات العربية خصوصاً ثورة الشعب السوري ضد النظام الحاكم هناك، ما أدى إلى انقسام الرابطة عامودياً وتراجع دور الرابطة بوصفها هيئة ممثلة للمثقفين الأردنيين ومعبّرة عن آرائهم وساعية لتحقيق مطالبهم النقابية وحشد طاقتهم المعرفية للعب دور مؤثر على الساحتيّن المحلية والعربية، والمشاركة في الحياة العامة وتبني مواقف قومية وقيمية، والارتقاء بالذائقة العامة، وحراسة الوعي والذاكرة والإبداع الخلاق.
حالة العزوف تتصاعد بين مختلف شرائح أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين، ومرجعياتهم واتجاهاتهم. وهي، إلى ذلك، حالة عابرة للأجيال المنضوية تحت لواء الرابطة (بدءاً من جيل السبعينيات وصولاً إلى الجيل الكتابي المنتمي للألفية الثالثة).
ويكفي، لمن يرغب التحقق من حالة العزوف ومن الوضع المحزن للرابطة، أن يمرّ على صفحات عدد لا بأس به من أعضائها، ليقرأ التعليقات المتسائلة عن جدوى فرض قوائم على الراغب ترشيح نفسه، والمعلنة أسفها على خلو تلك القوائم من أسماء وازنة وقامات لا خلاف حولها. ومن وجود عدد مؤسف من الأسماء غير المعروفة، وغير المؤثرة بالمشهد الإبداعي المحلي (طبعاً وبتحصيل حاصل المشهد العربي).
الوضع المتأزم لبيت المبدعين الأردنيين يطرح سؤالاً موجوعاً وصريحاً: رابطة الكتّاب الأردنيين إلى أين؟
فحالة الفراغ والضياع التي يعيشها بيت المبدعين الأردنيين، شجّعت أطرافاً خارجية دحلانية (نسبة لمحمد دحلان) على فرض أجنداتها، ودسّ أصابعها غير البريئة في الصحن الحائر.
ثمة غصة في وجدان من خاضوا حتى العظم ولسنوات طويلة من أعمارهم في خدمة العمل الثقافي العام. وثمة من يرى لا جدوى كل ذلك، مؤكداً أن الإبداع خيار فرديٌّ لا علاقة له بهيئة أو إطار تجميعيٍّ أو مؤسسةٍ ناظمة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.