}

من المجتمع الجماهيري إلى الثقافة الجماهيرية...

يحيى بن الوليد 28 نوفمبر 2017
هنا/الآن من المجتمع الجماهيري إلى الثقافة الجماهيرية...
لوحة للفنانة الفطرية المغربية الشعيبية طلال

لعلّ أوّل ما يستوقف في مفهوم "الثقافة الجماهيرية" (Mass Culture)، ومن حيث جمعُه بين مصطلحين متباعدين وملتبسين، هو صفة "الجماهيرية" في دلالة على الجمهور الذي يمكن تعريفه بأنه "تكتّل أفراد، متحرّرين من انتماءاتهم الاجتماعية" كما نقرأ في موسوعة "Universalis" (الفرنسية)، وذلك كلّه من أجل التعاطي لنص معيّن ومحدّد في الزمان والمكان. وقد يكون هذا النص مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا، وقد يكون جامعا بين أكثر من خاصية من الخواص الثلاث؛ وذلك كلّه في إطار من "الصناعة الثقافية" بمواصفاتها واشتراطاتها الأساسية. وليس ضروريا أن يكون هذا النص من النصوص المعتمَدة أو المكرَّسة أو المعيارية، بل قد يكون ــ والحال كذلك في الأغلب الأعم ــ من النصوص الصغيرة أو الهامشية أو المتاخمة أو حتى "الهابطة"... لكن شريطة أن تستجيب هذه النصوص لـ"التمثيل" (Représentation) تبعا للمفهوم القاعدي في النقد الثقافي. ومن ثمّ قدرة هذا النص على الإسهام في تفجير "خطابات" الثقافة الجماهيرية.

 برامج "خدمة الذات"

وقد يكون الجمهور في المكان نفسه مثلما هي الحال في مباريات كرة القدم في الملاعب أو الاستادات أو الشاشات الكبرى في الساحات والميادين أو في المسارح أو قاعات السينما أو قاعات العروض الموسيقية... وقد يكون متفرّقا في البيوت كما هي الحال في التعامل مع البرامج الإذاعية والتليفزيونية والموسيقى المسجّلة. واللافت، مع معطى الثقافة الجماهيرية، أن الحياة اليومية تستهلك بدرجة كبيرة في مشاهدة التلفزيون من قِـبل من يصطلح عليهم بـ"مدمني التلفزيون"، ومن خلال الاستماع إلى برامج "خدمة الذات" وتسليتها في الراديو، ومن خلال قراءة الصحف حيث "أنماط المقالات التي تندفع نحونا بقوة وسرعة" وقراءة المجلات حيث آخر الأخبار عن الموضة والأزياء والأطعمة والأشربة ومشاهير الرياضة... إلخ. وذلك كلّه في دلالة على مجتمع قائم بذاته، في أوروبا وأمريكا الشمالية، نعته السوسيولوجي الفرنسي جان بودريار (J. Baudrillard) ــ عبر عنوان كتاب له ــ بـ"مجتمع الاستهلاك" (La société de Consommation)... مشيرا فيه إلى أن مجتمع الاستهلاك قائم على "أساطير" و"بنيات" في الوقت ذاته، وأن تأثير الاستهلاك يتجاوز المواد المستهلكة ذاتها نحو المجموعات أو المجتمعات ذاتها، إضافة إلى ما يتكشف عن هذا الاستهلاك من "نسق ثقافي" متولِّد في إثر عمليات الاستهلاك ذاتها.

