صدرت حديثًا عن منشورات المتوسط في إيطاليا رواية جديدة للكاتب التونسي، سفيان رجب، بعنوان "مصنع الأحذية الأميركية"، وصفها الكاتب بأنها "وتد مشروعي الأدبي، الذي يقوم على تكسير الحدود بين الأجناس، والذهاب في مغامرة السرد إلى أبعد آفاقها".
وأضاف رجب لـ"ضفة ثالثة": "انتهيت من كتابة هذه الرواية عام 2018. وفيها أجبت عن سؤال بعض الساسة عما نفعله مع الجهاديين الذي عادوا إلى تونس من الحرب التي أشعلوها في سورية. كتبت اقتراحي في هذه الرواية بسخرية سوداء. أؤمن في كتابة السرد أنّ الرواية ليست سرد مغامرة، وإنما هي مغامرة سرد، وهذا ما صنعته في "مصنع الأحذية الأميركية". هذا ما يمكنني قوله عن روايتي الجديدة، فقط أنتظر رأي قرّائها بقلب مرتجف".
هذه الرواية هي الثانية في مسيرة الكاتب، بعد روايته الأولى "القرد الليبرالي"، وهي الكتاب التاسع في مسيرة سفيان رجب، الشعرية والسردية، وقد صدرت له في الشعر والقصة سبعة كتب، من أهمها: الحدائق المسيجة، والساعة الأخيرة، وأهل الكتاب الأحمر، وماذا تفعل أنجلينا جولي في بيتي؟
جاءت الرواية في 200 صفحة من الحجم المتوسط. ويتطرق فيها الكاتب إلى قضية الجهاديين الإسلاميين، الذين عادوا من سورية إلى تونس، بأسلوب فانتازي كوميدي، وتدور الأحداث حول مقالة أستاذ فلسفة في الجامعة التونسية، أرسلها للنشر في مجلة أميركية، لكن المقالة وقع توظيفها وتوظيف كاتبها في مشروع أميركي للتطرّف الديني. الفكرة تقوم على بناء جنة للمتطرّفين العائدين من سورية، بعد ايهامهم بموت مزيّف بتخديرهم. وفي تلك الجنة الأميركية تحدث مفارقات عجائبية كوميدية.
الرواية تبدأ بقولة لابن رشد، يقول فيها: "إذا أردت أن تتحكّم في جاهل، فعليك أن تغلّف كلّ باطل بغلاف دينيّ". فالرواية تفضح توظيف النظام العالمي الجديد للدين، للتحكم في الشعوب، واللعب بأحلامها وآلامها.