 

راحت وسائل الإعلام تكتسي بعدا دينيا أو مقدّسا كما يقول أرثر أيزابرجر (Arthur Asa Barget ) في كتابه "النقد الثقافي" (ترجمة: وفاء إبراهيم، ص207)، ومن الجلي أن توجّه هذه الوسائل المجتمع. ويحصل ذلك كله، وبالكلية، في الثقافة ذاتها التي تصل ما بين الإنتاج الإعلامي والاستهلاك الجماهيري؛ وهذا بعد أن كانت "حروب الثقافة التي تثير الاهتمام هي تلك التي تعنى بمسائل التطهير العرقي، لا بمزايا وفضائل راسين أو المسلسلات التي تعالج مشكلات الحياة المنزلية" كما يقول تيري إيجلتون في كتابه "فكرة الثقافة" (ترجمة: ثائر ديب، ص114). ودون تغافل، هنا، ومن ناحية المسلسلات ذاتها، عن تأثير "المعرفة التلفزية" في صفوف النساء. لا ينبغي، إذن، التقليل من دراسة المسلسلات ولا حتى من دراسة إعلان مقارنة مع دراسة مسرحية من مسرحيات شكسبير تبعا للقولة المكرورة في مجال النقد الثقافي. فمادونا وأجاتا كريستي وسلفستر ستالون (وشعبان عبد الرحيم في الحالة المصرية وغيره من الظوهر في العالم العربي)... يمكن التعامل مع كل واحد منهم، وفي مجاله، كـ"مادة ثقافية". ولعل في هذا أحد وجوه ما اصطلح عليه، مع تيارات النقد الثقافي، بـ"المنعطف الثقافي" (Cultural Turn) الذي تصاعدت وتائره أكثر مع بداية الألفية الثالثة.

 
موت الأدب

ويظل حضور التلفزيون كاسحا في سياقات الاستهلاك في الولايات المتحدة، وعلى ما يلازم هذه السياقات من آليات "الاستخدام والإشباع" الكامنة في بنيات الثقافة الجماهيرية ذاتها. فالشخص العادي، في هذه الولايات، يشاهد التلفزيون بنسبة 4 ساعات كل يوم ويستمع إلى الراديو بمعدلات أكبر بكثير. كما أنه يقرأ الصحف والمجلات بمعدلات كبيرة ولكنه نادرا ما يقرأ كتبا ("النقد الثقافي"، ص216). ومن ثم دلالة "موت الأدب" في إشارة إلى كتاب الأمريكي ألفين كرنان (Alvin Kernan)، وهو كتاب مفيد في مثل سياق "المجتمع الجماهيري" الذي أفضى ــ ومن خارج أيّ تصوّر ميكانيكي ــ إلى "موت الأدب" لاعتبارات عديدة في مقدّمها ثورة الاتصالات وبخاصة من ناحية التلفزيون الذي أخذ يحلّ محل الأدب بعد أن خطف من القراءة امتياز وسيلة المعرفة الأولى.

صحيح أن وسائل الإعلام لا تحمل النصوص فقط، بل تؤثّر أيضا في هذه النصوص وبطرق مختلفة... غير أن هذه الوسائل تظل موجودة في المجتمع مثلما يظل المجتمع موجودا فيها بطرق مختلفة ومهمة كما يشرح الدارس الأمريكي (المختص في وسائل الاتصال والإعلام) آرثر بيرغر (Arthur A.Berger) على امتداد كتابه "وسائل الإعلام والمجتمع". فالمسألة ليست مسألة تقنية، وإنما هي مسألة ثقافة أو بالأحرى مسألة تشكيل ثقافة. وهناك اختلاف بخصوص تصنيف هذه الثقافة وقراءتها؛ ذلك أننا لا نشاهد التلفزيون في حد ذاته، لأنه في النظر الأخير مجرد صندوق أو مجرد شاشة فارغة ما لم يكن شغّالا. ومن ثمّ دلالة "الوسيلة هي الرسالة"، ومن ثم فـ"وسائل الإعلام هي رسائله"، تبعا لقولة منظّر وسائل الإعلام الكندي الأشهر مارشال ماكلوهان (M. Mcluhan)؛ وهو ما ينطبق على باقي وسائل الاتصال.  يقول سايمون ديورنغ (Simon During) في كتابه "الدراسات الثقافية": "وعندما انطلقت الدراسات الثقافية البريطانية في العام 1964 كانت هناك وسيلة جديدة ــ التلفاز ــ تُظهر إشارات على مقدرتها الاستثنائية في تشكيل الثقافة" )ترجمة: ممدوح يوسف عمران، ص177).

 ثقافة الشخص العادي

فـ"المعيار"، وفي إطار من تأثير الثقافة الشعبية ووسائل الإعلام، هو الحياة اليومية وهو دور الثقافة الجماهيرية في هذه الحياة. ولذلك يتمّ تعريف الثقافة الجماهيرية على أنها ثقافة الشخص العادي وثقافة العروض التلفزيونية والأفلام والتسجيلات والبرامج الإذاعية والأطعمة والموضة والمجلات والظواهر الأخرى التي تلعب أدوارا هامة في حياتنا اليومية. إضافة إلى الثقافة الكروية وثقافة الهاتف المحمول وثقافة الهيب هوب... بلغة زماننا.

وثقافة من هذا النوع تقوم، من منظور سوسيولوجيا الثقافة (بصفة عامة)، على "تمثلات" تلوي بأبنية الثقافة الجماهيرية في محيطها المباشر. ومن هذه الناحية يأخذ على الثقافة الجماهيرية أنها تكون دائما "سابقة التمثّل"، ومعنى ذلك أن استجاباتنا تكون مقرّرة سلفا وليست ناتج تفاعل أصيل مع النص والممارسة. وهي الفكرة التي ارتبطت ــ أكثر ــ بتيودور أدورنو (T.W. Adorno) وهو أهم فيلسوف في مدرسة فرانكفورت.

ومن المفهوم أن تفرض الثقافة الجماهيرية ذاتها في الدراسات الثقافية، لكن بكثير من التحوّط حتى لا يتم توحيد النظرة بخصوص مكانة هذه الثقافة في هذه الدراسات وعلى نحو الذي يجعل من هذه الأخيرة حاضنة وداعمة ومُشكِّـلة لثقافة الجماهير. ولذلك تجدر الملاحظة إلى أنه في الوقت الذي عمدت فيه الاشتراكية البريطانية، كما يشرح راسل جاكوبي (R. Jacoby) في كتابه "نهاية اليوتوبيا" (ترجمة: فاروق عبد القادر)، إلى إبقاء ثقافة الجماهير في موقف الدفاع... حاول الراديكاليون البريطانيون استخلاص ثقافة متميزة قائمة على أساس طبقي، وناصروا فكرة ثقافة الطبقة العاملة، ورأوا أنها مهدّدة من جانب ثقافة الجماهير. وحسب أحد التفسيرات "إن تهديد الحياة التقليدية للطبقة العاملة كان حاسما فيما يتعلق بالتطوّر المبكر للدراسات الثقافية...". ويشار إلى أن كتاب ريتشارد هوغارت (R. Hoggart) "فوائد معرفة القراءة والكتابة"، الذي ينظر إليه على أنه عمل مؤسّس في الدراسات الثقافية، كان يحتفي بثقافة الطبقة العاملة، ويهاجم ثقافة الجماهير. وكما كرّس رايموند ويليامز (R. Williams) شطرا كبيرا من حياته لمناهضة ثقافة الجماهير، بل إنه انخرط لسنوات في تعليم الكبار.

 
نقد الثقافة الجماهيرية

فالثقافة الجماهيرية كيّان متشعّب رغم بساطتها الظاهرة، إضافة إلى أن تناولها بالدرس والتحليل يستلزم ــ بلغة "حفريات المعرفة" ــ "صندوق أدوات" (Boite a Outils) يستند إلى مرجعيات تفيد من نظريات وقامات كبرى منها مارشال مكلوهان (الذي أحلنا عليه) ووالتر ليبمان (W. Lippmann) صاحب كتاب "جمهور الأشباح" (Le Public fantôme) (1925) ونوام تشومسكي في تركيزه على "التلاعب بالعقول" و"صناعة الإذعان"... دون التغافل عن القامات التي انتقدت الثقافة الجماهيرية في عصر التصنيع والاستنساخ والتشيئ مثل تيودور أدورنو وهربرت ماركوز... إلخ. وأما المواضيع التي تعنى بالثقافة الجماهيرية ــ وتوضّحها في الوقت نفسه ــ فتبدأ من مفهوم الثقافة ذاتها مرورا بالميديا والصناعة الثقافية والمجتمع المعاصر والرأسمالية والتكنولوجيا والإيديولوجيا والهيمنة... إلخ.

إن ما يهمنا هو "ثقافة الجماهير" في حد ذاتها وعلى وجه التحديد مصطلح "ثقافة الجماهير" الذي نجم عن "مجتمع الجماهير" أو "المجتمع الجماهيري المتجانس على نحو سلس" كما ينعته آرثر بيرغر في "وسائل الإعلام والمجتمع" (ص217). ولذلك تبقى الثقافة الجماهيرية، ومن خارج الارتهان لمبادئ السوق وماكينات التضليل، قابلة للنقد الثقافي ذاته... لكن من خارج كليشه "ثقافة النخبة" وتصوير "الجماهير دائما باعتبارها شيئا خطيرا" وبخاصة في المنظور الذي يفضي إلى "عصر ديمقراطية الجماهير الكريهة"  و"سقط المتاع الجماهيري" والجماهير القطيعية والمصفقة ومجموعات "أفيون الثقافة".. وهو توصيف أرحم مقارنة مع توصيف "الثقافة الخنزيرية" و"الثقافة الحشدية" أو ثقافة الحشود: حشود الحمقى الميؤوس منها والدمّى الكبيرة المتلاعب بها والمنذورة للاستهلاك لا الإنتاج.... إلخ. لقد حصل انزياح على مستوى التعاطي للثقافة الجماهيرية من قبل السوسيولوجيين والباحثين، إذ  بدلا من جعلها موضوعا للدرس والبحث تمّ جعلها موضوعا للسجال بأبعاده الثقافية والجمالية والأخلاقية وحتى السياسية. وبلغ ذلك ذروته، بل بلغ حدّ "السُعار" كما نقرأ في موسوعة "Universalis"، في خمسينيات القرن المنصرم في أوساط الإنتلجينسيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

 الثقافة العليا وثقافة الجماهير

هناك من الأسباب لانتقاد الثقافة الجماهيرية (كما يقال) و"الشعبوية الثقافية" (بصفة عامة)، لكن من خارج أن نلقي على منتجات الثقافة الجماهيرية بكل شيء من خلال "تشكيل الذوق وتسطير الأهداف وتحديد القيم" ومن خارج "منطق إما... وإما...": إمّا الاحتفاء بـ"الثقافة العليا" وإمّا تمجيد ثقافة الجماهير. لقد انتهى، وبأكثر من معنى، عهد الجماهير العمياء والفلول والحشود... أو على الأقل يمكن القول بأن الثقافة الجماهيرية "معدّة أو منتجة لاستهلاك جماهيري واسع". وقبل ذلك أليست الثقافة، وبتعبير السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو، "استهلاك منتج" يسهم في خلق الرأسمال الثقافي؟ وبأي فهم يمكن حرمان الجماهير من أشكال من الخيال الثقافي العام على مستوى الإسهام في "المجتمع المتخيّل" باصطلاح بندكت أندرسون (Benedict A.) في كتابه الشهير (Imagined Communities) (1983) الذي يحلّل فيه ــ من منظور نقدي ــ إسهام المتخيَّل في تشكيل المجموعات والقوميات.

وعلى مستوى آخر فالقول بـ"مجتمع جماهيري متجانس على نحو سلس" (كما ينصّ على ذلك دارسو الثقافة الجماهيرية) لا يفيد ألبتة أي ضرب من التجانس التام وبخاصة مع العولمة بآلياتها "التفكيكية" للهويات الجماعية والفردية وعلى صعيد الثقافة ذاتها حيث أشكال من الثقافة على مستوى التهجين وعدم التجانس وعلى مستوى الترويج للاختلافات والتعدّديات. يلخص آرثر بيرغر، في كتابه "وسائل الإعلام والمجتمع"،  قائلا: "وبدلا من إيجاد مجتمع جماهيري في أمريكا (والشيء ذاته ينطبق على العديد من البلدان الأخرى)، فإننا نجد عكس ذلك تماما: ما ينطبق وصفه بالتعددية الثقافية والثقافة الشعبية التعددية، مع أعداد كبيرة من الثقافات الفرعية والثقافة الشعبية التعددية (ص216). وفي هذا الصدد يمكن التأكيد على تجزيء الثقافة وتشظيها على نحو ما يشرح دنيس كوش  (Denise koch) في كتابه "مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية". ومن ثم الحديث مثلا، عن ثقافات أشرنا إلى البعض منها مثل "ثقافة الهيب ــ هوب" والثقافة الكروية وثقافة الهاتف المحمول، إضافة إلى ثقافة المهاجرين وثقافات الأصل.


التشكيل الفردي للهويات 

ويبقى أن نركز على أن الجمهور، فهما وتجسيدا، في الخمسينيات التي تعود إلى فترتها بدايات نظرية الثقافة الجماهيرية، ليس هو الجمهور في الستينيات والتسعينيات...وصولا إلى فترتنا هذه. ويذهب الناقد والمنظّر الأدبي الأمريكي (والمصنف ضمن مدرسة فرانكفورت) دوجلاس كِلنر (D. Kellner)، في دراسة متينة وموسومة بـ"مدرسة فرنكفورت والدراسات الثقافية البريطانية ــ الصيغة المفقودة" (ترجمة: كرم أبو سحلي) ومتضمّنة في ملف "النقد الثقافي" بمجلة "فصول" (العدد 99، ربيع 2017)، إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، وفي ظل هذا "الظرف الجديد المبتكر" كما ينعته، يتعلق بقيمة استخدام التقاليد القديمة لنظرية مدرسة فرانكفورت [المنتقدة للثقافة الجماهيرية] والدراسات الثقافية البريطانية [المتناسية والمناهضة للمدرسة ذاتها]. ويواصل الدارس نفسه قائلا: "في طور أحدث للدراسات الثقافية كان تحوّل ــ في العالم الناطق بالإنجليزية ــ نحو ما يمكن تسميته بالإشكالية ما بعد الحداثية التي تؤكّد على اللذة، والاستهلاك، والتشكيل الفردي للهويات في إطار ما أطلق عليه مكجوجان (Macguigan) "الشعبوية الثقافية"). ويستجيب هذا التحوّل لمرحلة لاحقة من الرأسمالية هي المرحلة الجديدة للرأسمالية التكنولوجية حيث الميديا الجديدة وتكنولوجيا الكومبيوتر المتنوعة، وحيث رغبات التملّك واحتياجات الاستهلاك والتدفق الحاد للمنتجات في سياق نظام اجتماعي جديد؛ وهي آخر مراحل الرأسمالية. وعلى مستوى المقولات النظرية والمستندات التصوّرية تكرّر الشعبوية الثقافية، من منظور صاحب الدراسة، ابتعاد نظرية ما بعد الحداثية عن الماركسية واختزاليتها المزعومة، والسرديات الكبرى للتحرر والسيادة، وغائية التاريخ (صص 256 ــ 257).

 

نقد الثقافة الجماهيرية وارد كما أسلفنا، وتلافيا ــ ابتداءً ــ للسقوط في أي ضرب من "الغطرسة الثقافوية الجماهيرية". ومن جهتنا سعينا إلى التشديد على الثقافة الجماهيرية في حضورها المستقل (نسبيا) وفي إطار من التمييز بينها وبين الثقافة الشعبية... دون أن يكون في نيتنا إلحاق الثقافة الجماهيرية، بالكلية، بالثقافة الشعبية. ذلك أنه ثمة من يصل الثقافة الجماهيرية بالثقافة العليا أو ثقافة النخبة أيضا، بل ثمة من يبحث لها ــ ولعله الموقف الأرجح بالنسبة لنا ــ عن موقع بين الثقافتين (الثقافة الشعبية والثقافة العليا)... ودون أن يجعلها ملحقة بهذه الثقافة أو تلك.

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.